الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تَوَقّعي أنْ يُقالَ قَدْ ظَعَنَا >>
قصائدالشريف الرضي
تَوَقّعي أنْ يُقالَ قَدْ ظَعَنَا
الشريف الرضي
- تَوَقّعي أنْ يُقالَ قَدْ ظَعَنَا
- ما أنت لي منزلاً ولا سكنا
- يا دارُ قَلّ الصّديقُ فيكِ، فَما
- أحُسّ وِدّاً، وَلا أرَى سَكَنَا
- ماليَ مثل المذود عن أربي
- ولي عُرام يجرّني الرسنا
- ألِينُ عَنْ ذِلّة ٍ، وَمِثْليَ مَنْ
- وَلّى المَقاديرَ جَانِباً خَشِنَا
- مُعَطِّلاً، بَعْدَ طُولِ مَلْبَثِهِ
- منازلاً قد عمَرتُها زمنا
- تَلعَبُ بي النّائِبَاتُ وَاغِلَة ً
- كما تهز الزعازع الغصنا
- أيقظن مني مهنداً ذكراً
- إلى المعالي وسائقاً أرنا
- كيف يهاب الحمام منصلت
- مُذْ خافَ غَدْرَ الزّمانِ ما أمِنَا
- لم يلبث الثوب من توقّعه
- الأمر إلا وظنه كفنا
- أعطشه الدهر من مطالبه
- فَرَاحَ يَستَمطِرُ القَنَا اللُّدُنَا
- لي مُهجَة ٌ لا أرَى لهَا عِوَضاً
- غير بلوغ العلى ولا ثمنا
- وَكَيفَ تَرْجو البَقاءَ نَفسُ فتًى
- وَدأبُهَا أنْ تُضَعضِعَ البَدَنَا
- فيمَا مُقامي عَلى مُعَطَّلَة ٍ
- رُنّق لي ماؤها وقد أجنا
- أكرّ طرفي فلا أرى أحداً
- إلا مغيظاً عليَّ مضطغنا
- يُنبِضُ لي مِنْ لِسَانِهِ أبَداً
- نِصَالَ ذَمٍّ تُمَزّقُ الجُنَنَا
- وكل مستنفر ترائبه
- تحمل ضبّاً عليَّ قد كمنا
- إن مرَّ بي لم أعج به بصراً
- أوْ قَالَ لي لمْ أُمِلْ لَهُ أُذُنَا
- من معشرٍ أظهروا الشجاعة في
- الشّجاعة َ في البخـ
- ـلِ، وَعندَ المَكَارِمِ الجُبُنَا
- قد شغلوا بالمعايب الفطنا
- يَستَحقِبُونَ المَلامَ إنْ رَكِبوا
- وَيَحمِلُونَ الظّنونَ وَالظِّنَنَا
- نحن أسود الوغى إذا قصفت الط
- ـنُ قَنَا الخطّ في جَوَانِبِنَا
- مُلْتَفُّ أعْيَاصِنَا إلى مُضَرٍ
- أمَرَّ عِيدانَنَا لعَاجِمِنَا
- نَجُرّ ما شِئْتَ مِنْ لِسَانِ فتًى
- إن هدرت ساعة شقاشقنا
- إنّ أبانا الذي سمعت به
- أسّسَ في هَضْبَة ِ العُلى وَبَنَى
- مَا ضَرّنَا أنّنَا بِلا جِدَة ٍ
- والبيت والركن والمقام لنا
- وهمة في العلاء لازمة
- تُلزم صمّ الرماح أيدينا
- طِلابُنَا المَجْدَ مِنْ ذَوَائِبِهِ
- روَّحنا بعد أن أضربنا
- نَأخُذُ مِنْ جُمّة ِ العُلَى أبَداً
- ما أخذَ الضّرْبُ من جَماجِمِنَا
- سَوْفَ تَرَى أنّ نَيْلَ آخِرِنَا
- مِنَ العُلَى فَوْقَ نَيْلِ أوّلِنَا
- وَأنّ مَا بُزّ مِنْ مُقادِمِنَا
- يُخْلِفُهُ اللَّهُ في عَقَائِلِنَا
- ذلِكَ وِرْدُ قَذًى لِسَابِقِنَا
- والآن يجلى القذى للاحقنا
- دَيْنٌ عَلى اللَّهِ لا نُمَاطِلُهُ الـ
- الشكر عليه ولا يماطلنا
- لأُوقِرَنّ الرّكَابَ سَائِرَة ً
- عَزْماً يَكُدّ الأبدانَ وَالبُدُنَا
- حتى تهاوى من اللغوب وتستنـ
- ـتَنجِدُ بَعدَ المَنَاسِمِ الثَّفَنَا
- حَزّاً إلى المَجْدِ مِنْ أزِمّتِهَا
- ليس كحز الأعاجز الظعنا
- لأبلغ العز أو يقال فتى
- جَنَتْ عَلَيهِ يَدُ الرّدى وَجنَى
المزيد...
العصور الأدبيه