الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أقول لركب رائحين لعلكم >>
قصائدالشريف الرضي
- أقول لركب رائحين لعلكم
- تَحِلّونَ مِنْ بَعدي العَقيقَ اليَمانيَا
- خذوا نظرة مني فلاقوا بها الحمى
- وَنَجداً وَكُثبانَ اللّوَى وَالمَطالِيَا
- ومرّوا على أبيات حيّ برامة
- فَقُولُوا: لَديغٌ يَبتَغي اليَوْمَ رَاقِيَا
- عَدِمْتُ دَوَائي بالعِرَاقِ فَرُبّمَا
- وَجَدْتُمْ بِنَجدٍ لي طَبيباً مُداوِيَا
- وقولوا لجيران على الخيفِ من منى
- تُرَاكُمْ مَنِ استَبدَلتُمُ بجِوَارِيَا
- ومن حل ذاك الشعب بعدي وراشقت
- لواحظه تلك الظباء الجوازيا
- ومن ورد الماء الذي كنت وارداً
- بهِ وَرَعَى الرّوْضَ الذي كنتُ رَاعِيَا
- فوالهفتي كم لي على الخيفِ شهقة
- تَذُوبُ عَلَيها قِطعَة ٌ مِن فُؤادِيَا
- صَفا العَيشُ من بَعدي لحَيٍّ على النّقا
- حلفتُ لهمْ لا أقرَبُ المَاءَ صَافِيَا
- فَيَا جَبَلَ الرّيّانِ إنْ تَعرَ مِنهُمُ
- فإنّي سَأكْسُوكَ الدّموعَ الجَوَارِيَا
- ويا قرب ما أنكرتمُ العهد بيننا
- نَسيتُمْ وَما استَوْدَعتُمُ الوُدّ ناسِيَا
- أأنكرتمُ تسليمنا ليلة النّقا
- وموقفنا نرمي الجمار لياليا
- عَشِيّة َ جَارَاني بِعَيْنَيْهِ شَادِنٌ
- حديث النوى حتي رمى بي المراميا
- رمى مقتلي من بين سجفي عبيطه
- فيا راميا لا مسّك السوء راميا
- فيا ليتني لم أعل نشزاً إليكمُ
- حراماً ولو أهبط من الأرضِ واديا
- ولم أدر ما جمعٌ وما جمرنا منى
- ولم ألقَ في اللاقين حيّاً يمانيا
- ويا ويح قلبي كيف زايدت في منى ً
- بذي البَانِ لا يُشرَينَ إلاّ غَوَالِيَا
- ترحلت عنكم لي أماميَ نظرة
- وعشر وعشر نحوكم لي ورائيا
- وَمِنْ حَذَرٍ لا أسألُ الرّكْبَ عنكُمُ
- وَأعلاقُ وَجْدي باقِيَاتٌ كما هِيَا
- ومن يسأل الركبان عن كل غائب
- فلا بدّ أن يلقى بشيراً وناعيا
- وما مغزل أدماء تزجي بروضة
- طَلاً قاصِراً عن غايَة ِ السّرْبِ وَانِيَا
- لها بغمات خلفه تزعج الحشى
- كجس العذارى يختبرن الملاهيا
- يحور إليها بالبغام فتنثني
- كما التفت المطلوب يخشى الأعاديا
- بأروع من ظمياء قلباً ومهجة
- غداة سمعنا للتفرّق داعيا
- تودعنا ما بين شكوى وعبرة
- وقد أصبح الركب العراقيّ غاديا
- فلم أرَ يوم النفر أكثر ضاحكاً
- ولم أرَ يوم النّفر أكثر باكيا
المزيد...
العصور الأدبيه