الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> سَقاها، وَإنْ لمْ يَرْوِ قَلبي بَيانُها >>
قصائدالشريف الرضي
سَقاها، وَإنْ لمْ يَرْوِ قَلبي بَيانُها
الشريف الرضي
- سَقاها، وَإنْ لمْ يَرْوِ قَلبي بَيانُها
- وَهَل تَنطِقُ العَجماءُ أقوَى مَعانُهَا
- ضَمَانٌ عَلى قَلبي الوَفَاءُ لأهْلِهَا
- وَثَمّ ظِبَاءٌ لا يَصِحُّ ضَمَانُهَا
- عَرَضْنَ بما رَوّى الغَلِيلَ اعترَاضُها
- ولا قطع الجمع اللجوج اعتنانها
- وَهَلْ نَافِعٌ أنْ يَملأَ العَينَ حُسنُها
- إذاهيَ لمْ تُحسِنْ إلَيْنَا حِسَانُهَا
- تَذَكّرْتُ أيّاماً بذي الأثْلِ بَعدَمَا
- تقضى أواني في الصبا وأوانها
- يطيب أنفاس الرياح ترابها
- وَيَخضَلُّ مِنْ دَمعِ الغَمائمِ بانُهَا
- ولما عطفت الناظرين بلفتة
- إلى الدّارِ خَلّى عَبرَة َ العَينِ شانُهَا
- لَيَاليَ تَثْنِيني عَوَاطِفُ صَبْوَتي
- إلى بدويَّات تثنى لدانها
- ولا لذة إلاَّ الحديث كأنه
- لآلٍ عَلى جَيْداءَ وَاهٍ جُمَانُهَا
- عَفَافٌ كَمَا شَاءَ الإلَهُ يَسُرّني
- وَإنْ سِيءَ مِنْهُ بِكْرُهَا وَعَرَانُهَا
- أألآنَ لَمّا اعْتَمّ بالشّيبِ مَفرِقي
- وَجَلّى الدُّجَى عَنْ لِمّتي لَمَعانُهَا
- وَنَجّذَني صَرْفُ الزّمَانِ وَوُقّرَتْ
- على الحلم نفسي وانقضى نزوانها
- تَرُومُ العِدا أنْ تُسْتَلانَ حَمِيّتي
- وقبلهمُ أعدى عليَّ حرانها
- أنَا الرّجُلُ الألْوَى الذي تَعرِفُونَهُ
- إذا نُوَبُ الأيّامِ أُلقِي جِرَانُهَا
- إذا كان غيري من قريشٍ هجينها
- فإنّي على رغمِ العدوّ هجانها
- وإن يك فخرٌ أو نضال فإنني
- لهَا يَدُهَا طَوْراً، وَطَوْراً لِسَانُهَا
- وإنّي من القومِ الذين ببأسهم
- يذلّل من أيامهم حدثانها
- إذا غبروا في الجوِّ ضاق فضاؤه
- وَإنْ نَزَلُوا البَيْداءَ غُمّتْ رِعَانُهَا
- فوارس تجري بالدماءِ رماحها
- وتفهق بالنيّ الغريض جفانها
- يثور إذا أوفى الصباح عجاجها
- ويعلو إذا جنَّ الظلامُ دخانها
- وإنّي لوثَّاب على كل فرصة
- تَخيلُ عَلى الرّائي، وَيَخفى مكانُهَا
- سبقت وقفيتم بكل طليعة
- على عَقِبي يَلْوِي بهَا هَدَجَانُهَا
- وَمَا كُنْتُ إلاّ كالثّرَيّا تَحَلُّقاً
- يَدِفّ عَلى آثَارِهَا دَبَرَانُهَا
- عَصَائبُ ما استَامَ الفَخارَ وَضِيعُها
- وَلا استَأنَفَ العِزَّ الجَديدَ مُهانُهَا
- إذا لحظتني أمسكت بأكفها
- عَليّ، قُلُوباً دائِماً خَفَقَانُهَا
- فلا هي يوماً فيَّ ينفذ كيدها
- ولا ينجلي من غيّها شنآنها
- يُرِيدُ المَعَالي عَاطِلٌ مِنْ أداتهَا
- وهيهات من محصوصة ِ طيرانها
- دعوها لمن ربَّاه مذ كان حجرها
- وأرضعه حتى استقلّ لبانها
- وَلا تَخطُبُوها بالرّجَاءِ، فما أرَى
- تدنس بالبعلِ الدنيّ حَصانها
- رآني بهاء الملك سيفاً عليكمُ
- جريء الظبا لا ينثني صلتانها
- فَجَرّدَني مِنْ بَعدِ طُولِ صِيَانَة ٍ
- وإنّ مضرّاً بالسيوفِ صيانها
- أفَاضَ، بِلا مَنٍّ، عَليّ كَرَامَة ً
- ونقص الأيادي إن يزيد امتنانها
- خَرَجتُ أجُرُّ الذّيلَ منها وَقَد نَزَتْ
- قُلُوبُ العِدا مِنّي، وَجُنّ جَنانُهَا
- وليس على زهرِ الكواكب سبُّة
- إذا غَضّ مِنْ أنْوَارِها زِبرِقَانُهَا
- وَقَرّبَ لي وَافي العِذارِ تَلَبّسَتْ
- بِهِ خُيلاءٌ مَا يَزُولُ افْتِنَانُهَا
- ألاَ إنّ أصناف السيوف كثيرة
- وَأقْطَعُهَا هِنْدِيُّهَا وَيَمَانُهَا
- وَكُلُّ أنَابِيبِ القَنَاة ِ شَرِيفَة ٌ
- وَأشرَفُها، لَوْ تَعلَمُونَ، سِنانُهَا
- فكيف وأنتم وثبة الليث إذ رمى
- تَخَمُّطُها في جَمعِكُمْ وَاستِنَانُهَا
- وكان يسوء السامعين سماعها
- فَصَارَ يَهُولُ النّاظِرِينَ عِيَانُهَا
- فمن مبلغ عني الجبان بأنني
- أنا المورد الشقراء يدمى لبانها
- وَلَوْ لمْ تُعِنْ كَفّي قَنَاة ٌ قَوِيمَة ٌ
- لأجرَى يَنَابيعَ الدّمَاءِ بَنَانُهَا
- بلينا ونحن الناهضون إلى العلى
- بزمنى يمنّيها الغرور زمانها
- ذئاب أرادت أن تعازز ضيغماً
- فَطَالَ عَلى مَرّ الزّمَانِ هَوَانُهَا
- رأوا فترة منا فظنّوا ضراعة
- وتلك بروق غرّهم شولانها
- فكَيْفَ تَعَرّضْتُمْ بِغَيرِ نَبَاهَة ٍ
- لصعبة عزّ في يديّ عنانها
- فإن تعتطل يوماً من الدهرِ صعدتي
- فقد طال في نحرِ العدوّ طعانها
- وإن تستجمّ النائبات سوابقي
- فمن قبل ما بذّ الجياد رهانها
المزيد...
العصور الأدبيه