الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا حبذا زمنُ الحاجرِ >>
قصائدالشريف المرتضى
- ألا حبذا زمنُ الحاجرِ
- و إذا أنا في الورق الناضرِ
- أجرر ذيل الصبا جامحاً
- بلا آمرٍ وبلا زاجرِ
- إِلى أنْ بدا الشَّيبُ في مَفرَقي
- فكانت أوائله آخري
- وزَوْرٍ تَخطَّى جَنوبَ المَلا
- فناديت أهلاً بذا الزائرِ
- أتاني هُدوّاً وعينُ الرَّقيـ
- ـب مطروفة ٌ بالكرى الغامرِ
- فأعجبْ به يسعف الهاجعيـ
- ـن وتحرمه مقلة ُ الساهرِ
- و عهدي بتمويه عين المحبّ
- تَنُمُّ على قلبهِ الطّائرِ
- فلمّا التقينا بِرُغم الرُّقا
- وقد وقفوا من لهيبِ الوَداعِ
- و بيضُ العوارضِ لما برز
- نَ برَّحْنَ بالقمرِ الباهرِ
- يعرن الحليمَ خفوفَ السفيهِ
- وما كنتُ إلاَّ قليلَ الصَّديـ
- و فيهنّ آنسة ٌ بالحديثِ
- و في " البذل " كالرشأ النافرِ
- بطرفٍ فتورٍ " ويا حرما "
- بقلبيَ من ذلك الفاترِ
- ويا عاذلي لو تذوقُ الهوَى
- وأعلمُ إنْ كانَ غيري لديـ
- تلومُ وقلبُك غيرُ الشَّجيِّ
- ألا ضلّ أمرك من آمرِ
- أقول لركبٍ أرادوا المسيـ
- ـرَ وقد أخذوا أهبة َ السائرِ
- عِ على حرَّ مستعرٍ فائرِ
- فمن مدمعٍ جامدٍ للفراق
- وآخرَ واهي الكُلَى قاطرِ
- إذا ما مررتمْ على واسطٍ
- فعوجوا على الجانبِ العامرِ
- وأهدوا سلامي إلى غائبٍ
- بها وهْوَ في خاطري حاضري
- إلى كم أسوَّفُ منهُ اللقاءَ
- و كم أرتدي بردة َ الصابرِ !
- و قد ضاق بي مذ نأيتَ العرا
- قُ كما ضاق عقدٌ على شابرِ
- كأنيَ لما حماك البعا
- دُ عن ناظرَيَّ بلا ناظرِ
- و إنيَ من فرطِ شوقي إليك
- و وجدي ، كسيرٌ بلا جابرِ
- ويُحسَبُ بينَ الضُّلوع الفؤادُ
- و قد طار في مخلبيْ طائرِ
- فيا لك من مجرمٍ مسلمٍ
- تغيب عنه " شبا الناصرِ "
- و من واترٍ ظفرتْ عنوة ً
- بأثوابه قبضة ُ الثائرِ
- ولولا الوزيرُ ابنُ حَمْدٍ لَما
- سألتُ وصالَ امرئٍ هاجرِ
- ـقِ في النّاس كالضَّيغمِ الخادرِ
- حوشيتَ من سنة ِ الجائرِ
- و يا نافعي بزمان الوصال
- لِ لِمْ عادَ نفعُك لي ضائري
- تفرَّدتَ بي دونَ هذا الأنام
- وشُورِكتُ في قَسْمِكَ الوافرِ
- و من عجبٍ أن يرومَ البطـ
- ـئُ عن الودّ منزلة َ " الباكرِ "
- وقد علمَ القومُ إذ وازَنو
- ك أينَ الجَهامُ منَ الماطرِ
- وأينَ الحضيضُ منَ الفرقدينِ
- وأينَ الخبيثُ منَ الطَّاهرِ
- و إنك وحدك في ذا الزما
- نِ تستنتجُ الفضلَ من عاقرِ
- وتَصْبو على نَفَحاتِ الخطو
- ب سمعاً إلى منطق الشاكرِ
- أهزك بالشعر هزَّ الشجاع
- عِ يومَ الوغَى ظُبَتَيْ باترِ
- تِ سموطاً على مفرقِ الفاخرِ
- و أعلمُ إنْ كان غيري لديـ
- ـك كالجفن إني كالناظرِ
- ولستُ إذا فُتَّني ثمَّ نلتُ
- جميعَ المنى لستُ بالظَّافرِ
المزيد...
العصور الأدبيه