الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وكم صاحب كالرّمح زاغت كعوبه >>
قصائدالشريف الرضي
وكم صاحب كالرّمح زاغت كعوبه
الشريف الرضي
- وكم صاحب كالرّمح زاغت كعوبه
- أبَى بَعدَ طُولِ الغَمزِ أنْ يَتَقَوّمَا
- تقلّبت منه ظاهراً متبلجاً
- وأدمج دوني باطناً متجهماً
- فأبدى كروض الحزن رقت فروعه
- وَأضْمَرَ كاللّيلِ الخُدارِيّ مُظلِمَا
- ولو أنني كشّفته عن ضميره
- أقمتُ على ما بيننا اليوم مأتما
- فلا باسطاً بالسوء إن ساءني يداً
- ولا فاغراً بالذّم إن رابني فما
- كَعُضْوٍ رَمَتْ فِيهِ اللّيَالي بفَادِحٍ
- ومن حمل العضو الأليم تألّما
- إذا أمَرَ الطِّبُّ اللّبِيبُ بِقَطْعِهِ
- أقول عسى ضنّاً به ولعلّما
- صبرت على إيلامه خوف نقصه
- وَمَنْ لامَ مَن لا يَرْعوِي كانَ ألوَمَا
- هي الكف مضٌّ تركها بعد دائها
- وإن قطعت شانت ذراعاً ومعصما
- أرَاكَ عَلى قَلبي، وَإنْ كنتَ عَاصِياً
- أعَزَّ مِنَ القَلْبِ المُطيعِ وَأكْرَمَا
- حملتك حمل العين لج بها القذى
- ولا تنجلي يوماً ولا تبلغ العمى
- دع المرء مطوياً على ذممتّه
- ولا تنشر الداء العضال فتندما
- إذا العُضْوُ لَمْ يُؤلِمْكَ إلاّ قَطَعتَهُ
- على مضضٍ لم تبق لحماً ولا دما
- ومن لم يوطّنْ للصغير من الأذى
- تَعَرّضَ أنْ يَلْقَى أجَلّ وَأعظَمَا
المزيد...
العصور الأدبيه