الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قِفْ مَوْقِفَ الشّكّ لا يأسٌ وَلا طمعُ >>
قصائدالشريف الرضي
قِفْ مَوْقِفَ الشّكّ لا يأسٌ وَلا طمعُ
الشريف الرضي
- قِفْ مَوْقِفَ الشّكّ لا يأسٌ وَلا طمعُ
- وغالط العيش لا صبر ولا جزع
- وَخادعِ القَلبَ لا يُودِ الغَليلُ بِهِ
- إنْ كَانَ قَلْبٌ عَلى المَاضِينَ يَنخدعُ
- وَكاذِبِ النّفسَ يَمتَدّ الرّجَاءُ لهَا
- إنّ الرّجَاءَ بصِدْقِ النّفسِ يَنقَطعُ
- سَائِلْ بصَحبيَ أنّى وُجهَة ٍ سَلَكوا
- عنا واي الثنايا بعدنا طلعوا
- حدا باظعانهم حتى استمر بها
- حادي المقادير لا يلوى بهم ظلع
- غَابُوا فَغَابَ عَنِ الدّنْيَا وَسَاكِنِها
- مرأً انيق عن الدنيا ومستمع
- بَني أبي قَد نكَى فيكُمْ بشِكّتِهِ
- وَنَالَ مَا شَاءَ هذا الأزْلمُ الجَذَعُ
- كنتم نجوماً لذي الدهماء زاهرة
- تضيء منها الليالي السود والدرع
- ان تخب انواركم من بعدما صدعت
- ثوب الدجا فلضوء الشمس منقطع
- في غُرّة ِ المَجدِ مُذْ غُيّبتُمُ كَلَفٌ
- على الزمان وفي خد العلى ضرع
- وبالمواضي حران في الوغى وباعناق
- ـنَاقِ الضّوَامِرِ مُذْ أُرْحِلتُمُ خَضَعُ
- مصاعب ذعذعت ايدي المنور بها
- فطاع معتصم وانقاذ ممتنع
- لم يعدموا يوم حرب تحت قسطلها
- طير الرخام على لباتهم تقع
- لم يَنزِعوا البيضَ مُذ لاثوا عَمائِمَهمْ
- إلاّ وَقد غاضَ منها الشّيبُ وَالنَّزَعُ
- نُسَابِقُ المَوْتَ تَطوِيحاً بأنْفُسِنَا
- حَتّى كَأنّا عَلى الآجَالِ نَقتَرِعُ
- ابكيهم ويد الايام دائبة
- تَدوفُ لي فَضْلة َ الكأسِ التي جرَعُوا
- لا امتري انني مجرٍ الى امد
- جَرَوْا إلَيْهِ قُبَيلَ اليَوْمِ أوْ نَزَعُوا
- وَأنّني وَارِدُ العِدّ الذي وَرَدُوا
- بالكره أو قارع الباب الذي قرعوا
- سدت فواغر افواه القبور بهم
- وليس للارض لا ريٌّ ولا شبع
- اعتادهم لا ارجى ان يعود لهم
- إليّ ماضٍ، وَلا لي فيهِمُ طَمَعُ
- فما توهج احشاي على نفر
- كانوا عوادي للايام فارتجعوا
- نليح ان ترتعي الاقدار انفسنا
- وَكُلّنَا للمَنَايَا السّودِ مُزْدَرَعُ
- نلهوا وما نحن الا للردى اكل
- كانوا حوامي جبال العز فانقرضوا
- وصدعوا قلل العليا مذ انصدعوا
- فوارس قوضوا عن سابقاتهم
- فاستُنزِلُوا بطِعَانِ الدّهْرِ وَاقتُلِعُوا
- قوم فكاهتهم ضرب الطلى ولهم
- تحتَ العَجاجِ بأطْرَافِ القَنَا وَلَعُ
- إمّا تَؤودُ مِنَ الأيّامِ نَائِبَة ٌ
- قاموا بها واطاقوا الحمل واضطلعوا
- لا تَسْتَلِينُهُمُ الضّرّاءُ نَازِلَة ً
- كم خمصة كان فيها العز آونة
- وشيعة كان فيها العار والضرع
- مِنْ كُلّ أغلَبَ نَظّارٍ عَلى شَوَسٍ
- له لواء على العلياء متبع
- يخفى به التاج من لألأ غرته
- على جبين بضوء المجد يلتمع
- ذو عزمة تلهم الدنيا وساكنها
- وهمة تسع الدنيا وما تسع
- يَلقَى الظُّبَى حاسِراً تَبدُو مَقاتِلُه
- وَيَرْهَبُ الذّمَّ يَوْماً، وَهوَ مدّرِعُ
- إنّ المَصَائِبَ تُنسِي المَرْءَ مُقبلَة ً
- قصد الطريق لما يسلي وما يزع
- حَتّى إذا انكَشَفَتْ عَنْهُ غَياطِلُها
- تبين المرؤ ما يأتي وما يدع
- أرْسَى النّسيمُ بِوَاديكُمْ وَلا بَرِحَتْ
- حوامل المزن في اجداثكم تضع
- وَلا يَزَالُ جَنِينُ النّبْتِ تُرْضِعُهُ
- على قبوركم العراضة الهمع
- هَلْ تَعلَمُونَ عَلى نَأيِ الدّيَارِ بكم
- أنّ الضّمِيرَ إليكُمْ شَيّقٌ وَلِعُ؟
- لكم على الدهر من اكبادنا شعل
- مِنَ الغَليلِ، وَمن آماقِنا دُفَعُ
- لواعج افصحت عنها الدموع وقد
- كادَتْ تَجُمجمُها الأحشاءُ وَالضِّلَعُ
- أنزَفْتُ دَمْعيَ حَتّى مَا تَرَكْتُ لَهُ
- غَرْباً يَفيضُ عَلى رُزْءٍ، إذا يَقَعُ
- ثم اضطررت الى صبري فعدت به
- وَأعرَبَ الصّبرُ لمّا أعجَمَ الجَزَعُ
المزيد...
العصور الأدبيه