قصائدالشريف الرضي



إبَاءٌ أقَامَ الدّهْرَ عَنّي وَأقْعَدَا
الشريف الرضي



  • إبَاءٌ أقَامَ الدّهْرَ عَنّي وَأقْعَدَا

  • وصبر على الأيام أنأى وأبعدا

  • وقلب تقاضاه الجوانح انة

  • إذا رَاحَ مَلآناً مِنَ الهَمّ، أوْ غَدَا

  • أخُوذٌ عَلى أيدي المَطامِعِ بالنّوَى

  • نِزَاعاً، وَمَا يَزْدادُ إلاّ تَبَعُّدَا

  • إذا ركبت اماله ظهر نية

  • رَأيْتَ غُلاماً غَائِرَ الشّوْقِ مُتجِدَا

  • غذي زماع لا يمل كأنما

  • يَرَى اللّيلَ كُوراً وَالمَجَرّة َ مِقوَدَا

  • يُلَثِّمُ عِرْنِينَ الحُسَامِ بِهِمّة ٍ

  • تُكَلّفُهُ خَوْضَ اللّيَالي مُجَرَّدَا

  • أيَا خَاطِباً ودّي عَلى النّأيِ، إنّني

  • صَديقُكَ إنْ كنتَ الحُسامَ المُهَنّدَا

  • فَإنّي رَأيْتُ السّيْفَ أنصَرَ للفَتَى

  • إذا قَالَ قَوْلاً مَاضِياً أوْ تَوَعّدَا

  • أرَى بَينَ نَيْلِ العِزّ وَالذّلّ سَاعَة ً

  • مِنَ الطّعنِ تَقتادُ الوَشيجَ المُقَصَّدَا

  • فَمَنْ أخّرَتْهُ نَفْسُهُ ماتَ عاجِزاً

  • و من قدمته نفسه مات سيدا

  • إذا كَانَ إقدامُ الفَتَى ضَائِراً لَهُ

  • فَما المَجدُ مَطلُوباً، وَلا العزُّ مُفتدَى

  • فِدًى لابنِ عبّادِ ضَنِينٌ بِنَفْسِهِ

  • إذا نقض الروع الطراف الممددا

  • وَدَبّرَ أطْرَافَ الرّمَاحِ، وَإنّمَا

  • يدبر قبل الطعن رأيا مسددا

  • به طال من خطوي وكنت كانني

  • مشيت الى نيل المعالي مقيدا

  • وَمَنْ ماتَ في حَبسِ المَذَلّة ِ قَلْبُهُ

  • رَأى العزَّ في دارِ المَذَلّة ِ مَوْلِدَا

  • يَسُرّ الفَتَى حَملُ النّجَادِ، وَرُبّما

  • رأى حتفه في صفحتي ما تقلدا

  • لنال المعالي من يدل بنفسه

  • وَلا يَذْخَرُ الآبَاءَ مَجْداً مُوَطَّدَا

  • و ما يستفاد العز من شيمة الفتى

  • اذا كان في دين المعالي مقلدا

  • أبَا قَاسِمٍ هذا الذي كُنتُ رَاجِياً

  • لا رغم اعداءً واكبت حسدا

  • لَئِنْ كنتُ في مَدحِ العُلى فَاغراً فماً

  • وان ظمئت امالنا كنت موردا

  • فَيا لَيتَ رُعيَانَ القَضِيمَة ِ خَيّرُوا

  • لَبِستُ إلَيكَ الشّرْعَبيّ المُعَضَّدَا

  • و لو كان لا يجني على المرء بأسه

  • لَدَرّعَني العَزْمُ الدِّلاصَ المُسَرَّدَا

  • وَلَيْلٍ دَفَعْنَاهُ إلَيْكَ، كَأنّما

  • دفعنا به لجا من اليم مزبدا

  • وَشَمسٍ خَلَعناها عَلَيكَ مَرِيضَة ً

  • وكنا لبسناها رداء موردا

  • وَمَلكٍ أنِفْنَا أنْ نُقِيمَ بِبَابِهِ

  • فَزَوّدَنَا زَادَ امرِىء ٍ مَا تَزَوّدَا

  • وَأمْرَدَ حَيٍّ مُلْتَحِ بِلِثَامِهِ

  • يَطولُ جَوَاداً قادحَ السّنّ أجرَدَا

  • رَأى أرْجلَ الخُوصِ الخِماصِ كأنّما

  • تُسَالِبُ أيْدِيهَا النَّجَاءَ العَمَرّدَا

  • تركنا لا يد العيس ما خلف ظهرها

  • وَمَنْ ذَلّ في دارٍ رَأى البُعدَ أحمَدَا

  • وَسِرْنا عَلى رُغْمِ الظّلامِ كَأنّنَا

  • بدور تلاقي من جنابك اسعدا

  • تركت اليك الناس طراً كانني

  • أرَى كلّ مَحجوبٍ بَعِيراً مُعَبَّدَا

  • باني رعيت العز غضاً مجددا

  • فلله نور في محياك انه

  • يمزق جلبابا من الليل اربدا

  • وَلِلَّهِ مَا ضَمّتْ ثَنَايَاكَ، إنّهَا

  • ثَنَايَا جِبَالٍ تُطلِعُ البأسَ وَالنّدَى

  • أغِرْ ضَوْءَها، يا قِبلَة َ المجْد، إنّني

  • ارى غرر الامال نحوك سجدا

  • وَأنتَ الذي ما احتَلّ في الأرْضِ مقعداً

  • من الجد الا شتق في الجومصعدا

  • إذا ظَمِئَتْ عِيسٌ إلَيكَ، فإنّمَا

  • حقائبها تروي لجينا وعسجدا

  • تُكَتِّمُكَ الأسْرَارُ حَزْماً وَفِطنَة ً

  • وَتَفْضَحُكَ الآرَاءُ عِزّاً وَسُؤدُدَا

  • وَما كنتَ إلاّ السّيفَ يُعرَفُ مُنتَضًى

  • وَيُنكَرُ في بَعضِ المَوَاطنِ مُغمَدَا

  • وَحَيٍّ جُلالٍ قَدْ صَبَحتَ بِغَارَة ٍ

  • من الخيل يستاق النعام المشردا

  • وَيَوْمٍ مِنَ الأيّامِ شَوّهْتَ وَجْهَهُ

  • بأغبَرَ كَدَّ الطّيرَ حَتّى تَبَلّدَا

  • رَمَتْ بكَ أقصَى المَجدِ نفسٌ شرِيفة ٌ

  • وقلب جريء لا يخاف من الردى

  • و همة مقدام على كل فتكة

  • يفارق فيها طبعه ما تعودا

  • مقيم بصحراء الضغائن مصحرا

  • اذا اخمدت من نارها اوقدا

  • لَكَ القَلَمُ المَاضِي الذي لَوْ قَرَنْتَهُ

  • بجَرْيِ العَوَالي كَانَ أجرَى وَأجوَدَا

  • إذا انْسَلّ مِنْ عَقْدِ البَنَانِ حَسبتهُ

  • يحوك على القرطاس برداً معمدا

  • يُغازِلُ مِنْهُ الخَطُّ عَيْناً كَحِيلَة ً

  • إذا عَادَ يَوْماً ناظِرُ الرّمحِ أرْمَدَا

  • و ان مج نصل من دم الصرب احمرا

  • أرَاقَ دَماً من مَقتَلِ الخَطبِ أسوَدَا

  • اذا استرعفته همة منك غادرت

  • قَوَادِمَهُ تَجرِي وَعيداً وَمَوْعِدَا

  • ساثني باشعاري عليك فانني

  • رأيت مسود القوم يطري المسودا

  • فما عرفتني الارض غيرك مطلبا

  • وَلا بَلّغَتْني العِيسُ إلاّكَ مَقصَدَا

  • ألا إنّ تَرْكَ الحَمدِ تَبخيلُ مُحسِنٍ

  • وما بذل المعطاء الا ليحمدا

  • فَإنّي إلى غَيرِ النّدَى باسِطٌ يَدَا

  • خطبت اليك الود لاشيء غيره

  • وَودُّ الفَتَى كالبِرّ يُعطَى وَيُجتَدَى

  • دعاني اليك العز حتى اجبته

  • وَمَنْ طَلَبَتْهُ جُمَّة ُ المَاء أوْرَدَا

  • وَإنّي لأرْجُو مِنْ جِوَارِكَ فَعْلَة ً

  • أغيظُ بِهَا الحُسّادَ مَثنًى وَمَوْحَدَا

  • و مدحك هذا بكر مدحٍ مدحته

  • وَكنتُ أرُوضُ القَوْلَ حتّى تَسَدّدَا

  • وَلَوْ عَلِقَتْ مِنّي بغَيرِكَ مَدْحَة ٌ

  • لَكُنتُ كمَنْ يَعتاضُ بالمَاءِ جَلمَدَا

  • و لست براض هذه لك تحفة

  • أُضَمّنُهَا فِيكَ الثّنَاءُ المُخَلَّدَا

  • فَإنْ كان شِعرِي فاتَكَ اليَوْمَ آبِياً

  • عَليّ، فإنّي سَوْفَ أعطيكَهُ عَدَا

  • وَلَوْلاكَ ما أوْمَى إلى المَدحِ شَاعِرٌ

  • يعد عليا للعلى ومحمدا

  • أبُوهُ أبُوهُ المُسْتَطيلُ بِنَفْسِهِ

  • على العز مصروفاً به ومقلدا

  • فتى سنه عن خمسه عشرة حجة

  • تربى له فضلاً ومجدا ومحتدا

  • فَتيُّ الصِّبَا كَهلُ الفَضَائِلِ ما مشَى

  • إلى العُمرِ إلاّ احتَلّ في الفضْلِ مقعدَا

  • حديثاً ولا يدعو من الناس منجدا

  • وَلا طالِباً مِنْ دَهْرِهِ فَوْقَ قُوتِهِ

  • كفاني من الغدران ما نقع الصدا

  • سَأحمَدُ عَيشاً صَانَ وَجهي بمائِهِ

  • وان كان ما اعطى قليلاً مصردا

  • و قالوا لقاء الناس انس وراحة

  • ولو كنت ارضى الناس ماكنت مفردا

  • طربت إلى الفضل الذي فيك وانتشى

  • لذِكرِكَ شِعْرِي رَاقِداً وَمُسَهَّدَا

  • وَما كنتُ إلاّ عاشِقاً ضَاعَ شَجْوُهُ

  • فَأصْبَحَ يَسْتَملي الحَمَامَ المُغَرِّدَا

  • و ليس عجيباً ان طغى فيك مقول

  • رَآكَ حَقيقاً في المَعالي، فَجَوّدَا

  • بعدت عن الاتشاد من غير رغبة

  • وَلكِنّني استَخلَفتُ نُعماكَ مُنشِدَا

  • فمرني بأمر قبل موتي فانني

  • ارى المرء لا يبقى وان بعد المدى

  • وَمَا المَيتُ إلاّ رَاحِلٌ كَرِهَ النّوَى

  • وَأعْجَلَهُ المِقْدارُ أنْ يَتَزَوّدَا



أعمال أخرى الشريف الرضي



المزيد...

العصور الأدبيه



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك