الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا لله ما صنع الحمامُ >>
قصائدالشريف المرتضى
- ألا لله ما صنع الحمامُ
- وما وارتْ بساحتها الرّجامُ
- طوى من لا سبيلَ إلى لقاهُ
- وإنْ جدَّ التَّطَلُّبُ والمَرامُ
- وكيفَ لقاءُ مَن دهتِ اللَّيالي
- وغرّبه صباحٌ أو ظلامُ ؟
- وهيهاتَ المطامعُ في أُناسٍ
- أقاموا حيث لا يغنى المقامُ
- ثَوَوْا متجاورين ولا لقاءٌ
- وناجَوْا واعظين ولا كلامُ
- خلقنا للفناءِ وإنْ غررنا
- بإيماضٍ من الدّنيا يشامُ
- ونبصرُ ملءَ أعيننا فعالَ الـ
- ـرَدى وكأنَّنا عنه نِيامُ
- " وتحلو " مذقة ُ الدّنيا لحى ٍّ
- له من بعدِها كأسٌ سِمامُ
- غَمامٌ من مواعدِها جَهامٌ
- وأسبابٌ لجَدْواها رِمامُ
- وما الأحزانُ والأفراحُ فيها
- وإنْ طاوَلْنَنا إلاّ مَنامُ
- ولو علمَ الحَمامُ كما علمنا
- منَ الدُّنيا لما طَرِب الحَمامُ
- سلامٌ الله غادٍ كلَّ يومٍ
- على مَن ليس يبلغُه السّلامُ
- على عبقِ الثّرى خضلِ النّواحى
- وإنْ لم يستهلَّ له الغمامُ
- مضى صفرَ الحقيبة ِ من قبيحٍ
- غريباً فى صحيفته الأثامُ
- نقى َّ الجيبِ عفَّ الغيبِ "برٌّ"
- حرامٌ ليس يألفه الحرامُ
- منَ القومِ الأُلى دَرَجوا خِفافاً
- وزادُهمُ صلاة ٌ أو صيامُ
- لهمْ في كلّ مَأْثَرَة ٍ حديثٌ
- كما طابتْ لناشِقها المُدامُ
- مَضَوا وكأنَّهمْ، من طيبِ ذكرٍ
- تراهُ مُخلَّداً لهمُ، أقامُوا
- تعزَّ أبا على ٍّ فالرّزايا
- متى تَعْدوك ليس لها احترامُ
- وما صابتْ سهامُ الموت خلقاً
- إذا طاشتْ له عنك السَّهامُ
- وغيرُك مَن تُثقفِّهُ التَّعازي
- ويعدلُ من جوانبه الكلامُ
- فإنّك من تجافى العتبُ عنه
- وأَعْوَزَ في خلائقه الملامُ
المزيد...
العصور الأدبيه