الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> رجونا أبا الهيجاء إذ مات حارث >>
قصائدالشريف الرضي
رجونا أبا الهيجاء إذ مات حارث
الشريف الرضي
- رجونا أبا الهيجاء إذ مات حارث
- فمُذْ مَضَيَا لمْ يَبقَ للمَجدِ وَارِثُ
- ألا إنّ قَرْمَيْ وَائِلٍ، لَيلَة َ السُّرَى
- اقاما وقد سار المطي الدلائث
- هُمَا البَازِلانِ المُقْرَمَانِ تَنَاوَبَا
- عرى المجد لما عج بالعبء لاهث
- رَفِيقَانِ مَا بَاغَاهُمَا العزَّ صَاحِبٌ
- نديمان ما ساقاهما المجد ثالث
- حُسَامَانِ إنْ فَتّشتَ كلَّ ضَرِيبَة ٍ
- فأثرهما فيها قديم وحادث
- بَقِيّة ُ أسْيَافٍ طُبِعْنَ معَ الرّدَى
- فجاءَ وَجَاءَتْ عاثِيَاتٌ وَعَائِثُ
- احقاً بان المجد هيضت جبوره
- وزال عن الحي الطوال الملاوث
- وايد على بسط السماح رقائق
- وَهُنّ عَلى قَبضِ الرّمَاحِ شَرَائِثُ
- و سرب بنو حمدان كانوا حماته
- رَعَتْ فيهِ ذُؤبَانُ اللّيَالي العَوَائِثُ
- فاين كفاة القطر في كل أزمة
- وَأيْنَ المَلاجي منهُمُ، وَالمَغاوِثُ
- وَأينَ الجِيَادُ المُعجلاتُ إلى الوَغَى
- إذا غام بالنقع الملا المتواعث
- وَأينَ الثّنَايَا المُطلِعاتُ عَنِ الأذَى
- إذا نَابَ ضَغّاطٌ مِنَ الأمرِ كارِثُ
- إذا مَا دَعَا الدّاعونَ للبَأسِ وَالنّدى
- فَلا الجُودُ مَنزُورٌ وَلا الغَوْثُ رَائِثُ
- يرف على ناديهم الحلم والحجا
- إذا مَا لَغَا لاغٍ مِنَ القَوْمِ رَافِثُ
- من المطمعين المجد بالبيض والقنا
- مِلاءَ المَقارِي، وَالعرِيبُ غَوَارِثُ
- إذا طَرَحُوا عِمّاتِهِمْ وَضَحَتْ لهمْ
- مَفارِقُ لمْ يَعصِبْ بِها العَارَ لائِثُ
- بكَتهُمْ صُدُورُ المُرْهَفاتِ وَبُشّرَتْ
- هجان المتالي والمطى الرواغث
- قروم على ما روحوا من وسوقها
- و لا منهم الواني ولا المتماكث
- يُخَلّى لهُمْ مِنْ كلّ وِرْدٍ جِمامُهُ
- إذا وردوا والمعشبات الاثائث
- مشَوْا في سُهُولِ المَجدِ حيناً وَوَقّفُوا
- بحَيْثُ ابتَدَتْ أوْعَارُهُ وَالأوَاعِثُ
- إذا ركبوا سال اللديدان بالقنا
- وَحَنّتْ مَطايَاها المَنَايَا الرّوَائِثُ
- كأنّ الصّقُورَ اللاّمِحَاتِ تَلَمّظَتْ
- إلى الطُّعمِ وَانصَاعَتْ لهنّ الأباغِثُ
- مَضَوا لا الأيادي مُخدَجاتٌ نَوَاقِصٌ
- وَلا مِرَرُ العَلْيَاءِ مِنْهُمْ رَثَائِثُ
- و لا طول النعماء فيهم مقلص
- إذا عَلِقَتْهُ المُعصِمَاتُ الشّوَابِثُ
- خلجتم لجساس بن مرة طعنة
- رَأى الجِدَّ فيها هِجرِسٌ وَهوَ عابِثُ
- و غادرتم اشلاء بكر مقيمة
- على العار لا تحثا عليها النبائث
- وَقَدْ كانَ دَينٌ في كُلَيبٍ وَفَى بِهِ
- غريم مطول بالديون مماغث
- وَقائِعُ أيّامٍ كَأنّ إكَامَهَا
- بجاري دَمِ الطّعنِ، الإماءُ الطّوَامِثُ
- تعودون عنها في قناكم مباشم
- و عند قنا بكر اليكم مغارث
- عقدتم بها حبلي أسارٍ ومنة
- و خانهم نقص القوى والنكائث
- تحَلّلتُمُ مِنْ نَذْرِ طَعنٍ، وَغَيرُكم
- كثير الألا ياغب ما قال حانث
- حروب من الأقدار طاح عراكها
- بجرب ولم يسلم عليهن حارث
- وَكَانَ سِنَاناً أوْجَرَ الخَطْبَ حَدَّهُ
- وَكَانَ يَداً أُرْدي بِها مَنْ أُلاوِثُ
- باخلاق اباء يعود بها الأذى
- و عوراً على الأعداء وهي دمائث
- أقُولُ لِنَاعِيهِ إلى المَجْدِ وَالعُلَى :
- رمى فاك مسموم الغرارين فارث
- كان سواد القلب طار بلبه
- إلى الطّودِ أقنى يَنفُضُ الطّلَّ ضابثُ
- وَرُزْءٌ رَمَى بَينَ القُلُوبِ شُوَاظَهُ
- أجيجُ المَصَالي أسْعَرَتْهَا المَحارِثُ
- برغمي تمسي نازلاً دار هجرة
- وَأنْتَ المُصَافي وَالقَرِيبُ المُنافِثُ
- و ان لا اجافي الترب عنك براحة
- وَلَوْ نازَعَتْنيها الرّقَاقُ الفَوَارِثُ
- وان تشتمل ارض عليك فانما
- عَلى مَاءِ عَينيّ النّقَا وَالكَثَاكِثُ
- سَقَى النَّضَدَ النّجديَّ مَلقَى ضَرَائحٍ
- بها منكُمُ المُستَصرَخُونَ الغَوَايِثُ
- فَسِيّانِ فيها، مِنْ وَقَارٍ وَمن عُلًى
- عِظامُكُمُ وَالرّاسِيَاتُ اللّوَابِثُ
- ولا برحت بندى عقود صعيدها
- نفاثة ما جاد الغمام النوافث
- لهَا خَدَشَاتٌ بالمَوَامي، كَأنّهَا
- عَلى لَقَمِ البَيْداءِ أيْدٍ عَوَابِثُ
- صُبَابَة ُ عِزٍّ عَبّ في مَائِها الرّدَى
- و عاد إليها وهو ظمأن غارث
- و افنان دوحات من المجد اشرعت
- مشاظي الردى ما بينها والمشاعث
- وَما كنتُ أخشَى الدّهرَ إلاّ عَلَيهِمُ
- فَهَانَ الرّزَايَا بَعدَهُمْ وَالحَوَادِثُ
المزيد...
العصور الأدبيه