الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أما لو لم تعاقره العقار >>
قصائدالشريف الرضي
- أما لو لم تعاقره العقار
- عقار الشوق مازجه الوقار
- وقفنا نغصب الأجفان ماءً
- لَهُ مِنْ نَارِ أضْلُعِنَا انْتِصَارُ
- فَكَمْ مِنْ نَشْوَة ٍ للشّوْقِ تَهفُو
- بِصَبْرٍ مَسّهُ مِنْهَا خُمَارُ
- سقى دور السحاب صدى ربوع
- بما يظمى اليهن المزار
- وجاذبها فضول المحل عنها
- بِأيْمانٍ مِنَ الخِصْبِ القِطَارُ
- ليالي يوقظ التذكار شوقي
- وَهَجْعَة ُ سَلْوَتي فِيهَا غِرَارُ
- ألا إنّ الزّمَانَ قَضَى عَلَيْنَا
- باحداث لنا فيها اعتبار
- اذا ما الخطب ضللنا دجاه
- انارت من تحاربنا منار
- نَصُدّ عَنِ الحَيَا، وَالجَوُّ مَاءٌ
- وَنَسْتَلِمُ الثّرَى ، وَالأرْضُ نَارُ
- سَرَيْنَا في ضَمِيرِ البِيدِ حَتّى
- تَرَكْنَاهَا، وَنَحْنُ لَهَا شِعَارُ
- أيَا للمَجْدِ مِنْ قَوْمٍ لِئَامٍ
- ألاَ حُرٌّ عَلى عِرْضٍ يَغَارُ
- فاشجعهم اذا فزعوا جبان
- واذكاهم اذا نطقوا حمار
- لَبُونُكُمُ تَدُرّ لأبْعَدِيكُمْ
- وَعِنْدِي الذِّينُ مِنهَا وَالنّفَارُ
- لغيري ضوء ناركم وعندي
- دواخنها السواطع والاوار
- وَجُرْدٍ قَدْ لَبِسْنَ ثيَابَ لَيْلٍ
- ضوامر في اياطلها اقورار
- بركب ترعد الظلماء منهم
- فَيَستُرُهَا مِنَ الجَزَعِ النّهَارُ
- يهلل نسج ثوب من عجاج
- تَشُفّ وَرَاءَ طُرّتِهِ الشّفَارُ
- سَتَرْنَ الجَوّ بالقَسطَالِ حَتّى
- كَأنّ البَدْرَ أضْمَرَهُ السِّرَارُ
- ويوم سلطت فيه العوالي
- على الارواح واخترم الذمار
- نعانق فيه ابكار المنايا
- وهن لغير انفسنا ظوار
- وَقَدْ حَجَزَ العَجاجُ، فَلا نجَاءٌ
- وقد ضاق المجلل فلا قرار
- وَمِلْنَا بِالجِيَادِ عَلى وَجَاهَا
- وَقَدْ دَميَ الشّكَائِمُ وَالعِذَارُ
- وَقَدْ وَسَمَتْ حَوَافِرُهَا كؤوساً
- ومن علق الدماء لها عقار
- واجرى الضرب في الاحشاء غدراً
- تبرض مائها الاسل الحرار
- ضربن لنا النسور رواق ظل
- تَلُوذُ بِحَقْوَة ِ القُبّ المِهَارُ
- تحل الهام فيه بالمواضي
- وفي الاعناق حبل ردى مغار
- تخوض ترائكا منها لجينا
- وتصدر وهي من علق نضار
- بِضَرْبٍ يَنْثُرُ الشّفَرَاتِ، حتّى
- لها في كل جانحة غرار
- بكل فتى يزل العار عنه
- إذا مَا هَزّ ضَبْعَيْهِ الفَخَارُ
- حُسَامٌ لا يَضِبّ عَلَيْهِ غِمْدٌ
- وليث لا يطل عليه زار
- تَألّفُ حَدَّ صَارِمِهِ المَنَايَا
- وَفيهَا عَنْ حُشَاشَتِهِ ازْوِرَارُ
- يُجَرِّدُ مِعْصَماً مِنْ صَدْرِ رُمْحٍ
- وَيَرْجِعُ، وَالفُؤادُ لَهُ سِوَارُ
- وَسُمْرِ الخَطّ تَعْثُرُ بِالهَوَادِي
- فيجذبها الى المهج العثار
- وكم من طعنة في رحب صدر
- يجوز بها الى القلب الصدار
- فَلَوْلا أنّهَا فَهَقَتْ نَجِيعاً
- تخرقها لوسعتها الغبار
- وقد جثم الردى في كل سهم
- لَهُ في كُلّ حَيزُومٍ مَطَارُ
- اذا اختارت بنو قيس نزالي
- رجعت وللردى فيها الخيار
- برمح طرفه يزداد لحظاً
- إذا مَا غَضّ مِنْهُ دَمٌ مُمَارُ
- صَمُوتٌ بَينَ أطْرَافِ العَوَالي
- وَفي طَعْنِ القُلُوبِ لَهُ خُوَارُ
- اذا سالت عواليه بحتف
- فليس لها سوى قبلب قرار
- يصد حسامهم عن ماء قلبي
- واعلم ان غربيه حرار
- وَيَنكُصُ رُمحُهُمْ في الطّعنِ حتّى
- كأن كعوبه عني قصار
- عقاب النصر تحتهم مهيض
- وَنَسْرُ المَوْتِ فَوْقَهُمُ مُطَارُ
- لَقَدْ أضْحَكْتُ عَنّي آلَ فِهرٍ
- بارماح بكت فيها نزار
- هُمُ شُهبٌ، إذا اتّقَدُوا لحَرْبٍ
- فخِرْصَانُ الرّمَاحِ لهَا شِرَارُ
- اذا وقفت قناهم عن طعان
- فليس لها سوى الموت انتظار
- إذا اطّرَدَتْ أكُفُّهُمُ بِجُودٍ
- اسرت مائها السحب الغزار
- بهِمْ ألِفَ الضّرَائِبَ حَدُّ سَيفي
- وشجعني على الطلب الخطار
المزيد...
العصور الأدبيه