الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اماني نفس ما تناخ ركابها >>
قصائدالشريف الرضي
اماني نفس ما تناخ ركابها
الشريف الرضي
- اماني نفس ما تناخ ركابها
- وَغَيْبَة ُ حَظٍّ لا يُرَجّى إيَابُهَا
- ووفد هموم ما اقمت ببلدة
- وهن معي الا وضاقت رحابها
- وَآمَالُ دَهْرٍ إنْ حَسِبتُ نَجاحَها
- تراجع منقوضاً على حسابها
- أهُمّ، وَتَثْني بالمَقادِيرِ هِمّتي
- ولا ينتهي داب الليالي ودابها
- فيا مهجة يفني غليلاً ذماؤها
- ويا لمة يمضي ضياعاً شبابها
- وَعِندي إلى العَليَاءِ طُرْقٌ كَثيرَة ٌ
- لوِ انجابَ مِنْ هذي الخطوبِ ضَبابُهَا
- عناد من الايام عكس مطالبي
- اذا كان يوطيني النجاح اقترابها
- وَحَظّيَ مِنْها صَابُهَا دونَ شَهدِها
- فلو كان عندي شهدها ثم صابها
- تَمِيلُ بأطْمَاعِ الرّجَالِ بُرُوقَهَا
- وَتُوكى عَلى غِشّ الأنَامِ عِيَابُهَا
- ولكنها الدنيا التي لا مجيئها
- عَلى المَرْءِ مأمُونٌ فيُخشَى ذَهابُهَا
- تفوه الينا بالخطوب فجاجها
- وَتَجرِي إلَيْنَا بالرّزَايَا شِعَابُهَا
- الا ابلغا عني الموفق قولة ً
- وَظَنّيَ أنّ الطَّوْلَ مِنْهُ جَوَابُهَا
- اترضى بان ارمي اليك بهمتي
- فَأُحجَبَ عَنْ لُقيَا عُلًى أنتَ بابُهَا
- وَأظْمَا إلى دَرّ الأمَاني، فَتَنْثَني
- باخلافها عني ومنك مصابها
- وَلَيسَ من الإنصَافِ أنْ حلّقتْ بكُم
- قَوَادِمُ عَزٍّ طَاحَ في الجَوّ قَابُهَا
- واصبحت محصوص الجناح مهضماً
- عَليّ غَوَاشِي ذِلّة ٍ وَثِيَابُهَا
- تَعُدّ الأعَادي لي مَرَامي قِذافِهَا
- وَتَنْبحُني أنّى مَرَرْتُ كِلابُهَا
- مقامي في اسر الخطوب تهزلي
- قواضيها مطرورة وحرابها
- لقد كنت ارجو ان تكونوا ذرائعي
- الى غيركم حيث العلى واكتسابها
- فَهَذي المَعالي الآنَ طَوْعى لأمرِكُمْ
- وَفي يَدِكُمْ أرْسَانُهَا وَرِقَابُهَا
- اذا لم ارد في عزكم طلب العلى
- ففي عز من يجدي عليَّ طلابها
- وَلَوْلاكُمُ مَا كُنتُ إلاّ بِبَاحَة ٍ
- مِنَ العِزّ مَضْرُوباً عَليَّ قِبَابُهَا
- أجُوبُ بِلادَ اللَّهِ، أوْ أبْلُغَ الّتي
- يَسُوءُ الأعَادي أنْ يَعُبّ عُبَابُهَا
- وكان مقامي ان اقمت ببلدة
- مُقامَ الضّوَارِي الغُلْبِ يُحذَرُ غابُهَا
- واني لتراك المطالب ان نأى
- بها قدر أو لط دوني حجابها
- وَأعزِلُ مِنْ دُونِ التي لا أنَالُهَا
- نوازع نفسي أو تذل صعابها
- واقرب ما بيني وبينك حرمة
- تداني نفوس ودها وحبابها
- شَوَاجِرُ أرْحَامٍ، إذا ما وَصَلْتَها
- فعند امير المؤمنين ثوابها
- وما بعد ذا من آصرات اذا انتهت
- يكون الى آل النبي انتسابها
- وهل تطلب العلياء الالان يرى
- ولي يرجيها وضد يهابها
- فجَرّدْ لأمرِي عَزْمَة ً مِنكَ صَدْقَة ً
- كمطرورة الغربين يمضي ذبابها
- وَلا تَتْرُكَنّي قاعِداً أرْقُبُ المُنَى
- وَأرعَى بُرُوقاً لا يَجُودُ سَحَابُهَا
- وَغَيْرُكَ يَقْرِي النّازِلِينَ بِبَابِهِ
- عداتٍ كأرْضِ القاعِ يَجرِي سَرَابُهَا
- يكفيك عقد المكرمات وحلها
- وعندك اشراق العلى وغيابها
- وعندي لك الغر التي لا نظامها
- يهي ابداً أو لا يبوخ شهابها
- وعندي للاعداء فيك اوابدٌ
- لُعَابُ الأفَاعي القَاتِلاتِ لُعَابُهَا
المزيد...
العصور الأدبيه