الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> إلاَّ يَكُنْ نَصْلاً فَغِمْدُ نُصُولِ >>
قصائدالشريف الرضي
إلاَّ يَكُنْ نَصْلاً فَغِمْدُ نُصُولِ
الشريف الرضي
- إلاَّ يَكُنْ نَصْلاً فَغِمْدُ نُصُولِ
- غَالَتْهُ أحْداثُ الزّمَانِ بِغُولِ
- أوْ لا يَكُنْ بِأبي شُبُولٍ ضَيغَمٍ
- تَدْمى أظافره فأم شبول
- تلك الغمامة كان بارق خالها
- لو أنْسَتِ الأيام غير مُخيل
- كُنّا نُؤمّلُ أنْ نُجَلّي صَوْبَهَا
- عَنْ أخضَرٍ غَضّ الجَنَى مَطلُولِ
- لَوْلا طِلابُ النّصْلِ يُورِقُ عُودُهُ
- بات النّساء سدى بغير بعول
- ولربما بكيَ الفقيد لنفسه
- أوْ للمَطَامِعِ فِيهِ وَالتّأمِيلِ
- أتُرَى بِمَا نغتَرُّ مِنْ أيّامِنَا
- وَنُطِيلُ مِنْ أمَلٍ لَهُنّ طَوِيلِ
- أَبوردها المطروق أو بنعيمها
- ـمَمْذُوقِ، أمْ ميعَادِها المَمْطُولِ
- نَرْجُو البَقَاءَ، كَأنّنَا لمْ نَخْتَبِرْ
- عادات هذا العالم المجبول
- لَوْ أنّ غَيرَ يَدِ الزّمَانِ تُرِيعُني
- وَتَفُلّ حَدّ مَعَاشِرِي وَقَبيلي
- للويت من دون المذلة جانبي
- وجررت عن دار الهوان ذيولي
- لكن سلطان الليالي غالب
- عزمي وقطاع عليَّ سبيلي
- قدرت فذل لها العزيز مهابة
- لَيسَ الذّلِيلُ لِقَادِرِ بِذَلِيلِ
- وهو الزَّمانُ يبيحُ كلَّ ممنع
- ويغضّ من طمحات كلّ جليلِ
- من بين مجروح بحد نيوبه
- يدمى وبين مبضّع مأكولُ
- أعدَى جَذيمَة َ بالرّدَى وَعَدا عَلى
- رِدْفيْ جذيمة مالكٍ وعقيلِ
- واستنزلَ الأذواءَ عن نجواتهم
- فغدوا ذوي ضَرَع وطول خمولِ
- وحدا بآل المنذرين فودعوا
- بالحيرة البيضاء كل مَقيلِ
- وسطا على أبناء قيصر سطوة
- أمماً فأجلت عن دم مطلول
- وَأعَادَ إيوَانَ المَدائِنِ مَحْرَماً
- عُريان من بُرد العلى المسدول
- واستل منه مالكية ودونهم
- عَدَدُ الدّرَارِي مِنْ قَناً وَخُيُولِ
- وَهَوَى بِتيجَانِ الجَبَابِرَة ِ الأُلى
- عن كل مطرور الغرار صقيل
- بلَّتْ مفارقهم دماً ولطالما
- عَرَفُوا بِمِسْكٍ فَوْقَهُنّ بَلِيلِ
- أو بعد ما رفعوا القباب وخولوا
- في ظلّ ممتنع المقام ظليل
- مِنْ كُلّ أغْلَبَ كانَ يَحسَبُ عهدَه
- في العزّ والعليا غَير مُحيلِ
- وَيَظُنّ أنْ لَوْ طَاوَلَتْهُ مَنِيّة ٌ
- لأَبى إباءَ المصعب المعقول
- أو لو طغى غرب الفرات لرده
- مُتَقَطّعاً، وَأقَامَ مَدَّ النّيلِ
- نزل القضاء به فعاد كأنهُ
- لَمْ يَغنَ أمْسِ بِطَارِقٍ وَنَزِيلِ
- صَبْراً جَمِيلاً يَا عَليّ، فرُبّمَا
- صبر الفتى والصبر غير جميل
- لَوْ كُنتُ أعلَمُ أنّ وَجْداً نَافِعٌ
- لقدحت فيك بزفرة وغليل
- وجعلتُ تصعيب المصاب معظماً
- من شأنه بدلاً من التسهيل
- لَكِنّهَا الأقدارُ يَمضِي حُكْمُهَا
- أبَداً عَلى الأُصْعُوبِ وَالأُذْلُولِ
- ولربما ابتسم الفتى وفؤاده
- شرق الجنان برنة وعويل
- ولربما احتمل اللبيب مموها
- عَضَّ الزّمَانِ بِبِشْرِهِ المَبْذُولِ
- وَغَطَي عَلى تِلْكَ الجِرَاحِ، كأنّه
- مَا آبَ مِنْهُ بغارِبٍ مَخْزُولِ
المزيد...
العصور الأدبيه