الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> سننت لهذا الرمح غرباً مذلقا >>
قصائدالشريف الرضي
سننت لهذا الرمح غرباً مذلقا
الشريف الرضي
- سننت لهذا الرمح غرباً مذلقا
- وَأجرَيتُ في ذا الهِندُوَانيّ رَوْنَقَا
- وسوّمت ذا الطرف الجواد وإنما
- شَرَعْتُ لَهُ نَهجاً فَخَبّ وَأعْنَقَا
- لئن برقت مني مخايل عارض
- لعَينَيكَ يَقضِي أنْ يَجُودَ وَيُغدِقَا
- فَلَيسَ بسَاقٍ قَبلَ رَبعِكَ مَرْبَعاً
- وَلَيسَ بِرَاقٍ قَبلَ جَوّكَ مُرْتَقَى
- وإن صدقت منه الليالي مخيلة
- تكن بجديد الماء أول من سقى
- وَيَغدُو لمَنْ يُرْوِي جَنَابَكَ مُرْوِياً
- زلالاً وللأعداء دونك مصعقاً
- وإن تر ليثاً لائذاً لفريسة
- يُراصِدُ غُرّاتِ المَقَادِيرِ مُطْرِقَا
- فما ذاك إلا أن يوفر طعمها
- عَلَيكَ، إذا جَلّى إلَيها وَحَقّقَا
- وإن يرق يوماً في المعالي فإنه
- سما ليوقى وطء رجلك مزلقا
- وإن يسع في الأمر العظيم فإنما
- سعى لك في ذاك الطريق مطرقا
- وإن يصب السهم الذي راش نصله
- فما كان إلا في هواك مفوقا
- وَإنْ يَنهَضِ الغَرْسُ الذي هو غارِسٌ
- يكن لك مَجنًى في الخُطوبِ وَمَعلَقَا
- لتجنيه دون الناس ما كان مثمراً
- وتلبس طلا منه ما كان مورقا
- فنم وادعا واستسقني فستنتضي
- حُسَاماً إذا مَا مَرّ بالعَظْمِ طَبّقَا
- وجر ذيول العز أنى أجرّه
- لهاماً إذا ما أظلم الليل أبرقا
- وجيشاً جناحاه يزمان بالردى
- خَفُوقانِ ما نَالا مِنَ الأرْضِ مخفقَا
- به كل طعان يلوث برأسه
- عَنِيقَ المَذاكي مَا يُثِيرُ مِنَ النّقَا
- لدنْ غدوة حتى ترى الشمس ورسة
- كأن على الغيطان ثوباً مزبرقا
- وَرَكبٍ أغَذّوا بالرّكَابِ، فَنَشّفُوا
- ثَمَائِلَها بالجَوْبِ غَرْباً وَمَشْرِقَا
- وكل معراة الضلوع كأنما
- أقاموا عليها جازراً متعرقا
- فإن راشني دهري أكن لك بازياً
- يسرك محصوراً ويرضيك مطلقا
- أشاطرك العز الذي أستفيده
- بصفقة راض إن غنيت وأملقا
- فتذهب بالشطر الذي كله غنى
- وَأذْهَبُ بالشّطْرِ الذي كُلّهُ شَقَا
- وَتَأخُذُ مِنْهُ مَا أنَامَ وَمَا حَلا
- وأخذ منه ما أمر وأرقا
- فَغَيرِيَ إمّا طَارَ غادرَ صَحبَهُ
- دوين المعالي واقعين وحلقا
- فإن تسلف التبجيل قبل أوانه
- أُعِضْكَ بِهِ وَجْهاً من الوُدّ مُونِقَا
- وَإنْ تُعطِني الإعْظَامَ قَوْلاً فإنّني
- سأُعطِيكَ فِعلاً منهُ أذكَى وَأعبَقَا
- لَعَلّ اللّيَالي أنْ يُبَلّغْنَ مُنْيَة ً
- وَيَقرَعنَ لي بَاباً مِنَ الحَظّ مُغلَقَا
- نَظَارِ وَلا تَستَبْطِ عَزْمي فلَن تَرَى
- عَلُوقاً، إذا مَا لمْ تَجِدْ مُتَعَلِّقَا
- وَلَيسَ يُنَالُ الأمْرُ إلاّ بِحَازِمٍ
- مِنَ القَوْمِ أحمَى مِيسَماً ثمّ ألصَقَا
- فإن قعدت بي السن يوماً فإنه
- سينهض بي مجدي إليها محققا
- فوالله لا كذبت ظنك إنه
- لعارٌ إذا ما عاد ظنك مخفقاً
- فإن الذي ظن الظنون صوادقاً
- نظير الذي قوّى الظنون وحققا
المزيد...
العصور الأدبيه