الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أتَذْهَلُ بَعْدَ إنْذارِ المَنَايَا >>
قصائدالشريف الرضي
أتَذْهَلُ بَعْدَ إنْذارِ المَنَايَا
الشريف الرضي
- أتَذْهَلُ بَعْدَ إنْذارِ المَنَايَا
- وَقَبْلَ النّزْعِ أنْبَضَتِ الحَنَايَا
- رويدك لا يغرُّك كيد دنيا
- هي المرنان مصمية الرّمايا
- فإنّك سالك منها طريقاً
- تُقَطَّعُ فِيهِ أرْقَابُ المَطَايَا
- أترجو الخلد في دار التفاني
- وَأمْنَ السّرْبِ في خُطَطِ البَلايَا
- وتغلق دون ريب الدهر باباً
- كَأنّكَ آمِنٌ قَرْعَ الرّزَايَا؟
- وَإنّ المَوْتَ لازِمَة ٌ قِرَاهُ
- لزُومَ العَهْدِ أعْنَاقَ البَرَايَا
- لنا في كل يوم منه غاز
- له المرباع منا والصفايا
- بجيشٍ لا غبار لحجرتيه
- قليل الرزء غرار السرايا
- مُغِيرٌ لا يُفَادي بالأسَارَى
- وَسَابٍ لا يَمُنّ عَلى السّبَايا
- إذا قلنا أغبّ رأيت منه
- كميشَ الذّيْلِ يَطّلِعُ الثّنَايَا
- غَشُومُ النّابِ تَصْرِفُ ناجِذاهُ
- إذا أبْقَى أحَالَ عَلى البَقَايَا
- يُطِيلُ غُرُورُنَا مُهَلَ الأمَاني
- وننسى بعده عجل المنايا
- وهذا الدهر تحدوني يداه
- حداء الطلح بالإبل الرذايا
- إذا ما قلت روّحْ عقر ظهري
- من الإدلاج أغبط بالحوايا
- وَإنّ النّائِبَاتِ لَهَا حُمَاة ٌ
- وإن كثر الرقاب والربايا
- إذا أبْطَأنَ بالغَدَوَاتِ فَاعْبَأ
- قِرًى لِضُيُوفِهِنّ مَعَ العَشَايَا
- وَمِنْ عَجَبٍ صُدُودُ الحَظّ عَنّا
- إلى المُتَعَمّمِينَ عَلى الخَزَايَا
- أسفّ بمن يطير إلى المعالي
- وَطَارَ بِمَنْ يُسِفّ إلى الدّنَايَا
- تَرَى لَهُمُ المَزَايَا إنْ أرَمّوا
- وَإنْ نَطَقُوا رَأيتَ لَنَا المَزَايَا
- غَباوَة ُ هاجرِ الدّنيا، وَكَيدٌ
- وَلا كَيْدُ الفَوَاجِرِ وَالبَغَايَا
- وإنَّ ظهورهم لو كان نصف
- مِنَ الأنْعَامِ أوْلى بالوَلايَا
- جرت بهمُ الحظوظ مع القدامى
- وَأسْقَطَنَا الزّمَانُ مَعَ الرّدايَا
- ففاقوا في المراتب والمعالي
- وَفُقْنَا في الضّرَائِبِ وَالسّجَايَا
- لهُمْ عَن مالِهِمْ نَفَحاتُ كَيدٍ
- قِرَاعَ الدَّبْرِ ذادَ عَنِ الخَلايَا
- ذَمَمْنَا كُلّ مُرْتَجِعٍ عَطاءً
- وَلمْ يُعْطُوا، فيَرْتَجعُوا العَطايَا
- فَلَوْلا اللَّهُ لارْتَابَتْ قُلُوبٌ
- بَقَاضٍ لا يُجَوَّرُ في القَضَايَا
المزيد...
العصور الأدبيه