الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أفى كلّ يومٍ لى حميمٌ أفارقهْ >>
قصائدالشريف المرتضى
أفى كلّ يومٍ لى حميمٌ أفارقهْ
الشريف المرتضى
- أفى كلّ يومٍ لى حميمٌ أفارقهْ
- وخِلٌّ نآني ما نَبَتْ بي خَلائِقُهْ
- ومضطجعٌ فى ريبِ دهرٍ مسلّطٍ
- تُطالعني في كلِّ فجِّ طوارقُهْ
- وملتفتٌ فى إثرِ ماضٍ مغرّبٍ
- تراماهُ أجراعُ الرَّدَى وأَبارقُهْ
- فثلمٌ على ثلمٍ ورزءٌ مضاعفٌ
- على فتقِ رُزْءٍ ضلَّ بالدَّهرِ راتقُهْ
- مصائبُ لو أُنزِلْنَ بالشَّمسِ لم تُنِرْ
- وبالبدر لم تمددْ بليلٍ سرادقهْ
- فمُعْتَبَطٌ خُولِسْتُهُ ومؤجَّلٌ
- تلبَّثَ حتّى خِلْتني لا أُفارقُهْ
- تجافى الرّدى عنه فلمّا أمنتهُ
- سقانى َ فيه مرَّ ما أنا ذائقهْ
- فسُرَّ به قلبي فغالَ مسَرَّتِي
- زمانٌ ظلومٌ للسُّرورِ يسارقُهْ
- أرى يومه يومى وأشعرُ فقده
- بأنِّي وإنْ طالَ التلَوُّمُ لاحقُهْ
- وكم صاحبٍ علّقتهُ فتقطّعتْ
- بأيدي المنايا من يديَّ علائقُهْ
- وكيف صفاءُ العيش للمرء بعد ما
- تغيّبَ عنه رهطهُ وأصادقهْ ؟
- فللهِ أعوادٌ حَمَلْنَ عشيَّة ً
- خبِيئة َ بيتٍ لا يَرى السَّوءَ طارقُهْ
- على الكرمِ الفضفاضِ لطّتْ ستورهُ
- وبالبرِّ والمعروفِ سدّتْ مخارقهْ
- وليس به إلاّ العفافُ وما انطوتْ
- على غيرِ ما يُرضي الإلهَ نمارِقُهْ
- قيامُ سوادِ اللَّيل يَنْدَى ظلامُهُ
- وصومُ بياضِ اليومِ تُحمَى ودائِقُهْ
- فتدنى كما شاءتْ وما شئتُ أنّها
- فدتنى ولا كان الذى حمَّ سابقهْ
- ولو أنّنى أنصفتها من رعايتى
- وقابلته رزاءًا بما هو لائقهْ
- لأكرعتُ نفسي بعدها مَكرعَ الرَّدى
- تُصابحُه حزناً لها وتغابقُهْ
- سقى جدثاً - أصبحت فيه - مجلجلٌ
- رواعدهُ ما تنجلى وبوارقهْ
- يطيحُ الصّدا الدّفّاعُ منه وترتوى
- مغاربُهُ من فيضهِ ومشارقُهْ
- لئن غبتِ عن عينى فربّ مغيّبٍ
- يروحُ وأبصارُ القلوبِ روامقُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه