الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألم تسألِ الطللَ الدارسا >>
قصائدالشريف المرتضى
- ألم تسألِ الطللَ الدارسا
- وكنتَ به واقفاً حابسا
- وقد كان عهدي بهِ ضاحكاً
- فكيفَ استحالَ بِلى ً عابسا
- و ما لكَ مستوحشاً وسطهُ
- وما كنتَ إلاّ به آنسا
- ألا أينَ من كنتُ أرنو إليهِ
- طويلاً وكنتَ له حارسا
- وياليتني حينَ قابلتُهُ
- دُرِسْتُ ولم أرَهُ دارسا
- فكَمْ قد رأيتُ غزالاً به
- لثوب الصبا والهوى لابسا
- يَميسُ دلالاً وكم في الغصو
- نِ ما لستُ أرضى به مائسا
- سُقيتَ الرَّواءَ فقد طالما
- سقيتَ فرويته خامسا
- و لا زال مرُّ نسيمِ الريا
- عليك كَلِيلَ الشَّبا ناعسا
- و لا فرستكَ نيوبُ الزما
- ن فقد كنتَ دهراً لها فارسا
- ومَن كان عزّاً لبدرِ السَّماءِ
- ءِ بأخمصهِ أبداً دائساً ؟
- ولاكانَ هادمَ مايَبتنيهِ
- و كنتُ على غيره شامسا
- وكان لعيني الصَّباحَ المنيرَ
- ـرَ فقوموا انظروا ليليَ الدامسا
- فأيّ فتى ً لم يكن في بحا
- ر أنعمهِ القائمَ القامسا
- وقد كان غصنُ النَّقا مُورِقاً
- فأصبح من بعده يابسا
- ونَوءُ الرِّماحِ وبيضُ الصِّفا
- عاد بنا جامداً جامسا
- مضى عجلاً كضياء الزناد
- كنتُ له قادحاً قابساً
- كأنّ لقلبيَ منه الحريقَ
- عليه وفي عينيَ الناخسا
- و من عجبٍ أنني حين خا
- ب طبيَّ وعاد به خائسا
- رحلتُ به نحوَ دارِ البِلى
- جِهاراً وأعطيتُه الرَّامسا
- فلا سكنوا بعده منزلاً
- و لا شمتوا بعده عاطسا
- ولا نَبَّهوا لنظامِ المديـ
- ـحِ في أحدٍ بعدَهُ هاجسا
- عليك السلامُ وإنْ كنتُ منْ
- لقائك طولَ المدى آيسا
- و خذْ من دموعي الغزار التي
- أكون بها أبداً نافسا
- و قد ضاع بعدك من ذدت عنـ
- فبيني وبين خطوب الزمان
- حروبٌ ذكرتُ لها داحسا
- ولولا جنونُ مقاديرِهِ
- لما سبقَ الرّاجلُ الفارسا
- و لا كان هارم ما يبتنيـ
- وقالعُ أغراسهِ غارسا
- سقاني وياليتَ لم يسقِني
- وأسْمنَني وكسا أعظُمي
- وعادَ لها عارقاً ناهسا
المزيد...
العصور الأدبيه