الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> صاحت بذودبي بغدار فانسني >>
قصائدالشريف الرضي
صاحت بذودبي بغدار فانسني
الشريف الرضي
- صاحت بذودبي بغدار فانسني
- تقلبي في ظهور الخيل والعير
- وكلما هجهجت بي عن منازلها
- عارضتها بجنان غير مذعور
- أطْغَى عَلى قَاطِنِيهَا غَيرَ مُكْتَرِثٍ
- وَأفْعَلُ الفِعْلَ فِيهَا غَيرَ مَأمُورِ
- خَطْبٌ يُهَدّدُني بالبُعدِ عَن وَطَني
- وَمَا خُلِقتُ لغَيرِ السّرْجِ وَالكُورِ
- بَني أُمَيّة َ! مَا الأسْيَافُ نَائِمَة ً
- فقد نجوت وقدحي غير مقمور
- عجلان البس وجهي كل داجية
- والبر عريان من ظبي ويعفور
- ورب قايلة والهم يتحفني
- بِنَاظِرٍ مِنْ نِطَافِ الدّمعِ مَمطورِ:
- خفض عليك فللاحزان آونة
- وَمَا المُقِيمُ عَلى حُزْنٍ بِمَعْذُورِ
- فقُلتُ: هَيهاتَ! فاتَ السّمعُ لائمَه
- لا يُفْهَمُ الحُزْنُ إلاّ يَوْمَ عَاشُورِ
- يوم حدى الظعن فيه بابن فاطمة
- سِنَانُ مُطّرِدِ الكَعْبَينِ مَطْرُورِ
- وخر للموت لا كف تقلبه
- إلاْ بِوَطْءٍ مِنَ الجُرْدِ المَحاضِيرِ
- ظَمْآنَ سَلّى نَجيعُ الطّعنِ غُلّتَهُ
- عَنْ بَارِدٍ من عُبَابِ المَاءِ مَقْرُورِ
- كَأنّ بِيضَ المَوَاضِي، وَهيَ تَنهَبُهُ
- نَارٌ تَحَكّم في جِسْمٍ مِنَ النّورِ
- لله ملقى على الرمضاء عض به
- فم الردى بين اقدام وتشمير
- تحنو عليه الربى ظلاً وتستره
- عَنِ النّوَاظِرِ أذْيَالُ الأعَاصِيرِ
- تهلابه اللوحش ان تدنوا لمصرعه
- وَقَدْ أقَامَ ثَلاثاً غَيرَ مَقْبُورِ
- وَمُورِدٌ غَمَرَاتِ الضّرْبِ غُرّتَهُ
- جرّت اليه المنايا بالمصادير
- ومستطيل على الازمان يقدرها
- جنى الزمان عليها بالمقادسير
- أغْرَى بِهِ ابنَ زِيَادٍ لُؤمُ عُنصُرِهِ
- وسعيه ليزيد غير مشكور
- وود ان يتلاقى ما جنت يده
- وَكَانَ ذَلِكَ كَسراً غَيرَ مَجبُورِ
- تسبى بنات رسول الله بينهم
- والدين غض المبادي غير مستور
- ان يظفر الموت منا بابن منجية
- فَطَالَمَا عَادَ رَيّانَ الأظَافِيرِ
- يَلْقَى القَنَا بجَبِينٍ شَانَ صَفْحَتَهُ
- وقع اللقنا بين تضميخ وتعفير
- مِنْ بَعْدِ مَا رَدّ أطرَافَ الرّمَاحِ بهِ
- قَلْبٌ فَسيحٌ وَرَأيٌ غَيرُ مَحصُورِ
- وَالنّقْعُ يَسحَبُ مِنْ أذْيَالِهِ، وَلَهُ
- عَلى الغَزَالَة ِ جَيبٌ غَيرُ مَزْرُورِ
- في فيلق شرق بالبيض تحسبه
- بَرْقاً تَدَلّى عَلى الآكَامِ وَالقُورِ
- بني انمية ما الاسياف نائمة
- عَنْ شَاهرٍ في أقاصِي الأرْضِ مَوْتورِ
- وَالبَارِقَاتُ تَلَوّى في مَغَامِدِهَا
- والسابقات تمطى في المضامير
- عريان يقلق منه كل مغرور
- وللصوارم ما شاءت مضاربها
- من الرقاب شراب غير منزور
- اكل يوم لآل المصطفى قمر
- يهوى بوقع العوالي والمباتير
- وَكُلَّ يَوْمٍ لَهُمْ بَيْضَاءُ صَافيَة ٌ
- يشوبها الدهر من رنق وتكدير
- مِغْوَارُ قَوْمٍ، يرُوعُ المَوْتُ من يَدهِ
- أمْسَى وَأصْبَحَ نَهْباً للمَغَاوِيرِ
- وابيض الوجه مشهور تغطرفه
- مضى بيوم من الايام مشهور
- مَا لي تَعَجّبْتُ مِنْ هَمّي وَنَفرَتِهِ
- والحزن جرح بقلبي غير مسبور
- باي طرف ارى العلياء ان نضبت
- عيني ولجلجت عنها بالمعاذير
- ألقَى الزّمَانَ بكَلْمٍ غَيرِ مُندَمِلٍ
- عمر الزمان وقلب غير مسرور
- يا جدلا زال لي هم يحرضني
- عَلى الدّمُوعِ وَوَجْدٌ غَيرُ مَقْهُورِ
- والدمع تخفره عين مؤرقة
- خفر الحنية عن نزع وتوتير
- إنّ السّلُوّ لمَحظُورٌ عَلى كَبِدِي
- وَمَا السّلُوّ عَلى قَلْبٍ بِمَحْظُورِ
المزيد...
العصور الأدبيه