الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ملك الملوك نداء ذي شجن >>
قصائدالشريف الرضي
- ملك الملوك نداء ذي شجن
- لو شئت لم يعتب على الزمنِ
- الخَطْبُ هَيْنٌ مَعْ صَفَائِكَ لي
- وإذا كدرت عليَّ لم يهنِ
- ألقى زماني بالليان ويلقا
- ـقَاني الزّمَانُ بجَانِبٍ خَشِنِ
- عدة ٌ على الأيام أطلبها
- وَالدّهْرُ يَفْتِلُني وَيَمْطُلُني
- مَا لي رَأيْتُ الدّهْرَ يَنْصُبُني
- وَلِغَيرِ وَجْدٍ مَا يُؤرّقُني
- وَأبِيتُ كَالمَلسُوعِ، في كَبِدِي
- مِنْ شِدّة ِ الإقْلاقِ، لا بَدَني
- إنّي أتَاني عَنْكَ، آوِنَة ً
- لَذْعٌ يَضِيقُ بِوَقْعِهِ عَطَني
- وَتَنَكُّرٌ بَدَرَتْ بَوَادِرُهُ
- مِنْ غَيرِ ذَنْبٍ كَانَ مِنْ لَدُني
- أهْدَى إلى قَلْبي لَوَاذِعَهُ
- وَأطَارَ عَنّي وَاقِعَ الوَسَنِ
- إنّي، وَمَا رَفَعَ الحَجيجُ لَهُ
- عِندَ الجمَارِ، شَعَائِرَ البُدُنِ
- والبيت ذي الأستار يمسحه
- النزاع من شامٍ ومِن يمنِ
- ما زِلتُ عَن سَنَنِ الحِفاظِ، وَكمْ
- زال المعادي لي عن السننِ
- ستَرَ الذي أظهرت من كرم
- وطوى الذي أبديت من حسنِ
- لم أُوت من نصحِ ولا شفق
- فالشّرُّ وَالأعداءُ في قَرَنِ
- إحْبَاطُ أجْرِي، مَعْ زَكَا عَمَلي
- طرف من الخسرانِ والغبنِ
- إن كان لي ذنب فلا نظرت
- عيني ولا سمعت إذاً أُذني
- أنسى بأيّ يدٍ رددت يدي
- لما نزعت إليك من وطني
- ألبستني النعماء في قفلي
- وَأنَلْتَني العَلْيَاءَ في ظَعَني
- وَمنَ العَجائبِ أنتَ بالإحسانِ تَبـ
- تبنيني والإعراض تهدمني
- أنَا عَبدُ أنعُمِكَ التي نَشطَتْ
- أملي وأنهض عزها مُنَني
- وَالحُرُّ، إمّا شِئْتَ تَمْلِكُهُ
- بالمنّ يُملك ليس بالثمن
- وَغَرَسْتَني بنَدَى يَدَيكَ، فَلا
- تدع الزمان يعيث في غصني
- أيدرني عن رعي أنعمه
- مَنْ كَانَ قَبلُ أُجِرُّهُ رَسَني
- لا أتّقي طَعْنَ الخُطُوبِ، إذا
- لاقَيتُهَا، وَرِضَاكَ مِنْ جُنَني
- لَوْ رُمتُ لَيَّ الجِيدِ عَنكَ لَقَدْ
- عطفته أطواق من المنن
- لا تسمعنْ قول الوشاة ومن
- غرس الأضالع لي على الإحن
- يتطلبون ليَ العيوب وير
- موني بافراد من الظننِ
- النقص أخّرهم على ظلعِ
- من غايتي والفضل قدّمني
- فالفَرْقُ مَا بَيْني وَبَيْنَهُمُ
- كالفرق بين العيِّ واللّسن
- إني أرى الأيام مومضة
- لكَ عَنْ بَوَارِقِ عَارِضٍ هَتِنِ
- فكأنني بعداك قد حبطوا
- حبطاً لما شبوا من الفتنِ
- وَكَأنّني بالهَامِ قَدْ جُعِلَتْ
- مِنْهُمْ عَمَائِمَ للقَنَا اللّدنِ
- تبكي ديارهم كما بكيت
- مطموسة الأطلال والدمن
- فاسلم بهاء الملك ما سلمت
- عَادِيّة ُ الأطْوَادِ وَالقُنَنِ
- الوجه طلق والبنان ند
- والوعد نقد والعطاء هني
- سَتَرَى مُخَالَصَتي، وَتَخبُرُني
- طبعا على غيرِ النّفاق بني
- وإذا الزمان رمى بنائبة
- ونأى الأقارب فالتفت ترني
المزيد...
العصور الأدبيه