الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا يا قومُ للقدرِ المتاحِ >>
قصائدالشريف المرتضى
- ألا يا قومُ للقدرِ المتاحِ
- وللأيّامِ ترغبُ عن جِراحي
- و للدنيا تماطلُ بالرزايا
- مطالَ الجربِ للإبلِ الصحاحِ
- تُسالمني ولي فيها خَبِيءٌ
- أَغَصُّ عليه بالعَذْبِ القَراحِ
- و يا لملمة ٍ نزعتْ يميني
- وَ حصتْ بالقوادمِ منْ جناحي
- فتنتُ بها ومنظرها قبيحٌ
- كما فتنَ المتيمُ بالملاحِ
- ألا قلْ للأخاريرِ من قريشٍ
- وسُكَّانِ الظّواهِرِ والبِطاحِ:
- هَوَى من بينكمْ جبلُ المعالي
- و عرنينُ المكارمِ والسماحِ
- وجبَّ اللهُ غاربَكمْ فكونوا
- كظالعة ٍ تحيد عن المراحِ
- يُدَفِّعُها مُسوِّقُها المُعَنَّى
- و قد شحطَ الكلالُ عن البراحِ
- وغُضّوا اللَّحْظَ عن شَغَفٍ إليهِ
- فما لكُمُ العَشيَّة َ مِنْ طَماحِ
- غُلِبْناهُ كما غُلِبَ ابنُ ليلٍ
- و قد سئمَ السهادَ على الصباحِ
- فقلْ لمعاشِرٍ رَهبوا شَباتي
- وما تَجني رماحي أو صِفاحي
- رِدُوا من حيثُما شِئْتُمْ جِمامي
- فإني اليومَ للأعداءِ ضاحِ
- ورُوموني ولا تخشَوْا قِراعي
- فقد أصبحتُ مُستَلَبَ السِّلاحِ
- وقودوني فما أنا في يديكمْ
- على ما تَعهدون من الجِماحِ
- و لا تنتظروا مني ارتياحاً
- فقد ذهب ابن موسى بارتياحي
- فللسببِ الذي يشجى التزامي
- وللسَّببِ الّذي يُسلي اطِّراحي
- لواني ما لواني عن مرادي
- وحالَ الدَّهرُ دونَ مَدَى اقتراحي
- فلا دوٌّ تخبُّ به ركابي
- و لا جوٌّ تهبُّ به رياحي
- فَمَنْ للخيلِ يقدِمُها مُغِذًّا
- ينازعنَ الأعنة َ كالقداحِ ؟
- ومَنْ للبيضِ يُولِغُها نَجيعًا
- من الأعداء في يومِ الكفاحِ ؟
- ومَنْ للحربِ يُقِدُ في لَظاها
- إذا احْتَدَمَتْ أنابيبَ الرِّماحِ؟
- و منْ لمسربلٍ في القدَّ عانٍ
- على وجلٍ يذادُ عن السراحِ ؟
- ومن للمال يَعْصي فيه بَذْلاً
- أساطيرَ العواذلِ " واللواحي " ؟
- و من لمسوفٍ بالوعد يلوى
- ومَطروحٍ عنِ الجَدوى مُزاحِ؟
- هيَ الدُّنيا تُجَمْجمُ ثمَّ تأتي
- مِنَ الأَمْرِ المبرِّحِ بالصِّراحِ
- تنيلُ عطية ً وتردُّ أخرى
- و تطوى الجدَّ في عينِِ المزاحِ
- فمنْ يعدى على أمَّ الرزايا
- إذا جاءتْ بقاسية ِ الجِراحِ؟
- سلامُ الله تنقلهُ اللّيالي
- و يهديهِ الغدوُّ إلى الرواحِ
- على جدثٍ تشبث من لؤيٍّ
- بينبوعِ العبادة والصَّلاحِ
- فتى ً لم يروَ إلاّ من حلالٍ
- و لم يكُ زادهُ غيرَ المباحِ
- ولا دَنِسَتْ له أُزُرٌ بعارٍ
- ولا عَلِقَتْ له راحٌ براحِ
- خفيفُ الظهرِ من " حملِ " الخطايا
- وعُريانُ الصَّحيفة ِ من جُناحِ
- مَسوقٌ في الأمورِ إلى هُداها
- ومَدْلولٌ على بابِ النَّجاحِ
- مِنَ القوم الّذين لهمْ قلوبٌ
- بذكرِ اللهِ عامرة ُ النَّواحي
- بأجسامٍ من التقوى " مراضٍ "
- لمبصرِها وأديانٍ صِحاحِ
- بنى " الآباءِ " قوموا فاندبوهُ
- بألسنة ٍ بما " تثنى " فصاحِ
- وإنْ شئتمْ له عَقْرًا فشلُّوا
- نفوسَ ذوي اللقاحِ عن اللقاحِ
- أصابَكَ كلُّ مُنْهَمِرٍ دَلوحٍ
- " وحاملُ " كلَّ مثقلة ٍ رداحِ
- وروَّاك الغَمامُ الجُون يَسْري
- بطيءَ الخَطْوِ كالإِبلِ الرِّزاحِ
- ترابٌ طاب ساكنهُ فباتتْ
- تأرَّجُ فيهِ أنفاسُ الرِّياح
- غنيٌّ أنْ تجاورهُ الخزامى
- وتُوقَدُ حوله سُرُجُ الأقاحي
المزيد...
العصور الأدبيه