الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اعاتب لومي وما الذنب واحد >>
قصائدالشريف الرضي
اعاتب لومي وما الذنب واحد
الشريف الرضي
- اعاتب لومي وما الذنب واحد
- وهن الليالي الباديات العوائد
- وَأهْوَنُ شيءٍ في الزّمَانِ خُطُوبُهُ
- اذا لم يعاونها العدو المعاند
- وكيف تلذ العيش عين ثقيلة
- على الخلق أو قلب على الدهر واجد
- وناضبُ مالٍ، وهوَ في الجُودِ فائضٌ
- وناقص حظ وهو في المجد زائد
- تضوت شبابا لم انل فيه سبة
- على ان شيطان البطالة مارد
- وَكُنتُ قَصيرَ الباعِ عَن كُلِّ مُجرِم
- وَمِنْ عُدَدي قَلبٌ جَرِيٌّ وَسَاعِدُ
- وَعِندِي إبَاءٌ لا يَلِينُ لغَامِزٍ
- وَلَوْ نَازَعَتْنِيهِ الرّقَاقُ البَوَارِدُ
- وَكُلُّ فَتىً لَم يَرضَ عَن عَزمَةِ القَنا
- ذليلاً ولو ناجى علاه الفراقد
- و لولا الوزير الازدشيري وحده
- لغاض المعالي والندى والمحامد
- وَسُدّ طَرِيقُ المَجدِ عَن كلّ سالكٍ
- وَضَاقَتْ عَلى الآمَالِ هذي المَوَارِدُ
- فتى نفحتني منه ريح بليلة
- تغادر عودي وهو ريان مائد
- وَمَدّ بضَبْعي يَوُمَ لا العَزْمُ ناصِرٌ
- وَلا الرّمْحُ منّاعٌ، وَلا العَضْبُ ذائِدُ
- وَسَاعَدَ جَدّي في بُلُوغي إلى العُلى
- وَمَا بَلّغَ الآمَالَ إلاّ المُسَاعِدُ
- عَلى حِينَ وَلاّني المُقَارِبُ صَدَّهُ
- وَزَادَ عَلى الصّدّ العَدُوُّ المُبَاعِدُ
- تود العلى طلابها وهو وادع
- ويبلغ ما لم يبلغوا وهو قاعد
- يُخَلّى لَهُ عَنْ كُلّ عِزٍّ وَسُؤدُدٍ
- ويلقى اليه في الامور المقالد
- انيس سروج الخيل في كل ظلمة
- وَبَينَ الغَوَاني مَضْجَعٌ مِنهُ بَارِدُ
- هموم تناجي بالعلاء وهمة
- لهَا فَارِطٌ في كُلّ مَجدٍ وَرَائِدُ
- يعلمه بهرام كل شجاعة
- ويقطعه اقصى المعالي عطارد
- و كيف يغص الاقربون بورده
- وقد نهلت منه الرجال الاباعد
- لك الله ما الآمال الا ركائب
- وانت لها هاد وحاد وقايد
- أبَى لكَ إلاّ الفَضْلَ نَفْسٌ كَرِيمَة ٌ
- وَرَأيٌ إلى فِعْلِ الجَميلِ مُعَاوِدُ
- وَطَوْدٌ مِنَ العَلْيَاءِ مُدّتْ سُموكُهُ
- فَطالَتْ ذُرَاهُ وَاطمَأنّ القَوَاعِدُ
- وَإنّي لأرْجُو مِنْ عَلائِكَ دَوْلَة ً
- تنذلل لي فيها الرقاب العواند
- وَيَوْماً يُظِلّ الخَافِقَيْنِ بِمُزْنَة ِ
- رَذاذٍ، غَوَاديها الرّؤوسُ الشّوَارِدُ
- لا عقد مجداً يعجز الناس حله
- وتنحل من هام الاعادي معاقد
- فَمَنْ ذا يُرَاميني وَلي مِنكَ جِنّة ٌ
- ومن ذا يدانيني ولي منك عاضد
- علي رداء من جمالك واسع
- وعندي عز من جلالك خالد
- وَلَوْ كُنتُ مِمّنْ يَملِكُ المَالُ رِقَّه
- لقلت بعنقي من نداك قلائد
- فلا تتركني عرضة لمضاغن
- يطارد في اضغانه واطارد
- و لولا صدود منك هانت عظائم
- تَشُقّ على غَيرِي وَذَلّتْ شَدائِدُ
- و لكنك المرء الذي تحت سخطه
- أُسُودٌ تَرَامَى بالرّدَى وَأسَاوِدُ
- كانك للارض العريضة مالك
- وَحيداً، وَللدّنْيَا العَظِيمَة ِ وَالِدُ
- فَعَوْداً إلى الحِلْمِ الذِي أنْتَ أهلُهُ
- فمِثْلُكَ بِالإحْسَانِ بَادٍ وَعَائِدُ
- و حام على ما بيننا من قرابة
- فان الذي بيني وبينك شاهد
- وَأَرْعِ مَقَالي مِنكَ أُذْناً سَمِيعَة ً
- لها بلقاء السائلين عوائد
- ومر بجواب يشبه البدء عوده
- ليُرْدِي عَدُوّاً، أوْ لِيكبتَ حاسِدُ
المزيد...
العصور الأدبيه