الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> طلوع هداه الينا المغيب >>
قصائدالشريف الرضي
- طلوع هداه الينا المغيب
- وَيَوْمٌ تَمَزّقُ عَنْهُ الخُطُوبُ
- لَقِيتُكَ في صَدْرِهِ شَاحِباً
- ومن حلية العربي الشحوب
- إلَيْهِ تَمُجُّ النّفُوسَ الصّدُورُ
- وَفيهِ تُهَنّى العُيُونَ القُلُوبُ
- تعزيت مستأنساً البعاد
- والليث في كل ارض غريب
- وَأحْرَزْتَ صَبْرَكَ للنّائِبَاتِ
- وللداء يوماً يراد الطبيب
- لحَا اللَّهُ دَهْراً أرَانَا الدّيَا
- رَ يَنْدُبُ فِيهَا البَعيدَ القَرِيبُ
- وَمَا كَانَ مَوْتاً، وَلَكِنّهُ
- فراق تشق عليه الجيوب
- لَئِنْ كنتَ لمْ تَستَرِبْ بالزّمَانِ
- فقد كان من فعله ما يريب
- رمى بك والامر ذاوي النبات
- فآلَ، وَغُصْنُ المَعَالي رَطِيبُ
- ولما جذبت زمام الزمان
- أطَاعَ، وَلَكِنْ عَصَاكَ الحَبيبُ
- ولما استطال عليك البعاد
- وذلل فيك المطي اللغوب
- رَجَوْتَ البُعَادَ عَلى أنّهُ
- كَفيلُ طُلُوعِ البُدُورِ الغُرُوبُ
- رَحَلْتَ، وَفي كُلّ جَفْنٍ دَمٌ
- عَلَيكَ، وَفي كلّ قَلبٍ وَجيبُ
- ولا نطق الا ومن دونه
- عَزَاءٌ يَغُورُ وَدَمْعٌ رَبِيبُ
- وَأنْتَ تُعَلّلُنَا بِالإيَا
- بِ، وَالصّبرُ مُرْتَحِلٌ لا يُؤوبُ
- وسر العدى فيك نقص العقول
- واعلم ان لا يسر اللبيب
- اما علم الحاسد المستغرّ
- أنَّ الزّمَانَ عَلَيْه رَقِيبُ
- قَدِمْتَ قُدُومَ رِقَاقِ السّحَا
- بِ تَخُطُّ وَالرَّبعُ رَبعٌ جَدِيبُ
- فما ضحك الدهر الا اليك
- ـكَ مُذْبانَ في حاجبَيهِ القُطُوبُ
- حَلَفْتُ بِمَا ضُمّنَتْهُ الحُجُونُ
- وما ضم ذاك المقام الرحيب
- لَقَدْ سرّكَ الدّهرُ في الغادِرينَ
- بِعُذْرٍ تَضَاءَلُ فيهِ الذّنُوبُ
- وَأجْلَى رُجُوعَكَ عَنْ حَاسِديـ
- ـكَ هَذا قَتِيلٌ وَهَذا سَلِيبُ
- تَحَرّقُ مِنكَ قُلُوبُ العُدا
- ة غيظاً وانت ضحوك قطوب
- وَأجهَلُ ذا النّاسِ مُسْتَنْهِضٌ
- دُعَاءً إلى سَمْعِ مَنْ لا يُجِيبُ
- زَعَانِفُ يَستَصْرِخُونَ العُلَى
- وما استلب العز الا نجيب
- وطال مقامك في منزل
- تَطَلّعُ مِنْ جَانِبَيْهِ الحُرُوبُ
- بضرب كما اشترطته السيوف
- وطعن كما اقترحته الكعوب
- ونجل تغلغل فيها الطعان
- نُ، وَانشَقّ عَنها النّجيعُ الصّبيبُ
- وَصُحْبَة ِ كُلّ غُلامٍ عَلَيْـ
- ـهِ مِنْ سِمَة ِ العِزّ حُسْنٌ وَطيبُ
- اذا خضب الرمح ادمى به
- كَأنّ السّنَانَ بَنَانٌ خَضِيبُ
- وَقَطعِكَ كُلَّ بَعِيدِ النّيَاطِ
- كَأنّ الجَوَادَ بِهِ مُسْتَرِيبُ
- وَأرْضاً، إذا مَا اجتَلاهَا الهَجيـ
- هجير طلقها من يديه الضريب
- وَمَا زَالَ مِنْكَ عَلى النّائِبَاتِ
- مقام عظيم ويوم عصيب
- فَيَوْمٌ حُسَامُكَ فيهِ الخَطيبُ
- ويوم لسانك فيه الخطيب
- طلبت لنفسك فاطلب لنا
- مِنَ العِزّ، إنّ المُحَامي طَلُوبُ
- وان كنت تانف من حبه
- فان العلاء الينا حبيب
- وما نحن انت وكل الى
- دُعَاءِ العُلَى طَرِبٌ مُسْتَجيبُ
- ونحن قسام الينا الشباب
- وانت قسام اليك المشيب
- على انه انت عين الزمان
- وَعَيْشٌ بلا نَاظِرٍ لا يَطِيبُ
- وَلَوْلاكَ مَا لَذّ طَعْمُ الفَخارِ
- ولا راق برد العلاء القشيب
- اترضى لمجدك ان لا يكون
- لَنَا مِنْ عَطايَا المَعالي نَصِيبُ
- فَلا يُقْعِدَنّكَ كَيْدُ الحَسُو
- ود وانهض فكل مرام قريب
- وحث الطلاب فانا نجد
- وامض الامور فانا نتوب
- وَلِمْ لا يَضِيفُ العُلَى مَنْ لَهُ
- غَدِيرٌ مَعِينٌ وَمَرْعًى خَصِيبُ
- لحَيّاكَ مِنّيَ، عِنْدَ اللّقَا
- ءِ، خَلْقٌ عَجيبٌ وَخُلْقٌ أديبُ
- وخلفتني غرس مستثمر
- فَطالَ وَأوْرَقَ ذاكَ القَضِيبُ
- ذَخَرْتُ لكَ الغُرَرَ السّائِرَاتِ
- يعبر عنها الفؤاد الكئيب
- تصون مناقبك الشاردات
- ان تتخطى اليها العيوب
- إذا نَثَرَتْهَا شِفَاءُ الرّوَا
- ة راقك منها النظام العجيب
- وَإنّي لأرْجُوكَ في النّائِبَاتِ
- إذا جَاءَني الأمَلُ المُستَثيبُ
المزيد...
العصور الأدبيه