الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ما زِلْتُ أطّرِقُ المَنازِلَ بالنّوَى >>
قصائدالشريف الرضي
ما زِلْتُ أطّرِقُ المَنازِلَ بالنّوَى
الشريف الرضي
- ما زِلْتُ أطّرِقُ المَنازِلَ بالنّوَى
- حَتّى نَزَلْتُ مَنَازِلَ النُّعمانِ
- بالحيرة البيضاء حيث تقابلت
- شُمُّ العِمَادِ، عَرِيضَة ُ الأعطَانِ
- شَهِدَتْ بفضْلِ الرّافِعِينَ قِبابَها
- وتبين بالبنيان فضل الباني
- ما ينفع الماضين إن بقيت لهم
- خطط معمرة بعمر فان
- ورأيت عجماء الطلول من البلى
- عن منطق عربية التبيان
- باق بها حظّ العيون وإنما
- لا حظّ فيها اليوم للآذن
- وعرفت بين بيوت آل محرق
- مأوَى القِرَى وَمَوَاقِدَ النّيرَانِ
- ومناط ما اعتقلوا من البيض الظبا
- وَمَجَرَّ مَا سَحَبُوا مِنَ المُرّانِ
- وَرَأيتُ مُرْتَبطَ السّوَابقِ للمَهَا
- ومعاقل الآساد للذؤبان
- الهَاجِمِينَ عَلى المُلُوكِ قِبَابَهُم
- وَالضّارِبِينَ مَعَاقِدَ التّيجَانِ
- وَكَأنّ يَوْمَ الإذْنِ يَبرُزُ مِنهُمُ
- أسد الشرى وأساود الغيطان
- وَلَقَدْ رَأيْتُ بدَيْرِ هِنْدٍ مَنزِلاً
- ألِماً مِنَ الضّرّاءِ وَالحِدْثَانِ
- أغضَى كمُستَمعِ الهَوَانِ تَغَيّبَتْ
- أنْصَارُهُ، وَخَلا مِنَ الأعْوَانِ
- بالي المعالم أطرقت شرفاته
- إطرَاقَ مُنجَذِبِ القَرِينَة ِ عَانِ
- أوْ كَالوُقُودِ رَأوْا سِمَاطَ خَليفَة ٍ
- فَرَمَوْا عَلى الأعْنَاقِ بالأذْقَانِ
- وذكرت مسحبها الرياط بجوه
- مِنْ قَبلِ بَيعِ زَمانِهَا بزَمَانِ
- وبما ترد على المغيرة دهيه
- نَزْعَ النَّوَارِ بَطيئَة َ الإذْعَانِ
- أمَقاصِرَ الغِزْلانِ غَيّرَكِ البِلَى
- حَتّى غَدَوْتِ مَرَابِضَ الغِزْلانِ
- وملاعب الأنس الجميع طوى الردى
- منهُم، فصِرْتِ مَلاعبَ الجِنّانِ
- من كل دار تستظلّ رواقها
- أدمَاءُ، غَانِيَة ٌ عَنِ الجِيرَانِ
- وَلَقَدْ تَكُونُ مَحَلّة ً وَقَرَارَة ً
- لأغر من ولد الملوك هجان
- يطأ الفرات فناءها بعبابه
- وَلهَا السُّلافَة ُ مِنْهُ وَالرُّوقانِ
- ووقفت أسأل بعضها عن بعضها
- وَتُجيبُني عِبَرٌ بِغَيرِ لِسَانِ
- قدحت زفيري فاعتصرت مدامعي
- لو لم يؤل جزعي إلى السلوان
- ترْقى الدّموعُ وَيرْعوِي جزَعُ الفتى
- وينام بعد تفرق الأقران
- مسكية النفحات تحسب تربها
- برد الخليع معطر الأردان
- وَكَأنّمَا نَشَرَ التِّجَارُ لَطِيمَة ً
- جرت الرياح بها على العقيان
- ماءٌ كجيبِ الدّرْعِ تَصْقُلُه الصَّبا
- وَنَقاً يُدَرّجُهُ النّسِيمُ الوَاني
- حلل الملوك رمى جذيمة بينها
- وَالمُنذِرَينِ، تَغايُرُ الأزْمَانِ
- طَرْداً، كدأبِ الدّهرِ في طرْد الأُلى
- وَالَى الحَفائِظَ في بَني الدّيّانِ
- نَعَقَ الزّمانُ بجَمعِهِمْ عن لَعلَعٍ
- وَأقَضّ مَنزِلَهُمْ عَلى نَجرَانِ
- وَكآلِ جفنَة َ أزْعَجَتهُمْ نَبوَة ٌ
- نَقَلَتْ قِبابَهُمُ عَنِ الجَوْلانِ
- وَعَلى المَدائنِ جَلجَلَتْ برِعادِها
- عَركاً لكَلكَلِها عَلى الإيوَانِ
- وإلى ابن ذي يزن غدت مرحولة
- نَفَضَتْ حَوِيّتَها عَلى غُمدانِ
- قصفت قنا جدل الطعان وثوّرت
- بَعدَ الأمَانِ بِعَامِرِ الضَّحْيَانِ
- زَفَرَ الزّمَانُ عَلَيهِمُ، فتَفَرّقوا
- وَجَلَوْا عَنِ الأوْطارِ وَالأوْطانِ
المزيد...
العصور الأدبيه