قصائدالشريف الرضي



نُصَافي المَعَالي، وَالزّمانُ مُعانِدُ
الشريف الرضي



  • نُصَافي المَعَالي، وَالزّمانُ مُعانِدُ

  • وَنَنْهَضُ بِالآمَالِ، وَالجَدُّ قَاعِدُ

  • تَمُرّ بِنَا الأيّامُ غَيْرَ رَوَاجِعٍ

  • كما صافحت مر السيول الجلامد

  • وَتُمْكِنُنَا مِنَ مائِهَا كُلُّ مُزْنَة ٍ

  • وتمنعنا فضل السحاب المزاود

  • وما مرضت لي في المطالب همة

  • واحداثه في كل يوم عوائد

  • عوائد همٍ لا يحيين غبطة

  • بهن ولا تلقى لهن الوسائد

  • ولله ليل يملأُ القلب هوله

  • وَقَدْ قَلِقَتْ بالنّائِمِينَ المَرَاقِدُ

  • يقر بعيني ان ارى ارض بابل

  • تخوض مغانيها الجياد المذاود

  • وَأسْحَبُ فيها بُرْدَ جَذلانَ شامِتٍ

  • اذا شاءَ غنته الرقاق البوارد

  • سللنا رقاب العيس من خلل الدجى

  • تلاعبها اشطانها والمقاود

  • وَقَدْ حَفّ بالبَدْرِ النّجُومُ كأنّهُ

  • هديٌ تهاداه الاماء الولائد

  • وفي اعين القوم انضمام من الكرى

  • وَطَرْفُا لسُّرَى بَينَ الأزِمّة ِ شَاهِدُ

  • فمضطرب في غرزة مترنح

  • وَآخَرُ مَكبُوبٌ على الرّحلِ ساجِدُ

  • وغائرة قد وقر النوم لحظها

  • تسفه جفنيها الهموم العوائد

  • تَقُودُ جِيَاداً ما اتُّهِمْنَ على مَدًى

  • بلى ربما ارتابت بهن الاوابد

  • إذا جَالَ في أشداقِها الظِّمْءُ قلّصَتْ

  • لها الارض وانقادت اليها الموارد

  • أبَحْنَا لها تَقْتَضّ مِنْ عُذَرِ الرُّبَى

  • فكَرّتْ عَلَيها بالعَجَاجِ الفَدافِدُ

  • طَرَائِق بِيدٍ يَعسُلُ الآلُ بَيْنَهَا

  • كما اضطرب السرحان والليل بارد

  • هَجَمنا عَلى غَوْلِ الطّرِيقِ وَبُعْدِهِ

  • وَمَا رَكَضَتْ فيه الرّياحُ الصّوَارِدُ

  • أأُرْسِلُ خَيلَ اللّحظِ في طَلَبِ الهوَى

  • وَمِنْ ظَنّهَا أنّ الخُدُودَ طَرَائِدُ

  • ولي شغل في طالب ضل قصده

  • أُسَائِلُ عَنهُ مَا يَقُولُ المَقَاصِدُ

  • أقُولُ لِدَهْرٍ تَاهَ إذْ صِيدَ لَيْثُهُ:

  • كذاك يصاد الليث والليث راقد

  • اثلم هذا النصل بالضرب ضارب

  • وزعزع هذا الطود بالوطء صاعد

  • تعز فما كل المصائب قادم

  • عَلَيكَ، وَلا كُلّ النّوَائِبِ عَائِدُ

  • ينال الفتى من دهره قدر نفسه

  • وَتَأتي عَلى قَدْرِ الرّجَالِ المَكَايِدُ

  • فِدًى لكَ يا مَجدَ المَعالي وَبَأسهَا

  • فعال جبان شجعته الحقائد

  • فَمَا تَرَكَتْ منكَ الصّوَارِمُ وَالقَنَا

  • وَلا أخَذَتْ مِنكَ الحِسَانُ الخَرَائِدُ

  • عُزِلْتَ وَلَكِنْ ما عُزِلتَ عنِ النّدى

  • وجودك في جيد العلى لك شاهد

  • بوَجهِكَ مَاءُ العزّ في العَزْلِ ذائِبٌ

  • ووجه الذي ولي من الماء جامد

  • فانت ترجي الملك وهو زواله

  • بغير جلاد فيه وهو مجالد

  • فلا يَفرَحِ الأعداءُ فالغَزْلُ مَعرِضٌ

  • اذا راح عنه صادر جاء وارد

  • وَما كُنتَ إلاّ السّيفَ يَمضِي ذُبابُهُ

  • ولا ينصر العلياء من لا يجالد

  • نضي فقصى حق الضرائب في الوغى

  • وَأثْنَتْ عَلَيْهِ حِينَ رُدّ المَغَامِدُ

  • فأعطَوْا عِنَانَ الضّرّ غَيرَكَ إذْ رَأوْا

  • يَمِينَكَ تَسْتَوْلي عَلَيْهَا الفَوَائِدُ

  • وما كنت يوماً في الزمان بممسك

  • عرى المال ان ضجت اليك المواعد

  • وَلا كنتَ تَرْضَى أنْ تَصِحّ بِبَلْدَة ٍ

  • اذا قيل عضو من زمانك فاسد

  • أيَا غُدْوَة ً سَاءَ الحُسَينَ صَبَاحُها

  • وسر العدى فيها الزمان المعاند

  • لحققت عندي ان كل صبيحة

  • مجاجة سم والليالي اساود

  • يُعَرّفُكَ الإخْوَانُ كُلٌّ بِنَفْسِهِ

  • وخير اخ من عرفتك الشدايد

  • وطاغ يعير البغي غرب لسانه

  • وليس له عن جانب الدين ذائد

  • شَنَنْتَ عَلَيْهِ الحَقّ حَتّى رَدَدْتَهُ

  • صَمُوتاً، وَفي أنْيَابِهِ القَوْلُ رَاقِدُ

  • يَدِلّ بِغَيرِ اللَّهِ عَضْداً وَناصِراً

  • وَناصُرُكَ الرّحمَنُ، وَالمَجدُ عاضِدُ

  • تُعَيِّرُ رَبّ الخَيرِ بَالي عِظَامِهِ

  • الا نزهت تلك العظام البوائد

  • وَلَكِنْ رَأى سَبّ النّبيّ غَنيمَة ً

  • وَمَا حَوْلَهُ إلاّ مُرِيبٌ وَجَاحِدُ

  • وَلَوْ كانَ بَينَ الفاطِمِيّينَ رَفْرَفَتْ

  • عليه العوالي والظبي السواعد

  • ألا إنّ جَدبَ الحِلمِ عندَكَ مُخصِبٌ

  • وان لئيم المجد عندك رافد

  • ضجرت من العلياء فاخترت عزلها

  • كانك قد افنت نداك المحامد

  • تَرَكْتَ قَلُوصاً بالفَلاة ِ وَوَحْشَها

  • تجاذبه عن نفسه وتراود

  • ستذكرك الارماح وهي قوارب

  • وَلَيسَ لهَا إلاّ القُلُوبُ مَوَارِدُ

  • حوَى المجدَ يا قيسَ بنَ عَيلانَ ماجدٌ

  • وَجَلّ، فَمَا يُلْقَى لَهُ فيهِ حَاسِدُ

  • فَتًى يَحتَوِي أرْماحَكمْ، وَهوَ صَارِمٌ

  • وَيُسرِي جُيُوشاً نحوَكمْ، وَهوَ وَاحِدُ

  • ويوم عويث والسيوف بوارق

  • تظل المنايا والقسي رواعد

  • رَدَدْتَهُمُ، وَالسُّمرُ بَينَ ظهورِهمْ

  • تعقل فيه الموت والموت شارد

  • وَقَدْ خَلَقَتْ فيها عُيوناً قَرِيحَة ً

  • يَنَامُونَ عُمرَ اللّيلِ، وَهيَ سَوَاهِدُ

  • أسِنّة ُ فِهْرٍ في صُدُورِ جِيَادِهِمْ

  • كان قناها للجياد مقاود

  • هم ذخروا اعمارهم لسيوفه

  • فأوْلى لهَا وَالحَرْبُ عَذرَاءُ نَاهِدُ

  • رَأيْتُ فَيَافي تَقتَضِي هَبَوَاتِهِ

  • وَتَرْغَبُ أرْسَاغَ الجِيَادِ القَوَادِدِ

  • مدى يمخض الاشواط حتى يعيدها

  • ولا زبدة الا الجواد المجاود

  • لَنِعْمَ حَرِيمُ العَزْمِ أنْتَ وَثَغْرُهُ

  • اذا رجح الرأي الالد المجالد

  • الست من القوم الذين اذا سطوا

  • تَبَرّى مِنَ التّاجِ العَظِيمُ المُعَاقِدُ

  • سِياطُهُمُ بِيضُ الظُّبَى وَسُجونُهمْ

  • إذا غَضِبُوا دونَ العَلاءِ المَلاحِدُ

  • رِقَابُ العِدَى وَالعِيسُ فيهمْ ذَليلَة ٌ

  • وَللبِيضِ ما نِيطَتْ عَلَيهِ القَلائِدُ

  • يُعَشّشُ طَيرُ الخضْبِ في حُجُرَاتهمْ

  • وتعقل منهن البيوت الشوارد

  • وما والد مثل ابن موسى لمولد

  • قَرِيبٍ تَجَافَاهُ الرّجَالُ الأبَاعِدُ

  • حمى الحج واحتل المظالم رتبة

  • على ان ريعان النقابة زائد

  • فاقبل والدنيا مشوق وشايق

  • وَأعرَضَ، وَالدّنْيَا طَرِيدٌ وَطَارِدُ

  • وَسَاعَدَهُ، يَوْمَ استَقَلّ رِكَابَهُ

  • أخُوهُ، وَقالَ البَينُ: نِعْمَ المُسَاعِدُ

  • هما صبرا والحق يركب راسه

  • عشية زالت بالفروع القواعد

  • تَفَرّدَ بِالعَلْيَاءِ عَنْ أهْلِ بَيْتِهِ

  • وَكُلٌّ يُهَادِيهِ إلى المَجْدِ وَالِدُ

  • وَتَختَلِفُ الآمَالُ في ثَمَرَاتِهَا

  • اذا اشرقت بالري والماء واحد

  • ومد على الجوزاء اطناب منزل

  • يَلُوذُ بحَقْوَيْهِ السُّهَا وَالفَرَاقِدُ

  • فقرٌ لنيران البوارق مصطل

  • وظمء لاحواض الغمائم وارد

  • احق بلاد الله بالمزن ارضه

  • اذا شام اقصى خطره البرق رائد

  • كاني به والعز ينضو همومه

  • وقد خضعت تلك الخطوب النواكد

  • اعاد اليه الله ماضي سروره

  • وَرَدّ اللّيَالي وَهيَ بِيضٌ أمَاجِدُ

  • مُنِيتَ بشَوْقٍ يَنحَرُ الدّمعَ سَيفُهُ

  • اذا حادثته بالصقال المعاهد

  • أآلَ هُذَيْمٍ هَلْ تَقَرُّ قُلُوبُكُمْ

  • وقلب بن عدنان على الدهر واجد

  • إذا جَحَدُوا نُعمَاكَ لَوّتْ رِقابَهُمْ

  • لمنك اطواق بها وقلائد

  • وَلا زَالَتِ الأسيَافُ تَسبي حَرِيمَهمْ

  • وَتَسبي حَرِيمَ المَالِ مِنكَ القَصَائِدُ



أعمال أخرى الشريف الرضي



المزيد...

العصور الأدبيه



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟