الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألاّ أرِقْتَ لضوءِ برقٍ أَوْمضا >>
قصائدالشريف المرتضى
ألاّ أرِقْتَ لضوءِ برقٍ أَوْمضا
الشريف المرتضى
- ألاّ أرِقْتَ لضوءِ برقٍ أَوْمضا
- مازارَ طرفي ومْضُهُ حتّى مضَى
- أمسى يشوقني إلى أهل الغضا
- شوقاً يُقلِّبني على جمرِ الغضا
- ومنَ البليَّة ِ أنَّ قلبَكَ عاشقٌ
- من لم تنل وهو الرضا منه الرضا
- ما ضَرَّ مَن أَضحى يصرِّحُ صدُّهُ
- بملالة ٍ لو كان يوماً عَرَّضَا
- ألِفَ الصُّدُودَ فما يُرى إلاّ امرءاً
- مُتَجَنِّياً أو عاتباً أو مُعرِضا
- للَّهِ موقفُنا بخَيْفِ مَتالِعٍ
- نشكو التفرق ما أمض وأرمضا
- ووراءَهمْ قلبٌ مُعَنَّى بالهوى
- ماضحّ من سقمِ الغرام فيمرضا
- ومحرِّضٍ بعثَ النَّوى فكأنَّه
- يوم أعتقنا للنوى ماحرضا
- ولقد أتانى الشيب في عصر الصبا
- حتى لبست به شباباً أبيضا
- لم ينتقصْ منِّي أوانَ نزولِهِ
- بأْساً أطالَ على العُداة ِ ”وعرَّضا”
- فكأنَّما كنتُ امرءاً متبدِّلاً
- أثوابه كرهَ السوادَ فبيضا
- ياصاحبيّ تعزّيا عن فاعلي ال
- معروف فالمعروف فينا قد قضى
- وتعلّما أن ليس يحظى بالغنى
- إلاّ امرؤٌ سِيمَ الهوانَ فأَغمضا
- والعيشُ دَينٌ لا يُخافُ غريمُهُ
- مطلا به وقضاؤه أن يقتضى
- قد قلت للمنضين فيه ركابهم:
- يكفيكم من زاده ما أنهضا
- مالي أراكم واللبُّانة فيكمُ
- تَرْضون في الدُّنيا بمالا يُرتَضَى
- إنْ كان رَوْضُ الحَزْنِ غَرَّكُمُ فقدْ
- أضحى يصوح منه ماقد روضا
- أو مابنته يد الزمان لأهله
- فهْوَ الذي هدمَ البناءَ فقوَّضا
- لاتغبنوا آراءكم بثميلة ٍ
- نَكْداءَ تأخذُها الشِّفاهُ تَبَرُّضا
- فمعوَّضٌ عن نَزْرِ ماءِ حيائِهِ
- بكثيرِ مابلغَ الغِنَى ماعُوِّضا
- كم ذا التعلّل بالمنى وإزاؤنا
- رام إذا قصد الفريصة أغرضا
- يرمي ولا يدري الرمى ّ وليته
- لمّا أرادَ الرَّمْيَ يوماً أنبضا
- والنفس تنكر ثم تعرف رشدها
- فاطلبْ شفاءَك من يَدَيْ مَن أمرضا
- أينَ الذين تَبَوَّءوا خِططَ العُلا
- وقضى على الآفاق منهم من قضى ؟
- وجروا إلى غاي المكارم والعلا
- ركْضَ الجواد سَعَى فأدركَ مركضا
- تندى على غلل العفاة أكفهم
- فيعود منهم مثريا من أنفضا
- وإذا أهبت بهم ليوم عظيمة ٍ
- حمَّلتَ أعباءَ العظيمة ِ نُهَّضا
- من كل قرم لا يريد ضجيعه
- إلا سناناً أو حساماً منتضى
- وتراهُ أنَّى شئتَ من أحوالهِ
- لايرتضى إلا الفعال المرتضى
- دَرَجوا فلا عينٌ ولا أثرٌ لهمْ
- فكأنهم حلمٌ تراءى وأنقضى
المزيد...
العصور الأدبيه