قصائدالشريف الرضي



الوّي حيازيمي عليك تحرقاً
الشريف الرضي



  • الوّي حيازيمي عليك تحرقاً

  • وَأشكُو قُصُورَ الدّمعِ فيك وَما رَقَا

  • فيا شمل لبي لا تزال مبدداً

  • ويا جفن عيني لا تزال مؤرقا

  • فقد كنت أستسقي الدموع لمثلها

  • وما جم دمع العين إلا ليهرقا

  • أعَايَنتَ هَذا الدّهْرَ إنْ سَرّ مَرّة ً

  • أسَاءَ، وَإنْ صَفّى لَنا الوُدَّ رَنّقَا

  • كَأنّي أُنَادي مِنْهُ صَمّاءَ صَلْدَة ً

  • وصلّ فلاة لا يلين على الرقا

  • إذا غَفِلَ الحَادُونَ ثَارَ مُسَاوِراً

  • وَإنْ رُوجِعَ النّجوَى أرَمّ وَأطرَقَا

  • طلوع الثنايا ينفذ الليل لحظه

  • إذا مَا رَنَا، جَوّابُ أرْضٍ، وَحَملَقَا

  • له المنظر العاري وكل هنيئة

  • تغاور بالأنقاء برداً مشرقا

  • كان زماماً ضاع من أرحبية

  • تَلَوّى بِأقْوَازِ النّقَا، وَتَعَلّقَا

  • تَلَمّظَ شَيئاً كالجَبَابِ، وَغامَرَتْ

  • بهِ وَثْبَة ٌ أمضَى مِنَ اللّيثِ مَصْدَقَا

  • رِشاءُ الرّدى لوْ عَضّ بالطّوْدِ هاضَهُ

  • وَلَوْ شَمّ ما لاقَى عَلى الأرْضِ أحرَقَا

  • دويهية يحمي الطريق مجره

  • إذا نفخ الركبان نام وأرّقا

  • وما العيش إلا غمة وارتياحة

  • ومفترق بعد الدنو وملتقى

  • هُوَ الدّهْرُ يُبلي جِدّة ً بَعدَ جِدّة ٍ

  • فَيَا لابِساً أبْلَى طَوِيلاً وَأخْلَقَا

  • فكَمْ مِنْ عَليٍّ فيكَ حَلّقَ وَانهوَى

  • وَكَمْ مِنْ غَنيٍّ نالَ منكَ وَأملَقَا

  • ومن قبل ما أردى جذاماً وحميراً

  • وأطرق زور الموت عوجاً وعملقا

  • وأبقى على دار السمؤل بركه

  • وَقَادَ إلى وِرْدِ المَنُونِ مُحَرِّقَا

  • ففارق هذا الأبلق الفرد بغتة

  • وودع ذا بعد النعيم الخورنقا

  • فما البأس والإقدام نجى عتيبة

  • وَلا الجُودُ وَالإعطَاءُ أبقَى المُحَلَّقَا

  • أرَاهُ سِنَاناً للقَرِيبِ مُسَدَّداً

  • وَسَهْماً إلى النّأيِ البَعيدِ مُفَوَّقَا

  • إذا مَا عَدا لمْ تُبصِرِ البِيضَ قُطّعاً

  • وَلا الزّغْفَ مَنّاعاً وَلا الجُرْدَ سُبَّقَا

  • وَلا في مَهاوِي الأرْضِ إن رُمتَ مهبطاً

  • وَلا في مَرَاقي الجَوّ إن رُمتَ مُرْتَقَى

  • وَلا الحُوتُ إنْ شَقّ البِحارَ بفائِتٍ

  • ولا الطيران مد الجناح وحلقا

  • وَللعُمْرِ نَهْجٌ إنْ تَسَنّمَهُ الفَتَى

  • إلى الغَايَة ِ القُصْوَى أزَلَّ وَأزْلَقَا

  • ألا قَاتَلَ اللّهُ الذي جَاءَ غازِياً

  • فقارعنا عن مخة الساق وانتقى

  • وكم من عليل قد شرقت بيومه

  • جَوًى ، بَعدَ مَا قالوا أبَلَّ وَأفرَقَا

  • وآخر طلقت السرور لفقده

  • وقد راح للدنيا النشوز مطلقا

  • بنَفسِيَ مَنْ أفقَدْتُ داراً أنيقَة ً

  • من العيش واستودعت بيداء سملقا

  • وَأبْدَلتُهُ مِنْ ظِلّ فَينَانَ ناضرٍ

  • ظِلالَ صَفيحٍ كالغَمَامِ مُطَبِّقَا

  • وخففت عن أيدي الأقارب ثقله

  • وحملته ثقل الجنادل والنقا

  • جلست عليه طامعاً ثم جاءني

  • مِنَ اليَأسِ أمْرٌ أنْ أخُبّ وَأُعنِقَا

  • وَمَا مِنْ هَوَانٍ خَطّأ التُّرْبَ فَوْقَهُ

  • وخطى له بيتاً من الأمر ضيقا

  • وَقد كانَ فَوْقَ الأرْضِ يُسحِقُ نأيُه

  • فصَارَ وَرَاءَ الأرْضِ أنْأى وَأسحَقَا

  • خَليليّ زُمّا لي مِنَ العِيسِ جَسرَة ً

  • مُضَبَّرَة َ الأضْلاعِ أدْمَاءَ سَهوَقَا

  • تَمُرُّ كَمَا مَرّتْ أوَائِلُ بَارِقٍ

  • يَشُقُّ الدُّجَى وَالعَارِضَ المُتَألّقَا

  • كأن يد القسطار بين فروجها

  • يقلب في الكف اللجين المطرّقا

  • وحطا لجامي في قذال طمرَّة

  • كَأنّ بهَا مِنْ مَيعَة ِ الشّدّ أوْلَقَا

  • تُعِيرُ الفَتَى ظَهراً قَصِيراً، كأنّهُ

  • قَرَا النِّقنِقِ الطّاوِي وَعُنقاً عَشَنَّقَا

  • لَعَلّي أفُوتُ المَوْتَ إنْ جَدّ جَدُّهُ

  • وأعظم ظني أن ينال ويلحقا

  • وهل يأمن الإنسان من فجآته

  • وإن حث بالبيداء خيلا وأينقا

  • لقد سَلّ هذا الرُّزْءُ من عينيَ الكَرَى

  • وغصص بالماء الزلال وأشرقا

  • ومما يعزى المرء ما شاء أنه

  • يَرَى نَفْسَهُ في المَيّتِينَ مُعَرِّقَا

  • ولو غير هذا الموت نالك ظفره

  • وَوَلاّكَ غَرْباً للمَنَايَا مُذَلَّقَا

  • لكان وراء الثار منا .....

  • عَصَائِبُ تَختَارُ المَنُونَ عَلى البَقَا

  • إذا ضَرَبُوا رَدّوا الحَديدَ مُثَلَّماً

  • وَإنْ طَعَنُوا رَدّوا الوَشيجَ مُدَقَّقَا

  • بِكُلّ قَصِيرٍ يَفلِقُ الهَامَ أبيَض

  • وكل طويل يهتك السرد أورقا

  • إذا اهتَزّ مِنْ خَلْفِ السّنانِ حَسِبتَه

  • بأعلى النجاد الأرقم المتشدقا

  • وَلَكِنّهُ القِرْنُ الّذي لا نَرُدُّهُ

  • وَهَلْ لامرِىء ٍ رَدٌّ إذا اللّيثُ حَقّقَا

  • يقود الفتى ما زم بالضيم أنفه

  • وقد قاد أبطالاً وقد جر فيلقا

  • مشقق أعراف الخطابة صامت

  • وَلاقي صُدُورِ الخَيلِ يَوْمَ الوَغَى لَقَا

  • ولم تغن عنه الخط قوّم درؤها

  • وَلا البِيضُ أجرَى القينُ فيهنّ رَوْنَقَا

  • سَقَاهُ، وَإنْ لمْ تُرْوَ للقَلْبِ غُلّة ٌ

  • وما كان ظني أن أقول له سقا

  • وَلا زَالَتِ الأنْوَاءُ تَحْبُوهُ مُرْعِداً

  • مِنَ المُزْنِ مَلآنَ الحَيازِيمِ مُبْرِقَا

  • إذا قيل ولى عاد يحدو عشاره

  • وإن قيل أرقاً دمعة القطر أغدقا

  • وَأعلَمُ أنْ لا يَنفَعُ الغَيثُ هَالِكاً

  • وَلا يَشعُرُ المَندُوبُ بالهَامِ إنْ زَقَا

  • وَلَوْ كَانَ بالسُّقيَا يَعُودُ أنَا لَهُ

  • كمَا لَوْ سُقي عارِي القَضِيبِ لأوْرَقَا

  • وَلَكِنْ أُدارِي خاطِراً مُتَلَهّفاً

  • وقلباً بما خلف التراب معلقا



أعمال أخرى الشريف الرضي



المزيد...

العصور الأدبيه

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك