الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قعد الراضون بالذلّ فقمْ >>
قصائدالشريف الرضي
- قعد الراضون بالذلّ فقمْ
- إنما الماضي إذا همّ عزم
- ما مقامي غير ممضي نية
- دائِباً أهْدُرُ كَالفَحْلِ السّدِمْ
- أعرِضُ الآمَالَ مَشْغُوفاً بهَا
- ثم انساها إذا الخطب ألم
- طَالَ لَبْثي سَادِراً في غُمّة ٍ
- وقديماً كنت فرَّاج الغمم
- لا ألوم الهم إن لازمني
- فهموم المرء يبعثن الهمم
- لست بالواني ولكنّي فتى
- ظلمتهُ نائبات فانظلم
- وَزَمَانٌ شُرّعٌ أنْيَابُهُ
- أبَداً، يَعرُقُنا عَرْقَ السَّلَمْ
- المعازيل كرام عنده
- وَالمَناجِيبُ كمَلفُوظِ العَجَمْ
- خَضَعَ الدّهْرُ لَنَا ثمّ نَبَا
- وكذا الدهر إذا ساف عذم
- أنَا مِنْ أبْنَائِهِ في مَعْشَرٍ
- يَتَوَاصَوْنَ بِإخْفَارِ الذّمَمْ
- إن طواني الغيب عن ألحاظهم
- مَزّقُوا عِرْضِيَ تَمْزِيقَ الأدَمْ
- لا يلاقونيَ إلا خائضاً
- أخْطُمُ الأقْوَالَ مِنْهُمْ وَأزُمّ
- إنْ تَرَاني مُطْرِقاً عَنْ سَوْرَة ٍ
- كَقُبُوعِ الصِّلّ أُغضِي وَأُرِمّ
- فهمومي ساعيات جهدها
- ليس كل السعي يوماً بالقدم
- قد يجيب العزّ من أقعده
- عَنْ طِلابِ العِزّ خَوْفٌ وَعَدَمْ
- ويجيب الطالب المثري وقد
- يُدرِكُ الشّأوَ أخُو العَجزِ الهَرِمْ
- أبقَتِ الأيّامُ مِنّي صَعْدَة ً
- تذبن العاجم عنها إن عجم
- وإذا زعزعها الدّهر سمت
- لدنة ً تنمى على طول القدم
- لَسْتَ للزّهْرَاءِ إنْ لَمْ تَرَها
- كوعول الهضب يعجمن اللجم
- تُستَجَنُّ البِيدُ مِنْ فُرْسَانِهَا
- بين بغداد إلى أرضِ الحرام
- بعجاج يملأُ الأفق دجى
- وطعان يخضب الأرض بدم
- شُرَّعاً تَفْتَرُّ عَنْ أعْنَاقِهَا
- قُلَلُ القُورِ وَغِيطَانُ الأكَمْ
- كالرّدى أقدم والغيث همى
- والدجا طبق والسيل هجم
- حَامِلاتٍ كُلّ غَضْبَانٍ بِهِ
- من لمامِ الغيظ مس ولمم
- كالصقورِ الغلب ألحاظهمُ
- كالجُذَى يَلمَعنَ من خَلفِ اللُّثمْ
- بددوا ما جمع البأس لهم
- بِأنَابِيبِ العَوَالي في الكَرَمْ
- لستُ بالعاذر جدي إن هوى
- وَجُدُودِي في العُلى أعلى الأُمَمْ
- وَبَنَاني خُلِقَتْ أطْرَافُهَا
- عَقِباً للرّمحِ، طَوْراً، وَالقَلَمْ
- يُرى مثليَ إلاَّ طالباً
- ذُرْوَة َ المِنبَرِ أوْ قَعرِ الرَّجَمْ
- طامح الرّأس على أعواده
- أوْ عَلى عَاليَة ِ الرّمحِ الأصَمّ
- خُطّة ٌ: إمّا عَلاءً، أوْ رَدًى
- معجليأ أقرع السّن النّدم
- بنْ من الناسِ بعزّ وعلى ً
- سَتُسَاوِيهِمْ غَداً بَينَ الرّمَمْ
- هَبْنيَ الرّمْحَ بِكَفّيْ فَارِسٍ
- بَطَلٍ أكْرَهَهُ حَتّى انحَطَمْ
- هَبْنيَ العَضْبَ ذَليقاً حَدُّهُ
- ثَلّمَ البِيضَ ضِرَاباً وَانْثَلَمْ
- أتُرَاني دُونَ مَنْ رَامَ العُلَى
- في اللّيَالي مُنذُ عَادٍ وَإرَمْ
- وَدَنيٌّ ضَارِعٌ عَنْ أمْرِهِ
- أخَذَ العُرْبَ بتِيجَانِ العَجَمْ
- كَمْ أبٍ لي جَدّ في إحْرَازِهَا
- يحرق الناب عليها وابن عم
- طَلَبُوهَا فَهَوَى بَعْضُهُمُ
- ورمى بعضٌ إليها فغنم
- صَبَرُوا فيهَا عَلى كُلّ أذًى
- ولقوا من دونها كلَّ أَلم
- إنْ يَكُنْ مُلْكٌ، فمِثْلي نالَهُ
- أوْ يَكُنْ حَتْفٌ، فإنّي لمْ أُلَمْ
- إنّما يهلكُ مني ماجد
- يولغ السيف عراقيب النّعم
- ناقص الأموال في بذلِ النّدى
- زائد الخطو إلى ضربِ القمم
- نَحْنُ قَوْمٌ قَسَمَ اللَّهُ لَنَا
- بالرزايا ورضينا بالقسمِ
- إنّمَا قَصّرَ مِنْ آجَالِنَا
- إننا نأنف من موتِ الهرم
- نِصْفُ عَيشِ المَرْءِ حُلمٌ، وَالذي
- يَعقِلُ العَاقِلُ مِنْهُ كالحُلُمْ
المزيد...
العصور الأدبيه