الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> بالجد لا بالمساعي يبلغ الشرف >>
قصائدالشريف الرضي
بالجد لا بالمساعي يبلغ الشرف
الشريف الرضي
- بالجد لا بالمساعي يبلغ الشرف
- تَمشِي الجُدُودُ بأقوَامٍ، وَإنْ وَقفُوا
- أعيَا مِنَ الدّهرِ خُلْقٌ لا دَوَامَ لَهُ
- البَذْلُ وَالمَنْعُ وَالإنْجَازُ وَالخُلُفُ
- واطٍ بجفونه أعقاب خلته
- يوماً ودود ويوماً ملَّة طرف
- راحت تعجّب من شيب ألمَّ به
- وعاذر شيبه التهمام والأسف
- وَلا تَزَالُ هُمُومُ النّفسِ طَارِقَة ً
- رُسْلُ البَياضِ إلى الفَوْدينِ تَختَلِفُ
- إنّ الثّلاثِينَ وَالسّبْعَ التَوَينَ بِهِ
- عَنِ الصِّبَا، فَهوَ مُزْوَرٌّ وَمُنعَطِفُ
- فَمَا لَهُ صَبْوَة ٌ يُبْكَى بِها طَلَلٌ
- وَلا لَهُ طَرْبَة ٌ يُعلى بِها شَرَفُ
- أينَ الذينَ رَمَوْا قَلْبي بسَهمِهِمُ
- ولم يداووا ليَ القرف الذي قرفوا
- يَشكُو فِرَاقَهُمُ القلبُ الذي جَرَحُوا
- منّي، وَتَبكيهِمُ العَينُ التي طَرَفُوا
- كم جاءني الخوف مما كنت آمنه
- وَكَمْ أمِنتُ التي قَلبي بِها يَجِفُ
- قَدْ يَأمَنُ المَرْءُ سَهماً فيهِ مَوْقِعُهُ
- وقد يخاف الذي ينأى وينحرف
- لما رأيت مرامي الظن خاطئة
- ودون ما ارتجى منكم نوى قذف
- صَرَفتُ نَفسِيَ عَنكُمْ، وَهيَ غانيَة ٌ
- والنفس تصرف أحياناً فتنصرف
- ما هز فرعكم يأسٌ ولا طمع
- وَلا مَرَى دَرَّكُمْ لِينٌ، وَلا عَنَفُ
- ولا لكم في ثنايا الجود مطّلع
- ولا لكم في ظهور المجد مرتدف
- يأبى لي العز والغراءُ من شيمي
- إمْسَاكَ حَبلِ غُرُورٍ ما لَهُ طَرَفُ
- هَبْهَا ضَبَابَة َ لَيْلٍ أنتَ خابِطُها
- إنّ الظّلامَ، وَإنْ عَنّاكَ، مُنكَشِفُ
- تنظّر الصبح أن الصبح منتظر
- والفجر يعرب عما أعجم السدف
- كأنني يوم استعطى نوالكم
- دانٍ مِنَ الصّخرَة ِ الصّمّاءِ يَغتَرِفُ
- ويوم أدعوكم للخطب احذره
- داع يبلغ من قد ضمه الجدف
- ما كُنتُمُ من سُيُوفي، إذْ هَزَرْتُكُمُ
- هز النوابي إذا أمضيتها تقف
- يا رَاعيَ الذّوْدِ لا أصْبَحتَ في نَفَرٍ
- تَرْوَى البِكارُ وَتَظما الجِلّة ُ الشُّرُفُ
- ما أعجَبَ القِسمَة َ العَوْجاءَ يَقسِمُها
- الدار واحدة والورد مختلف
- لَئِنْ حُرِمتُ مِنَ العَليَاءِ ما رُزِقُوا
- لقَدْ جَهِلتُ مِن الفَحشاءِ ما عرَفُوا
- لأُرْحِلَنّ المَطَايَا ثمّ أُبْرِكُهَا
- حيث اطمأن الندى واستوطن الشرف
- كأنما في رجال الركب خاطرة
- تَعانَقَ الدّوُّ، وَالنّأجيّة ُ العُصُفُ
- بدارِ أغلَبَ مَا في وَعدِهِ خُلُفٌ
- للرّاغبِينَ، وَلا في حُكمِهِ جَنَفُ
- حيث الحقوق قيام في مقاطعها
- وَكُلُّ مَنْ حاكَمَ الأيّامَ مُنتَصِفُ
- راض الأمور أولى شبيبته
- فالرأي محتنك والعمر موتنف
- يا ابنَ الأُولى نَزَلُوا العَليَاءَ خاليَة ً
- مَنازِلَ الدُّرّ يُرْمَى دونَهُ الصَّدَفُ
- يحي المكارم أبناءٌ له وردوا
- كَمَا بَنَى المَجْدَ آبَاءٌ لَهُ سَلَفُوا
- المُقدِمِينَ، فَلا مِيلٌ، وَلا عَزُلٌ
- والحاملون فلا جوز ولا ضعف
- لي فيهِمُ خَلَفٌ مِنْ كُلّ مُفتَقَدٍ
- وَرُبّما جَازَ قَدرَ الذّاهبِ الخَلَفُ
- في كُلّ يَوْمٍ عَدُوٌّ أنْتَ قَائِدُهُ
- قَوْدَ الجَنيبِ، لِما عَسّفتَ مُعتَسِفُ
- في السّلمِ دافِقَة ٌ، شُؤبوبُها خَضِلٌ
- والروع بارقة ذو رعدها قصف
- فمن شعاب ندى أمواهه دفع
- وَمِنْ طِعَانِ قَناً آبَارُهُ خُسُفُ
- تَغْدُو كأنّكَ، وَالهاماتُ طائِرَة ٌ
- جانٍ مِنَ الحَنظَلِ العاميِّ يَنتَقِفُ
- كأن سيفك ضيف الشيب ليس له
- عَنِ الرّؤوسِ، إذا ما جاءَ، مُنصَرَفُ
- فاستَأنِفُوا العِزَّ مُخضَرّاً زَمانُكُمُ
- كأنما الدهر فيكم روضة أنف
- وابقوا بقاء الدراري في مطالعها
- إلاّ البُدورَ، فإنّ البَدْرَ يَنكَسِفُ
المزيد...
العصور الأدبيه