الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> حَلَفْتُ بهَا صِيدَ الرّؤوسِ سَوَامِ >>
قصائدالشريف الرضي
حَلَفْتُ بهَا صِيدَ الرّؤوسِ سَوَامِ
الشريف الرضي
- حَلَفْتُ بهَا صِيدَ الرّؤوسِ سَوَامِ
- طوال الذرى يمددنَ كلّ زمامِ
- بكلّ غلام حرّم النوم هزة
- إلى بلد نائي المزار حرامِ
- لأستمطرنَّ العزنفاً مريغة
- ورود علاءٍ أو ورود حمامِ
- وَأسْتَنْزِلَنّ المَجْدَ مِنْ قُذُفَاتِهِ
- وَلَوْ كَانَ أعْلَى يَذْبُلٍ وَشَمَامِ
- مللت مقامي غير شكوى خصاصة
- وَإنّي لأِمْرٍ مَا أمَلُّ مُقَامي
- نِزَاعاً عَنِ الدّارِ التي أنَا عِندَها
- كَثِيرُ لُبَانَاتٍ طَوِيلُ غَرَامِ
- صَرِيعُ هُمُومٍ يَحْسَبُ النّاسُ أنّني
- لِمَا أخَذَتْ منّي صَرِيعُ مُدامِ
- نوائب أيَّام نسرن خصائلي
- مُغَالَبَة ً، حَتّى عَرَقنَ عِظامي
- ودون ولوج الضيم في ذوابلي
- طوال بأيدي منجبين كرام
- وإنّ زماني يوم يحرق نابهُ
- أعاذمُهُ حتى يمدّ عِذامي
- وَكَمْ يَستَفِزُّ الذّلُّ قَلبَ ابنِ همّة ٍ
- له أمل نائي المدى مترامِ
- يذاد عن الماءِ الذي فيه ريُّه
- وَيَرْمي إلى الغُدْرَانِ مُقْلَة َ ظَامي
- وتعرض غرات العلى وهو كانع
- فيلحظها شزراً بعينِ قطامي
- ولستُ براضٍ عن منازل جمة
- أمُرّ بِهَا في الأرْضِ مَرّ لَمَامِ
- سوى منزل حصباءَ أرضي بجوّه
- نجوم وأظلال الغمام خيامي
- فذاك مكاني إن أقمت بمنزل
- وَإلاّ فَفي أيدي الطِّلابِ زِمَامي
- خفيف على ظهرِ الجوادِ تسرّعي
- ثقيل على هامِ الرجال قيامي
- خَليلَيّ رُودَا باليَفَاعِ، فأشرِفَا
- عَلى قُلَلٍ بالأبْرَقَينِ سَوَامِ
- لبرق كتلويح الرّداء يشبه
- تَضَايُقُ مِرْنَانِ الرّعُودِ رُكَامِ
- تربص إن يلقى بنجد بعاعه
- وَسَاقَ إلى البَيْضَاءِ عِيرَ غَمَامِ
- زَفَتْهُ النُّعَامَى ، فاستَمَرّ جِمَامُه
- تجفّل سربي ربرب ونعام
- يضيء إلى الربع الذي كنت آلفاً
- بِهِ بُرْءَ أسْقَامي وَبَلَّ أُوَامي
- منازل كان الطرف يرتاح بينها
- لخضرٍ جميم أو لزرق جمامِ
- سقى تربها حتى استثار خبيئه
- سقيط رذاذ دائم ورهام
- وراقت بها الأنواءُ كلّ صبيحة
- وَرَقّتْ بهَا الأرْوَاحُ كُلَّ ظَلامِ
- تَضُمُّ رِجَالاً كالرّمَاحِ، إذا دُعُوا
- إلى الحَرْبِ لَفّوا نَارَهَا بضِرَامِ
- لهُمْ عَدَدٌ جَمٌّ مِنَ البِيضِ وَالقَنا
- وذافرة بالليلِ ذات بغام
- إذا غَضِبوا جاشَتْ رُبَى الأرْضِ منهم
- ببيض وبيض كالنجوم ولامِ
- بأيّ سراة أحمل الخطب إن عرا
- وَقَدْ جُبّ مِنهُمْ غارِبي وَسَنامي
- وَكَانُوا دُرُوعي إنْ رَمَتْني مُلِمّة ٌ
- ونبليَ إن رامى العدا وسهامي
- ولولا ابن موسى ما اعتصمت بجنة
- ولا علقت كفي بعقد ذمامِ
- ملاذيَ إن أُعطي الرمان مقادتي
- معاذيَ إن جرّ العدوّ خطامي
- منَ القَوْمِ ما زرّوا الجيوبَ على الخَنا
- ولا قرعت أسماعهم بملام
- سَرِيعُونَ إنْ نُودُوا ليَوْمِ كرِيهة ٍ
- جريئون إن قيدوا ليوم خصام
- لهم شرف آبٍ على النّاسِ اقعسٌ
- وفضل عديد للعدوّ لهام
- نجومهمُ في العزّ غير غوارب
- وأجدادهم في المجد غير نيام
- يُهَابُ بِهِمْ مُستَلْئِمِينَ إلى الرّدَى
- على عارفات بالطعان دوام
- عناجيج قد طوّحن كلّ حقيبة
- مِنَ الرّكضِ وَاستَهلكنَ كلّ لجامِ
- نزائع ما تنفكّ تفرى صدورها
- جُيوبَ ظَلامٍ، أوْ ذُيُولَ قَتَامِ
- يخالطن بالفرسان كل طريدة
- ويبلغن بالأرماح كل مرام
- أحاسد ذا الضرغام دونك فاجتنب
- بَوَادِرَ مِقدامِ الجَنَانِ مُحَامي
- حذارك من ليثٍ ترى حول غيله
- سَوَاقِطَ أيْدٍ للرّجَالِ، وَهَامِ
- لهُ العَدْوَة ُ الأولى التي تَحطِمُ القَنا
- وتجلي الأعادي كل يوم مقام
- هنيئاً لك العيد الجديد ولا تزل
- تَخَلَّصُ مِنْ عَامٍ يَمُرّ وَعَامِ
- تلثمت من فضلِ العفاف عن الهوى
- نجاءً من الدنيا أعز لثامِ
- وخالفت في ذا لصوم سنة معشر
- صِيَامٍ، عَنِ العَوْرَاءِ غَيرُ صِيَامِ
- ألا إنّني غَرْبُ الحُسَامِ الذي تَرَى
- وَغَارِبُ هَذا الأرْعَنِ المُتَسَامي
- كِلانَا لَهُ السّبْقُ المُبِرُّ إلى العُلَى
- وإن كان في نيلِ العلاءِ إمامي
- وما بيننا يوم الجزاء تفاوت
- سوى انه خاض الطريق أمامي
المزيد...
العصور الأدبيه