الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أتُذْكِرَاني طَلَبَ الطّوَائِلِ >>
قصائدالشريف الرضي
أتُذْكِرَاني طَلَبَ الطّوَائِلِ
الشريف الرضي
- أتُذْكِرَاني طَلَبَ الطّوَائِلِ
- أيقظتما مني غير غافل
- قُومَا، فَقَدْ مَلَلتُ من إقامَتي
- والبيد أولى بين من المعاقل
- شُنّا بيَ الغَارَاتِ كُلَّ لَيْلَة ٍ
- وعوّداني طرد الهوامل
- وَصَيّرَاني سَبَباً إلى العُلَى
- إني عين البطل الحلاحل
- قَدْ حَشَدَ الدّهْرُ عَليّ كَيدَهُ
- وجاءت الأيام بالزلازل
- وَمن عَجيبِ مَا أرَى مِنْ صَرْفِهِ
- قد دَمِيَتْ من نَاجذِي أنَامِلي
- تُوكِسُ أحداثُ اللّيالي صَفقَتي
- لا درَّ درُّ الدهر من مُعامل
- لا خَطَرَ الجُودُ عَلى بَالي، وَلا
- سقت يدي يوم الطعان ذابلي
- إنْ لمْ أقُدْهَا كأضَامِيمِ القَطَا
- أو بدد العقارب الشوائل
- طَوَامِحَ الأبْصَارِ يَهْفُو نَقْعُها
- على طموح الناظرين بازل
- مُستَصْحباً إلى الوَغَى فَوَارِساً
- يستنزلون الموت بالعوامل
- تحتهم ضوامر كأنها
- أجَادِلٌ تَنْهَضُ بِالأجَادِلِ
- غرّ إذا سدت ثنيات الدجى
- طَلَعْنَها بالغُرَرِ السّوَائِلِ
- وَذِي حُجُولٍ نَافِضٍ سَبِيبَهُ
- عُجْباً، عَلى مثلِ المَهاة ِ الخاذِلِ
- يَنْقَضّ لا تَلْحَقُ مِنْ غُبَارِهِ
- إلاّ بَقَايَا فِلَقِ الجَرَاوِلِ
- يَكْرَعُ في غُرّتِهِ مِنْ طُولِهَا
- وَيَتّقي الجَنْدَلَ بالجَنَادِلِ
- بمِثْلِهِ أبغي العُلَى ، وَأغتَدى
- أول نزَّال إلى النوازل
- وَذِي فُلُولٍ مُرْهَفٍ، نِجَادُهُ
- عَلى لَمُوعٍ ذاتِ ذَيلٍ ذائِلِ
- إن أمير المؤمنين والدي
- حَزّ الرّقَابَ بالقَضَاءِ الفَاصِلِ
- وَجَدّيَ النّبيُّ في آبَائِهِ
- عَلا ذُرَى العَلْيَاءِ وَالكَوَاهِلِ
- فمن كأجدادي إذا نسبتني
- أم من كأحيائي أو قبائلي
- مِنْ هاشِمٍ أكْرَمِ مَنْ حَجّ، وَمَن
- جَلّلَ بَيْتَ اللَّهِ بِالوَصَائِلِ
- قوم لأيديهم على كل يد
- فضل سجال من ردى ونائل
- فوارس الغارات لا يطربهم
- إلاّ نَوَازِي نَغَمِ الصّوَاهِلِ
- بالسُّمْرِ تَخْتَبُّ ثُعَيْلِبَاتُهَا
- مثل ذئاب الردهة العواسل
- والبيض قد طلعن من أغمادها
- للرّوْعِ تَعْلُو قِمَمَ القَبَائِلِ
- يُخضَبنَ إمّا مِنْ دِمَاءِ مَارِقٍ
- أو من دماء العوذ والمطافل
- ذَوُو القِبابِ الحُمرِ يُنضَى سَجفُها
- عَنْ عَدَدٍ من سَامِرٍ وَجَامِلِ
- أرى ملوكا كالبهام غفلة
- في مثل طيش النعم الجوافل
- أوْلى مِنَ الذّوْدِ، إذا جَرّبتَهُمْ
- برعي ذي الرياض والخمائل
- إن أنا أعطيتهم مقادتي
- فَلِمْ إذاً أَطْلَقَ غَرْبي صَاقِلي
- ومقولي كالسيف يحتمي به
- أشوسُ أبّاءٌ عَلى المَقَاوِلِ
- مَا لكَ تَرْضَى أنْ يُقَالَ شاعرٌ؟
- بُعْداً لهَا مِنْ عَدَدِ الفَضَائِلِ
- كَفَاكَ مَا أوْرَقَ مِنْ أغْصَانِهِ
- وطال من أعلامه الأطاول
- فَكَمْ تَكُونُ نَاظِماً وَقائِلاً
- وَأنتَ غِبَّ القَوْلِ غَيرُ فَاعِلِ
- كم يقتضيني السيف عزمي ويدي
- تَدْفَعُهُ دَفْعَ الغَرِيمِ المَاطِلِ
- أأرْهَبُ القَتْلَ حِذارَ مِيتَة ٍ
- لا بُدّ ألقَاهَا بِغَيرِ قَاتِلِ
- قد غار قبلي الرمح في عنيبة
- تَحتَ العَوَالي، وَكُلَيبِ وَائِلِ
- هَبني شَبِيباً يَوْمَ طَاحَتْ عُنقُه
- عن حد مفتوق الغرار قاصل
- لما رأي الموت أو الذل انبرى
- إلى الردى مشمر الذلاذل
- أو مصعباً لما دنا ميقاته
- وضرب المقدار بالحبائل
- حمى يمين الضيم إن يقوده
- وَانقَادَ في حَبْلِ الرّدى المُعاجِلِ
- فعل امرء رأي الخمول ذلة ً
- فاختار أن يقبر غير خامل
- إن كان لا بد من الموت فمت
- تحتَ ظِلالِ الأسَلِ الذّوَابِلِ
المزيد...
العصور الأدبيه