الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> إلى أينَ مَرْمَى قَصْدِها وَسُرَاهَا >>
قصائدالشريف الرضي
إلى أينَ مَرْمَى قَصْدِها وَسُرَاهَا
الشريف الرضي
- إلى أينَ مَرْمَى قَصْدِها وَسُرَاهَا
- رمى الله من أخفافها بوجاها
- هُوَ اليَأسُ فليُحبَسْ هِبابُ رِقابِها
- كما كان مغرور الرجاء حداها
- رَأتْ لامِعاً، فاستَشرَقَتْ لمَضَائِهِ
- ولو كان من مزنِ الندى لشفاها
- تدافعها الحيّ اللئيم عماية
- وأعرض طوع اللؤم وهو يراها
- فَماطَلَ أصْحابُ الحِياضِ وُرُودَها
- وأعتم أرباب المبيت قراها
- تلطّمها الأيدي القصار عن الرقى
- وخير من الريّ الذليل صداها
- تَرَى كُلّ مَيْلاءِ السّنَامِ كَأنّمَا
- من الطودِ إلاَّ زجوها وخطاها
- مُنَاقِلَة ً تَنْجُو بِزَجْرَة ِ غَيرِهَا
- وترهب سوط المرء راع سواها
- تكاد من الإسراعِ تسبق أمها
- بمنتجها قبل اللقاح أباها
- تعود ولم تشرع بحوض ابن حرة
- ولا عريت عند الكرام ذراها
- رَأينَ دِيَاراً بَينَ بُصْرَى وَجَاسِمٍ
- مَرَاعي ليَوْمٍ لا تَلُسّ خَلاهَا
- نفوس لئام لا تحلّ عقودها
- وأيدي جمود لا ينضّ صفاها
- ألا! لا تَلومُوا ظاعِناً قَذَفَتْ بِهِ
- بنات السُرى عن أرضكم ونواها
- رَعَتْ ذُرْوَة ً فيكُمْ ضُحًى جاشرِيّة ٌ
- فأجْشرْتُ في أوْطانِكُم، وَأعَاهَا
- تحمّل عنها شرّ دار إقامة
- إذا قيل أيّ الأرض قال خلاها
- فكَمْ مُوحَشَاتٍ بالرّفاقِ أزَاحَها
- ولمة ليل بالمطيِّ فلاها
- كان حماكم خطة الخسف للفتى
- إذا سيمها الحرّ الكريم أباها
- ولو بابن ليلى كان ملقى رحالها
- لَطَرّقَ مِنْ حُرّ النُّضَارِ ثَرَاهَا
- تَبايَنتَهَا فِعلاً، فَكَمْ من عَظيمَة ٍ
- أتيت بها مرحولة وكفاها
- حَمَاكَ مُلِمّاً مُنتَضًى لَكَ حَدُّهُ
- وَداهِيَة ً تَشْحُو لِضِغْنِكَ فَاهَا
- غداة أغامت بالعجاج سماؤها
- وَدارتْ عَلى قُطبِ الطّعانِ رَحَاهَا
- إذا السيل والى في الركاءِ سجاله
- وَأنْبَطَ، أَنقَوْتَ النّدى ، وَأمَاهَا
- أرى شجراً طالت وقصّر ظلها
- فَلا أوْرَقَتْ يَوْماً وَطَالَ ذوَاهَا
- ولو جمعت لونين بذل شباكها
- لَطالَبَهَا الرّاجي بِمَنْعِ جَنَاهَا
- أضرّاً ولؤماً لا أباً لأبيكمُ
- سَفَاهاً لرَأيِ العَاجِزِينَ سَفَاهَا
- نلوم أكفّ المحسنين إذا جنت
- فكيف بأيدٍ لا ينال جداها
- ضَلالاً لرَاجي نَشطَة ٍ من رَبيعِكُمْ
- رَمَى الدّاءَ في أكْلائِكُمْ فحَمَاهَا
- وعين رجتكم أن تكونوا جلاءها
- فكُنتُمْ عَلى عَكسِ الرّجاءِ قَذاهَا
- طلبتم ثنائي ثم عفتم سماعه
- كمَنْ خَطَبَ العَذرَاءَ، ثمّ قَلاهَا
- وما كلّ جيد موضع لقلائدي
- ولا قمنٌ من صوغها وحلاها
- فلا تغررن عينيك يا خابط الدجى
- قباب بناها اللؤم حيث بناها
- وَدارُ لِئَامٍ إنْ رَأى الرّكْبُ سَمتَها
- تَحَايَدَ عَنها عامِداً، وَطَوَاهَا
- مَسَاوٍ كَنِيرَانِ البِقَاعِ مُضِيئَة ٍ
- ونار ظلام لا يضيء سناها
- ألا غَنّيَاني بالدّيَارِ، فَإنّني
- أُحِبّ زَرُوداً مَا أقَامَ ثَرَاهَا
- وبين النقا والأنعمين محلة
- حَبِيبٌ لِقَلْبي قَاعُهَا وَرُبَاهَا
- ونعمان يا سقيا لنعمان ما جرت
- عَلَيْهِ النّعَامَى بَعْدَنَا وَصَبَاهَا
- وللقلب عند المأزّمين وجمعها
- دُيُونٌ وَمَضَى خَيفِها وَمِنَاهَا
- وظبي بأطوار الجمار إذا غدا
- رمى كبداً مقروحة ورماها
- وغيداءَ لم تصحبْ سوى الشمس أختها
- وَلا جَاوَرَتْ إلاّ الغَزَالَ أخَاهَا
- وَخُلّة فُرْسَانٍ عُيُونُ ظِبَائِهَا
- أمَضُّ جِرَاحاً مِنْ طِعانِ قَنَاهَا
- هيَ الدّارُ لا دارٌ بأكْنافِ بابِلٍ
- جَدِيرٌ بِضَيْمِ النّازِلِينَ حِمَاهَا
- مَنازِلُ مَمْنُونٌ على الرّكْبِ زَادُها
- نزور على كدّ المطال جداها
- فلا سقيت إلا الصوارم والقنا
- ولا صاب إلا بالدماء حياها
المزيد...
العصور الأدبيه