الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أراعكَ ما راعني من ردى ؟ >>
قصائدالشريف المرتضى
- أراعكَ ما راعني من ردى ؟
- وجُدتُ له مثلَ حزِّ المُدى
- وهل في حسابِك أنِّي كَرَعْتُ
- برُزءِ الإمامِ كؤوسَ الشَّجا؟
- كأنّي وقدْ قيلَ لي إنّهُ
- أتاهُ الرَّدى في يَمينِ الرَّدى
- فقلْ للأكارم من هاشمٍ
- ومن حلّ من غالبٍ في الثّرى
- رِدوها المريرة َ طولَ الحياة ِ
- وكمْ واردٍ كَدِراً ما انروى
- وشقّوا القلوبَ مكانَ الجيوبِ
- وجُزّوا مكانَ الشّعورِ الطُّلى
- وحلّوا الحَبا فعلى رُزْئِهِ
- كِرامُ الملائِكِ حلّوا الحُبا
- ولِمْ لا؟ وما كتبوا زلّة ً
- عليهِ وأى ُّ امرىء ٍ ما هفا؟
- فيا ليتَ باكيَهُ مابكاهُ
- وياليتَ ناعيَهُ مانَعى
- به تقتدي عن إمامِ الورى
- ويا ليتني كنتُ عنه الفِدا
- هو الموتُ يستلبُ الصالحينَ
- ويأخذُ مِن بيننا مَن يشا
- فكم دافعوه ففاتَ الدفاعُ
- وكم قد رَقَوْهُ فأَعيا الرُّقى ؟
- مضى وهو صِفْرٌ منَ الموبقاتِ
- نقيَّ الإزارِ خفيفَ الرِّدا
- إذا رابهُ الأمرُ لم يأتِهِ
- وإنْ خَبُثَ الزَّادُ والَى الطَّوَى
- تعزَّ إمامَ الورى والذي
- به نقتدي عن إمامِ الورى
- وخلِّ الأَسَى فالمحلُّ الذي
- جَثَمَتَ بهِ ليسَ فيهِ أسى
- فإمّا مضى جبلٌ وانقضَى
- فمنك لنا جبلٌ قد رسا
- وإمّا فُجعنا ببدرِ التمامِ
- فقد بَقيتْ منك شمسُ الضُّحى
- وإنْ فاتنا منهُ ليثُ العرين
- فقد حاطنا منك ليثُ الشَّرى
- وأعجبُ ما نالنا أنّنا
- حُرمنا المُنى وبلغنا المنى
- لنا حَزَنٌ في محلّل السرورِ
- وكم ضَحِكٍ في خلالِ "البُكا"
- فَجَفْنٌ لنا سالمٌ من قذى ً
- وآخرُ ممتلئٌ من قذى
- فيا صارماً أغمدته يدٌ
- لنا بعدكَ الصّارم المُنتضى
- ويا رُكناً ذَعْذَعتهُ الخطوبُ
- لنا بعد فقدكَ ركنٌ ثوى
- ويا خالداً في جنانِ النعيمِ
- لنا خالدٌ في جنانِ الدُّنا
- فقوموا انظروا أيُّ ماضٍ مضَى
- وقوموا انظروا أيُّ آتٍ أتى
- فإنْ كانَ قادرُنا قد مضى
- فقائمنا بعدَه ما مضَى
- ولمّا دُوينا بفقدِ الإمامِ
- عَجِلتَ إلينا فكنتَ الدَّوا
- رضيناكَ مالكَنا فأرضنا
- فما نبتغي مِنْكَ غيرَ الرِّضا
- ولمّا حضرناكَ "عند" البياعِ
- عرفنا بهديكَ طُرقَ الهدى
- فقابَلْتَنا بوَقارِ المشيبِ
- كمالاً وسنُّكَ سنُّ الفتى
- وجئناكَ تَتْلو علينا العزاءَ
- فعزَّيتَنا بجميل العزا
- وذادتْ مواعظُكَ البالغاتُ
- أخامِصَنا عن طريق الهَوى
- وعلمّتنا كيف نرضى إذا
- رضَى اللهُ أمراً بذاك القضا
- فشمِّرْ لنا أيُّهذا الإمامُ
- وكنْ للورى بعدَ فقرٍ غِنَى
- ونحِّ عن الخلقِ بغيَ البُغاة ِ
- وعُطَّ عن الدينِ ثوبَ الدُّجى
- فقدْ هزَّكَ القوم قبلَ الضِّرابِ
- فما صادفوكَ كليلَ الشّبا
- وأعلَمَهم طولُ تجريبهم
- بأنَّك أَوْلاَهُمُ بالعُلى
- وأنَّكَ أضربُهم بالسّيوفِ
- وأنَّك أَطعنُهم بالقَنا
- وأنَّك أضربُهم في الرِّجا
- لِ عِرْقاً وأطولُ منهم بنا
- وأنكَ والحربُ تُغلى لها الـ
- مراجلُ أوسعُ منهم خُطا
- وأنَّك أجودُهم بالنُّضارِ
- وأنَّكَ أبذلُهم للنَّدَى
- سَقى اللهُ قبراً دفنَّا بهِ
- جميعَ العفافِ وكلَّ التُّقَى
- وجادَ عليه قُطارُ الصَّلاة ِ
- فأغناهُ عن قَطَراتِ الحَيا
- ومَيْتٌ له جُدُدٌ مابَلينَ
- مآثرُهُ لا يَمَسُّ البِلى
- وإنْ غابَ من بعدِ طولِ المَدى
- فإنَّك أطولُ منه بَقا
المزيد...
العصور الأدبيه