الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> من الظلم ان نتعاطى الخمارا >>
قصائدالشريف الرضي
من الظلم ان نتعاطى الخمارا
الشريف الرضي
- من الظلم ان نتعاطى الخمارا
- وَقَدْ سَلَبَتْنَا الهُمُومُ العُقَارَا
- وفينا شآبيب صرف الزمان
- تَرَّوَى مِرَاراً وَتَظْمَا مِرَارَا
- تخيرني عفتي والغنى
- وَمَنْ ليَ أنّي مَلَكْتُ الخِيَارَا
- وَلَوْ أنّ لي رَغْبَة ً في النّوَا
- لِ أجْمَمْتُهُ، وَاجتَديتُ البحارَا
- وهون صولته انني
- ارى العيش ثوب بلى ً مستعارا
- فما اركب الخطب الا جليلا
- وَلا أجْذُبُ الأمْرَ إلاّ اقْتِسَارَا
- وكنت اذا ما استطال العدو
- نثلت عليه القنا والشفارا
- وكم لي الى الدهر من حاجة
- ابل بها ذابلاً أو غرارا
- تُجَرّ إلَيْهَا ذُيُولُ المُنَى
- وَيَخْلَعُ فِيهَا الزّمَانُ العِذارَا
- وَيَوْمٍ تَخَرّقْتَ فِيهِ السّيُوفَ
- وَخُضْتَ إلَيْهِ الدّمَاءَ الغِزَارَا
- اثرت العجاج عليه دخانا
- واضرمت من مائر الطعن نارا
- وعانقت من بيضه في النجيع
- شقيقاً ومن سمره جلنارا
- ولية خوف شعار الفتى
- يُصَافِحُ بالسّمْعِ فِيهَا السّرَارَا
- أبَحْنَا حِمَاهَا أكُفَّ المَطيّ
- حتى انتهبنا الربى والجرارا
- وَأرْضٍ مُقَنَّعَة ٍ بِالهَجِيـ
- تنضو من الآل عنها خمارا
- هَجَمْتَ عَلى جَوّهَا بِالرّمَاحِ
- تبني من الطل فيها منارا
- فما ارتعت من شعبات الحمام
- وَلا خِفْتَ فِيهِ لأِمْرٍ خِطَارَا
- وفللت من جنبات الخطوب
- بعزم اذا جار دهر اجارا
- ومما يحلل ذم الزمان
- نِ إقْصَاؤهُ المَاجِدِينَ الخِيَارَا
- أسَمْعي ذُؤابَة َ هَذا الأنَامِ
- دُعَاءٌ يَجُرّ عَليّ الجِهَارَا
- ثقا بالاله فان الزما
- ن يعطي امانا ويمطي جذارا
- وَلا عَجَبٌ أنْ يُعِيرَ الثّرَاءَ
- فالمجد اكرم من ان يعارا
- اذا سالم الموت نفسيكما
- فَبَعْثَرَ للذّلّ فِيهِ وِجَارَا
- اصابتكما نكبة فانجلت
- ودهر يرد علينا العلاء
- ءَ، أجدِرْ بهِ أنْ يَرُدّ الغُفَارَا
- ألَمْ تَرَ يا مَنْ رَمَتْهُ الخُطُوبُ
- يمينا تنازعه أو يسارا
- وَمَنْ خَوّضَ الدّهْرُ مِنْ مَالِهِ
- قَوَارِحَ أحْداثِهِ وَالمَهَارَى
- وَمَا أكَلَ الخَطْبُ مِنْ عِزّنَا
- وكنا له سلعا أو مرارا
- بنينا مصاد العلا مصمتا
- عقدنا بباع الردى ذمة
- فحل الذمام وفض الذمارا
- وَنَحْنُ نُؤمّلُ أنّ الزّمَانَ
- يَرُدّ الّذِي مِنْ عُلانَا استعارَا
- ونملك اعناق احداثه
- فنلبسها مسحلاً أو عذارا
- وتجلو غمايمها عنكما
- هموماً تظل القلوب الحرارا
- وَيُعْطيكُمَا اللَّهُ نَفْسَ الحَسُو
- رقاً مسلمة اواسارى
- وَيَرْجِعُ شَانِيكُمَا شَاحِباً
- ينفض عن منكبيه الغبارا
- ومن قمر الدهر امواله
- قضى جده ان يرد القمارا
- وَحَسْبُكَ كَيْداً يُمِيتُ العَدُوّ
- أنْ يَطْلُبَ الذُّلُّ مِنكَ الفِرَارَا
- لئن جلتما فيمكر الزمان
- فَبَوّاكُمَا مِنْ مَداهُ العِثَارَا
- فَمَا يَقْرَعُ الجَهْلُ إلاّ الحَلِيمَ
- ولا ينكث الخرق الا الوقارا
- تفرق مالكما في العدى
- وشخصكما واحدلا يمارا
- وَلَمْ ألْقَ مُنْفَرِداً في الزّمَانِ
- يُسَائِلُ عَنْ إلْفِهِ: أينَ سَارَا
- سأنتظر الدهر ما دام لي
- بوَعْدٍ وَأسْأرُ عِندِي انْتِظَارَا
- لحَى اللَّهُ دَهْراً كَثِيرَ العَدُوّ
- حَتّى الظّلامُ يُعَادِي النّهَارَا
- تَصَفّحْتُ أوْجُهَ أبْنَائِهِ
- فَلَمْ يَجِدِ اللّحْظُ فيهِمْ قَرَارَا
- رأيت الصباح يذم المسا
- ءَ ذَمّي، وَيَكْرَهُ مِنهُ الجِوَارَا
- وَيَشْحَبُ فِيهِ عَلى أنّهُ
- يبدل في كل يوم صدارا
- فكونوا كما انا في النائبات
- آبَى معَ القَدْحِ إلاّ استِعارَا
- فَمَا غَرّني جُودُهُ بالثّرَاءِ
- وما زادني منه الا نفارا
المزيد...
العصور الأدبيه