الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تفوز بنا المنون وتستبد >>
قصائدالشريف الرضي
- تفوز بنا المنون وتستبد
- وياخذنا الزمان ولا يرد
- وانظر ماضياً في عقب ماض
- لَقَدْ أيْقَنْتُ أنّ الأمْرَ جِدّ
- رويداً بالفرار من المنايا
- فليس يفوتها الساري المجد
- فاين ملوكنا الماضون قدماً
- اعدوا للنوائب واستعدوا
- واين معاقدوا الدنيا قديماً
- نَبَتْ بِهِمُ، فَلا إلٌّ وَعَقْدُ
- وَكُلُّ فَتًى تَحُفُّ بِجَانِبَيْهِ
- خَوَاطِرُ بالقَنَا قُبٌّ وَجُرْدُ
- فما دفع المنايا عنه وفر
- وَلا هَزَمَ النّوَائِبَ عَنْهُ جُنْدُ
- ولا اسل لها قرع ووخز
- ولا قضب لها قط وقد
- اعارهم الزمان نعيم عيش
- فَيَا سُرْعَانَ مَا نَزَعُوا وَرَدّوا
- هُمُ فَرَطٌ لَنَا في كُلّ يَوْمٍ
- نَمُدّهُمُ، وَإنْ لمْ يَستَمِدّوا
- فلا الغادي يروح فنرتجيه
- وَلا المُتَرَوِّحُ العَجْلانُ يَغْدُو
- وَلِلإنْسَانِ مِنْ هَذِي اللّيَالي
- وَهُوبٌ لا يَدُومُ وَمُستَرِدّ
- تُجِدّ لَنَا مَلابِسَهَا، فَيَبْقَى
- جَدِيداهَا، وَيَبْلَى المُسْتَجَدّ
- أإبْرَاهِيمُ! أمّا دَمْعُ عَيْني
- عليك فما يعد ولا يحد
- يغصص بالاوائل منه طرف
- وَيَدْمَى بالأوَاخِرِ مِنْهُ خَدّ
- بَكَيْتُكَ للوَدادِ، وَرُبّ بَاكٍ
- عَلَيكَ مِنَ الأقَارِبِ لا يَودّ
- وَإنّ بُكَاءَ مَنْ تَبكِيهِ قُرْبَى
- لدون بكاء من يبكيه ودج
- إذا غِضْنَا الدّمُوعَ أبَتْ عَلَيْنَا
- مَناقِبُ مِنكَ لَيسَ لهنّ نِدّ
- فَمِنهُنّ اشتِطاطُكَ في المَساعي
- وَفَضْلُ العَزْمِ، وَالبَاعُ الأشَدّ
- فاين مسابق الاجال طعناً
- يعود ورمحه ريان ورد
- واين الآسر الفكاك يسري
- إلَيْهِ مِنَ العِدَى ذَمٌّ وَحَمْدُ
- فاعناق احاط بهنَّ منٌّ
- وَأعْنَاقٌ أحَاطَ بِهِنّ قَدّ
- أيَا سَهْماً رَمَى غَرَضاً، فأخْطَا
- وذي الاقدار اسهمها اسد
- ولو غير الردى جاثاك اقعى
- بِهِ مِنْ بَأسِكَ الخَصْمُ الألَدّ
- قَتِيلٌ فَلّهُ نَابٌ كَهَامٌ
- وَكانَ العَضْبَ ضَوّأهُ الفِرِنْدُ
- وَذَلّ بِذُلَ قَاتِلِهِ، فَأضْحَى
- لقَاتلِهِ بِهِ عِزٌّ وَمَجْدُ
- فيا اسدا يصول عليه ذئبٍ
- ويا مولى يطول عليه عبد
- وكيف رجوت ان يبقى سليماً
- وما شرب القرون له معد
- وَهَلْ بَقِيَتْ قَبائِلُهُ، فَيَبقَى
- رَبِيعَة ُ أوْ نِزَارٌ أوْ مَعَدّ
- مِنَ القَوْمِ الأُلى طَلَبُوا وَنَالُوا
- وَجَدّ بِهِمْ إلى العَلْيَاءِ جَدّ
- إذا نُدِبُوا إلى البَأسَاءِ عَاجُوا
- وان ادنو الى العوراء صدوا
- تَصَدّعَ مَجْدُ أوّلِهِمْ، فشَدّوا
- جَوَانِبَهُ بِأنْفُسِهِمْ وَسَدّوا
- إذا عُدّ الأمَاجِدُ جَاءَ مِنْهُمْ
- عَدِيدٌ كَالرّمَالِ، فَلَمْ يُعَدّوا
- سَقَاهُ أحَمُّ نَجْدِيُّ التّوَالي
- يُعَمُّ بِوَدْقِهِ غَوْرٌ وَنَجْدُ
- إذا مَخَضَتْ حَوَافِلَهُ جَنُوبٌ
- مَرَى لَقَحاتِهِ بَرْقٌ وَرَعْدُ
- تدافع منه ملأن الحوايا
- سِيَاقُ النِّيبِ أصْدَرَهُنّ وِرْدُ
- ولا عرّى ثراه من الغوادي
- ومن نوارها سبط وجعد
- اذا ماالراكب مر عليه قالوا
- أيَا حَالي الصّعِيدِ سَقَاكَ عَهْدُ
- لقد كرمت يمينك قبل حيا
- وَقَدْ كَرُمَ الغَمَامُ عَلَيكَ بَعْدُ
المزيد...
العصور الأدبيه