الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> كذا يهجم القدر الغالب >>
قصائدالشريف الرضي
- كذا يهجم القدر الغالب
- و لا يمنع الباب والحاجب
- تغلغل يصدع شمل العلى
- كما ذعذع الابل الخارب
- وَقَدْ كَانَ سَدّ ثَنَايَا العَدُوّ
- فمن اين اوضع ذا الراكب
- و هابت جوانبه النائبات
- زَمَاناً، وَقَدْ يُقدِمُ الهَائِبُ
- طواك إلى غيرك المعتفي
- و جاوز ابوابك الراغب
- وَهَلْ نَحْنُ إلاّ مَرَامي السّهامِ
- يحفزها نابل دائب
- نُسَرّ إذا جَازَنَا طَائِشٌ
- وَنَجْزَعُ إنْ مَسّنَا صَائِبُ
- فَفي يَوْمِنَا قَدَرٌ لابِدٌ
- وعند غد قدر واثب
- طَرائِدُ تَطْلُبُهَا النّائِبَاتُ
- وَلا بُدّ أنْ يُدْركَ الطّالِبُ
- ارى المرء يفعل فعل الحد
- ـدِ، وَهوَ غَداً حَمَأٌ لازِبُ
- عوارِيُّ مِنْ سَلَبِ الهَالِكِينَ
- يَمُدّ يَداً نَحْوَهَا السّالِبُ
- لَنَا بالرّدَى مَوْعِدٌ صَادِقٌ
- وَنَيْلِ المُنى وَاعِدٌ كاذِبُ
- نصبح بالكاس مجدوحة
- ولا علم لي اينا الشارب
- حبائل لدهر مبثوثة
- يُرَدّ إلى جَذْبِهَا الهَارِبُ
- وكيف يجاوز غاياتنا
- وقد بلغ المورد القارب
- لَقَدْ كانَ رَأيُكَ حَلَّ العِقالِ
- إذا طَلَعَ المُعْضِلُ الكَارِبُ
- وقط كان عندك فرج المضيق
- إذا عَضّ بالقَتَبِ الغَارِبُ
- يفيء اليك من القاصيات
- مراح المناقب والعازب
- فَيَوْمُ النُّهَى مُشرِقٌ شامِسٌ
- وَيَوْمُ النّدَى ماطِرٌ ساكِبُ
- فاين الفيالق مجرورة
- وقد عضل اللقم اللاحب
- واين القنا كبنان الهلوك
- بِمَاءِ الطُّلَى أبَداً خَاضِبُ
- كَأنّ السّوَابِقَ مِنْ تَحتِها
- دَبًى طَائِرٌ، أوْ قَطاً سَارِبُ
- لها قسطل كنسيج السدوس
- بِهَامِ الرُّبَى أبَداً عَاصِبُ
- وملبونة في بيوت الغزي
- يُقَدِّمُ إغْبَاقَهَا الحَالِبُ
- نزائع لاشوطها في المغار
- قريب ولا غزوها حائب
- فسرج وغى ً ما له واضع
- وجيش عليً ما له غالب
- وَكُنْتَ العَمِيدَ لهَا وَالعِمَادَ
- فضاع الحمى ووهى الجانب
- فَمَاذا يُشِيدُ هُتَافُ النّعيّ
- فِيكَ، وَمَا يَنْدُبُ النّادِبُ
- امدت عليك القلوب العيون
- فليس يرى مدمع ناضب
- ارى الناس بعدك في حيرة
- فذو لبهم حاضر غائب
- كمَا اختَبَطَ الرّكْبُ جِنحَ الظّلامِ
- وَقَدْ غَوّرَ القَمَرُ الغارِبُ
- ولما سبقت عيوب الرجال
- تَعَلّلَ مِنْ بَعْدِكَ العَائِبُ
- وَلَمْ أرَ يَوْماً كَيَوْمٍ بِهِ
- خَبَا مَثْقَبٌ، وَهَوَى ثَاقِبُ
- تَلُومُ الضّوَاحِكَ فيكَ البُكاة ُ
- ويعجب للباسم القاطب
- سقاك وان كنت في شاغل
- عَنِ الرّيّ، داني النّدَى صَائِبُ
- مربّ اذا مخضته الجنوب
- أبْسَتْ بِهِ شَمْألٌ لاغِبُ
- يَجُرّ ثَقَائِلَ أرْدافِهِ
- كَمَا بَادَرَ القِرّة َ الحَاطِبُ
- كسوق البطيء بسوط السريع
- ينوء ويعجله الضارب
- يُصِيبُكَ بالقَطْرِ شَفّانُهُ
- كَمَا قَرَعَ الجَمْرَة َ الحَاصِبُ
- وَلَوْلا قِوَامُ الوَرَى أصْبَحَتْ
- يُرِنّ عَلى صَدْعِهَا الشّاعِبُ
- وباتت وقد ضل عنها الرعاء
- مُحَفَّلَة ً مَا لهَا حَالِبُ
- وَسَاقَ العَدُوُّ أضَامِيمَهَا
- وما آب من طردها آيب
- وَمَا بَقيَ الجَبَلُ المُشْمَخِرّ
- فَمَا ضَرّنَا الجَبَلُ الوَاجِبُ
- وَمَا يُنْقِصُ الثَّلْمُ في المَضْرِبَينِ
- إذا اهتَزّ في القَائِمِ القاضِبُ
- بِمِثْلِ بَقَائِكَ غَيْثَ الأنَا
- مِ يَرْضَى عَنِ الزّمَنِ العَاتِبُ
- لهان علينا ذهاب الرديف
- مَا بَقيَ الظَّهْرُ وَالرّاكِبُ
المزيد...
العصور الأدبيه