الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أحظَى المُلُوكِ مِنَ الأيّامِ وَالدّوَلِ >>
قصائدالشريف الرضي
أحظَى المُلُوكِ مِنَ الأيّامِ وَالدّوَلِ
الشريف الرضي
- أحظَى المُلُوكِ مِنَ الأيّامِ وَالدّوَلِ
- من لا ينام غير البيض والأسل
- وَأشرَفُ النّاسِ مَشْغُولٌ بِهِمّتِهِ
- مُدَفَّعٌ بَينَ أطرَافِ القَنَا الذُّبُلِ
- تطغى على قصب الأبطال نخوته
- وقائم السيف مندوب إلى القلل
- ما زلت أبحت أمري عن عواقبه
- حتى رأيت حلول العز في الحل
- وَفي التغَرّبِ إلاّ عَنْكَ مَغْنَمَة ٌ
- وَمَنبِتُ الرّزْقِ بَينَ الكُورِ وَالجَمَلِ
- لَوْلا الكِرَامُ أصَابَ النّاسَ كُلَّهُمُ
- داء البعاد عن الأوطان والحُلل
- نَرْجُو، وَبَعضُ رَجَاءِ النّاسِ مَتعَبة ٌ
- قد ضاع دمعك ياباكٍ على الطلل
- كم اغتربت عن الدنيا وما فطنت
- بي المَهَامِهُ حَتّى جَازَني أمَلي
- في فِتيَة ٍ رَكبُوا أعرَاصَهُمْ وَرَمَوْا
- بالذّلّ خَلْفَ ظُهُورِ الخَيلِ وَالإبلِ
- وَالمَاءُ إنْ صَفِرَتْ مِنْهُ مَزَادُهُمُ
- شربته من بطون الأينق البزل
- إيهٍ لَقَدْ أسَرَ الدّنْيَا بنَجدَتِهِ
- أبو الفوارس والإقدام للبطل
- صان الظبى واستلد الرأي وانكشفت
- لَهُ العَوَاقِبُ بَينَ الهَمْ وَالجَذَلِ
- ماضٍ عَلى الهَوْلِ طَلاّعٌ بِغُرّتِهِ
- على الحوادث مقدام على الأجل
- هُنّئْتَ، يا مَلِكَ الأمْلاكِ، منزِلَة ً
- رَدّتْ عَلَيكَ بَهاءَ الأعصُرِ الأُوَلِ
- دَعَاكَ رَبُّ المَعَالي زَيْنَ مِلّتِهِ
- وملَّة أنت فيها أعظم الملل
- صَدَمتَ بَغدادَ، وَالأيّامُ غافِلَة ٌ
- كالسيل يأنف أن يأتي على مهل
- بِكُلّ أبْلَجَ مَعرُوفٍ بطَلعَتِهِ
- إذا تناكر ليل الحادث الجلل
- يا قائد الخيل إن كان السنان فماً
- فإن رمحك مشتاق إلى القبل
- وكَم مَدَدتَ على الأقرَانِ مِن رَهَجٍ
- في لَيلَة ٍ تَغدُرُ الألحَاظُ بالمُقَلِ
- ومستغرين ما زالت قلوبهم
- تبدد الرأي بين الريث والعجل
- حتى أخذت عليهم حتف أنفسهم
- ما أظلَموا ببُرُوقِ العارِضِ الهَطِلِ
- رَأوْا مَقَامَكَ، فازْوَرّتْ عُيُونُهُمُ
- ما كل لحظ إلى الآماق من قَبَل
- لله زهرة ملك قام حاسدها
- وَليسَ يَعلَمُ أنّ الشمسَ في الحَمَلِ
- لا تأسفن من الدنيا على سلف
- فاخر الشهد فينا أعذب العسل
- ولا تبال بفعل إن هممت به
- ولو رمى بك بين العذر والعذل
- لا تمشين إلى أمر تعاب به
- فقلّما تفطن الأيام بالزلل
- لله أي فتى أمست لبانته
- رَذِيّة ً بَينَ أيدي العِيسِ وَالسُّبُلِ
- لا يَنْشُدُ الحُبُّ رَأياً كَانَ أصْلَحَهُ
- إذا الفَتَى طَرَدَ الآرَاءَ بالغَزَلِ
- رَآكَ أشرَفَ مَمْدُوحٍ لمُمتَدِحٍ
- وَخَيرُ مَنْ شَرَعَتْ فيهِ يَدُ الأمَلِ
- نحَا لنَحوِكَ لا يَلوِي عَلى أحَدٍ
- أن المقيم عن النزاع في شغل
- وَلَيسَ يأتَلِفُ الإحسَانُ في مَلِكٍ
- حتّى يُؤلِّفَ بَينَ القَوْلِ وَالعَمَلِ
- فَمَا أمَلُّ مَدِيحاً أنْتَ سَامِعُهُ
- وَعاشِقُ العِزّ لا يُؤتَى مِنَ المَلَلِ
- ما عذر مثلي في نقص وقولته
- إني الرضيُّ وجدي خاتم الرسل
- هذا أبي والذي أرجو النجاح به
- أدعوه منك طليق الهم والجذل
- لولاك ما انفسحت في العيش همته
- ولا أقر عيون الخيل والخول
- حَطَطتَهُ مِنْ ذُرَى صَمّاءَ شَاهقَة ٍ
- مِنَ الزّمَانِ عَلَيها غَيرُ مُحتَفِلِ
- تلعاء عالية الأرداف تحسبها
- رِشَاءَ عَادِيّة ٍ مُستَحَصَدِ الطُّوَلِ
- تَلقَى ذَوَائِبَهَا في الجَوّ ذاهِبَة ً
- يلفها البرق بالأطواد والقلل
- وأنت طوقته بالمن جامعة
- قامَتْ عَلَيهِ مَقامَ الحَليِ وَالحُلَلِ
- أوسعته فرأى الآمال واسعة
- وَكُلُّ ساكِنِ ضِيقٍ وَاسِعُ الأمَلِ
- جذبت من لهوات الموت مهجته
- وكان يطرف في الدنيا على وجل
- ما كان إلا حساماً أغمدته يد
- ثمّ انتَضَتهُ اليَدُ الأخرَى على عَجَلِ
- فأقذف به ثُغر الأهوال منصلتاً
- واستنصر الليث أن الخيس للوعل
- وَلا تُطيعَنّ فيهِ قَوْلَ حَاسِدِهِ
- إنّ العَليلَ لَيَرْمي النّاسَ بالعِلَلِ
- أولى بتكرمة من كان يحمدها
- والحمد يقطع بين الجود والبخل
- كَفَاكَ مَنظَرُهُ إيضَاحَ مَخبَرِهِ
- في حمرة الخد ما يغني عن الخجل
- تحمل الشرف العالي وكم شرف
- غَطّى عَلَيهِ رِداءُ العَيّ وَالخَطَلِ
- أويته من نزال المستطيل إلى
- مرعى أنيق وظل غير منتقل
- إنّا لَنَرْجُوكَ، وَالأيّامُ رَاغِمَة ٌ
- والروض يرجو نوال العارض الخضل
- تَبلَى بدَوْلَتِكَ الدّنْيَا، وَحاشَ لها
- أن لا يكون علينا أبرك الدول
المزيد...
العصور الأدبيه