الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أغر أياميَ مني ذا الطللْ >>
قصائدالشريف الرضي
أغر أياميَ مني ذا الطللْ
الشريف الرضي
- أغر أياميَ مني ذا الطللْ
- وإنها ما حمّلتني أحتمل
- وَأنّني بَقِيّة ُ البُزْلِ الأُوَلْ
- قد يجسر العود على طول العمل
- شَيْبٌ وَمَا جُزْتُ الثّلاثِينَ نزَلْ
- نزول ضيف ببخيل ذي علل
- يصرِفُ عنه السّمعَ إن رَغا الجَمَلْ
- وَلا يَقُولُ إنْ أنَاخَ: حيّ هَلْ
- كَأنّهُ لَمّا طَرَا عَلى عَجَلْ
- سَوَادُ نَبْتٍ عَمَّهُ بَياضُ طَلّ
- يجيءُ بالهم ويمضى بالأجل
- فأُوهِ إنْ حَلّ، وَوَاهاً إنْ رَحَلْ
- أبدَلٌ مِنَ الشّبَابِ لا بَدَلْ
- سِرْعَانَ مَا رَقّ الأديمُ وَنَغِلْ
- هل ينفعنّي في الوهاد والقلل
- مد العَلابيّ من النوق الذُلَلْ
- في فِتيَة ٍ عَوّدَهم جَوْبُ السُّبلْ
- أنْ يَشرَبوا ماءَهُم عَلى المَقَلْ
- يَنْضُونَ باللّيْلِ غُلالاتِ الكَسلْ
- ويستسلون الكرى من المقل
- إذا دعوا للطعن والخطبُ جلل
- حسبت أيديهم من القنا الذُبل
- يُبقُونَ آثَاراً مِنَ الطّعنِ نَجَلْ
- من كل فوهاء كما ضغ الوعل
- يطمعُ في حاملها السمع الأزل
- يقول من عاينها من الوجل
- كذا الطعان لا عمى ً ولا شلل
- في كلّ يَوْمٍ أنا مِخماصُ الأُصُلْ
- آكلُ بالميس غوارب الإبل
- أهْدُمُ مَا يَبني السّنَامُ وَالكَفَلْ
- بين عجاريف العنيق والرمل
- مُشتَملاً بُرْدَ الجَنوبِ وَالشَّملْ
- وَطالعاً مَعَ الشّميطِ ذي الشُّعَلْ
- وَغارِباً مَعَ الظّلامِ وَالطَّفَلْ
- تَعَرُّضاً للرّزْقِ وَالرّزْقُ أشَلّ
- وشنج الكف إذا قيل بذل
- رِدْ ما سقاك الدّهر علا ونهل
- وَما حَذَتكَ النّائِباتُ، فانتَعِلْ
- ما دُمتَ جَثّاماً عَلى نِضْوِ الإبلْ
- مُسَوَّفاً في كُلّ يَوْمٍ بالرِّحَلْ
- مَن لمْ يُعَانِ الغَزْوَ لمْ يُعطَ النَّفَلْ
- قد انقضى العمرُ وأنتَ في شغل
- فاجسُرْ على الأهوَالِ إن كنتَ رَجُل
- وَنَلْ بأطرَافِ القَنا مَا لمْ يُنَلْ
- من طلب العز بغير السيف ذل
- وأمش إلى المجد ولو على الأسل
- وَانجُ من الهُونِ كما يَنجو البَطَلْ
- من لم يئل من بعدها فلا وأل
المزيد...
العصور الأدبيه