الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ترى نوب الايام ترجى صعابها >>
قصائدالشريف الرضي
ترى نوب الايام ترجى صعابها
الشريف الرضي
- ترى نوب الايام ترجى صعابها
- وَتَسْألُ عَنْ ذي لِمّة ٍ مَا أشابَهَا
- وهل سبب للشيب من بعد هذه
- فدأبك يا لون الشباب ودابها
- شربنا من الايام كأساً مريرة
- تُدارُ بِأيْدٍ لا نَرُدّ شَرَابَهَا
- نعاتبها والذنب منها سجية
- ومن عاتب الخرقاء مل عتابها
- وَقالُوا: سِهامُ الدّهرِ خاطٍ وَصَائِبٌ
- فكيف لقينا يا لقوم صيابها
- أبَتْ لِقحَة ُ الدّنيا دُرُوراً لعاصِبٍ
- وَيَحْلُبُها مَنْ لا يُعَاني عِصَابَهَا
- وَقَدْ يُلقِحُ النّعمَاءَ قَوْمٌ أعِزّة ٌ
- وَيَخسَرُ قَوْمٌ عَاجِزُونَ سِقَابَهَا
- وكنت اذا ضاقت مناديح خطة
- دَعَوْتُ ابنَ حَمدٍ دَعوَة ً فأجابَهَا
- أخٌ ليَ إنْ أعْيَتْ عَليّ مَطالِبي
- رَمَى ليَ أغراضَ المُنَى ، فأصَابَهَا
- اذا استبهمت علياء لا يهتدي لها
- قَرَعْتُ بِهِ دُونَ الأخِلاّءِ، بَابَهَا
- بهِ خَفّ عَنّي ثِقْلُ فادِحَة ِ النّوَى
- وَحَبّبَ عِنْدِي نَأيَهَا وَاغْتِرَابَهَا
- ثَمَانُونَ مِنْ لَيلِ التّمامِ نَجُوبُها
- رَفيقَينِ تَكْسُونَا الدّيَاجي ثِيَابَهَا
- نؤم بكعب العامريّ نجومها
- إذا ما نَظَرْنَاها انتَظَرْنَا غِيَابَهَا
- نُقَوِّمُ أيْدِي اليَعْمَلاتِ وَرَاءَهُ
- ونعدل منها اين أومى رقابها
- كأنا أنابيب القناة يؤمها
- سِنانٌ مضَى قُدْماً، فأمضَى كِعابَهَا
- كَذِئْبِ الغَضَا أبصَرْتَهُ عندَ مَطمعٍ
- اذا هبط البيداء شم ترابها
- بعَينِ ابنِ لَيلى لا تُداوَى منَ القَذَى
- يُرِيبُ أقاصِي رَكْبِهِ مَا أرَابَهَا
- تَرَاهُ قَبُوعاً بَينَ شَرْخَيْ رِحَالِهِ
- كمَذرُوبَة ٍ ضَمّوا عَلَيها نِصَابَهَا
- فَمِنْ حِلّة ٍ نَجْتَابُهَا وَقِبِيلَة ٍ
- نَمُرّ بِهَا مُسْتَنبحِينَ كِلابَهَا
- وَمِنْ بَارِقٍ نَهْفُو إلَيْهِ، وَنَفْحَة ٍ
- تذكرنا ايامها وشبابها
- ولهفي على عهد الشباب ولمة
- أطَرّتْ غَداة َ الخَيْفِ عَنّي غُرَابَهَا
- وَمِنْ دارِ أحْبَابٍ نَبُلّ طُلُولَهَا
- بِمَاءِ الأمَاقي أوْ نُحَيّي جَنَابَهَا
- وَمِنْ رِفْقَة ٍ نَجْدِيّة ٍ بَدَوِيّة ٍ
- تُفَاوِضُنَا أشْجَانَهَا وَاكْتِئَابَهَا
- وَنُذْكِرُها الأشْوَاقَ حتى تُحِنَّهَا
- وتعدي باطراف الحنين ركابها
- إذا مَا تَحَدّى الشّوْقُ يَوْماً قُلُوبَنا
- عَرَضْنَا لَهُ أنْفَاسَنَا وَالتِهَابَهَا
- وَمِلْنَا عَلى الأكْوَارِ طَرْبَى ، كأنّما
- رَأيْنَا العِرَاقَ، أوْ نَزَلْنَا قِبَابَهَا
- نشاق الى اوطاننا وتعوقنا
- زِياداتُ سَيْرٍ مَا حَسِبْنَا حِسَابَهَا
- وَكَمْ لَيْلَة ٍ بِتْنَا نُكَابِدُ هَوْلَهَا
- ونمزق حصباها اذا الغمر هابها
- وَقَد نَصَلَتْ أنضَاؤنَا مِنْ ظَلامِهَا
- نصول بنان الخود تنضو خضابها
- وَهَاجِرَة ٍ تُلقي شِرَارَ وَقُودِهَا
- على الركب انعلنا المطي ظرابها
- إذا مَا طَلَتْنَا بَعْدَ ظَمْءٍ بِمَائِهَا
- وعج الظوامي اوردتنا سرابها
- تَمَنّى الرّفاقُ الوِرْدَ وَالرّيقُ ناضِبٌ
- فَلا رِيقَ إلاّ الشّمسُ تُلقي لُعابَهَا
- إلى أنْ وَقَفْنَا المَوْقِفَينِ وَشَافَهَتْ
- بِنَا مَكّة ٌ أعْلامَهَا وَهِضَابَهَا
- وبتنا بجمع والمطي موقف
- نؤمل ان نلقى منى وحصابها
- وَطُفْنَا بِعَاديّ البِنَاءِ مُحَجَّبٍ
- نرى عنده اعمالنا وثوابها
- وزرنا رسول الله ثم بعيده
- قُبُورَ رِجَالٍ مَا سَلَوْنَا مُصَابَهَا
- وَجُزْنَا بسِيفِ البَحْرِ وَالبَحْرُ زَاخرٌ
- بلجته حتى وطئنا عبابها
- خُطوبٌ يُعِنَّ الشّيبَ في كلّ لِمّة ٍ
- وينسين ايام الصبا ولعابها
- عسى الله ان يأوي لشعث تناهبوا
- هِبَاتَ المَطَايَا نَصَّها وَانجِذابَهَا
- وَجَاسُوا بأيدِيهَا عَلى عِلَلِ السُّرَى
- حرارَ اماعيز الطريق ولابها
- فيرمي بها بغداد كل مكبر
- إذا مَا رَأى جُدْرَانَهَا وَقِبَابَهَا
- فكم دعوة ارسلتها عند كربة
- إلَيهِ فكانَ الطَّولُ مِنهُ جَوَابَهَا
المزيد...
العصور الأدبيه