الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشاب الظريف >> خُذُوا قُودِي مِنْ أَسيرِ الكِلَلْ >>
قصائدالشاب الظريف
خُذُوا قُودِي مِنْ أَسيرِ الكِلَلْ
الشاب الظريف
- خُذُوا قُودِي مِنْ أَسيرِ الكِلَلْ
- فَوَاعَجباً لأسيرٍ قَتَلْ
- وقولوا عليّ إذا نحتمُ
- قتيل العيونِ جريحَ المُقل
- ولي جلدٌ عندَ بيضَ الظُّبَى
- وبلأعين النُّجلِ ما لي قبل
- وَلي قَمرٌ ما بَدا في الدُّجَى
- وأَبصرَهُ البَدْرُ إلاَ أفَلْ
- فيا خجلة الظَّبي لما بدا
- شَبيهاً لَهُ في اللَّمَى والكَحَلْ
- ويا خجلة الشَّمسِ لما بدتْ
- ألم تَرَ فيها احْمِرَارَ الخَجَلْ
- يضلّ بطرَّتِهِ من يشا
- ويهدي بغرَّتِهِ منْ أضَلْ
- وقد عدلَ الحسنُ في خلقهِ
- على أنَّهُ جارَ لمّا عدلْ
- فَعُمَّتْ مَعاطِفُهُ بالنَّشاطِ
- وخصَّت روادفُه بالكسَلْ
- وَقَدْ عَلمَ النّاسُ أَنِّي امْرُؤٌ
- أحبُّ الغزال وأهوى الغزلْ
- فلا تنكرُ اليوم يا عاذلي
- قلستُ أميل إلى من عذلْ
- فألْحَفْتُ قامَتَهُ بالعناقِ
- وأَذْبَلْتُ مَرْشفهُ بالقُبَلْ
- وكم تهتُ في غورِ خصرٍ لهُ
- وأَشْرَفْتُ مِنْ فَوْقِ ذاك الكَفَلْ
- وأذَّنتُ حينَ تجلَّى الصَّباحُ
- بِحيِّ على خَيْرِ هذا العَمَلْ
- وَهَا أَثَرُ المِسكِ في رَاحَتِي
- هداه فمي فيه طعمُ العَسَل
- دعاني إلى رشفِ تلكَ القُبلْ
- غرامٌ صحيحٌ ومالي قبلْ
- إذا فتكت فِيَّ ألحاظُهُ
- بقَدٍّ يقُدُّ فكيفَ العَملْ
- هُنَاكَ تَرى أدمعي المُنْحَني
- وقلبي برمي الجِمارِ اشتعلْ
- ودمعي مِنَ الشَّوقِ يا ما جرى
- عَقيقاً وبالله عَقْلِي ذَهلْ
- فما ضرَّهُ لو سَمح بالكَرَى
- ولو ساعة ً بعد ما قد فعلْ
- وسَكَّنتهُ في لظَى مهجتي
- وَذاكَ لَعَمْرِي جَرا مَنْ قَتَلْ
- وَمِنْ عَجبٍ زَارَ في لَيْلَة ٍ
- وَعمَّا جَرى بَيْنَنَا لا تَسَلْ
- فَصِرْتُ أشاهِدُ تِلكَ الرّياضِ
- على وجنتيه أنا في خجلْ كذا
- واقطفُ ورداً بأغصانِه
- ولم يكُ هذا بغيرِ المُقلْ
- فللَّه دَّرُكَ منْ لَيلة ٍ
- تعادلُ أرواحنَا بَلْ أجلْ
- تُريكَ إذا أسْفَرَتْ بَهْجَة ً
- وروض السُّروُرِ بها قد حَصَلْ
- ولا عَيْبَ فيها سِوَى أنَّها
- خَلتْ مِنْ رقيبٍ لنَا أو عذل
- ألا فَلَّلَ الله سَيْفَ المُقَلْ
- فكم ذا تعدَّى وكم ذا قتلْ
- وَمَا مِنْ قتيلٍ لأَهْلِ الهَوى
- سوى ألف راضٍ بما قد فعل
- لقد نصر اللهُ جيشَ الملاحِ
- ببدرٍ لنا حسنُه قد كملْ
- وما بَطلٌ في الوغى فارسُ
- إذا قابلَ الغِيدَ إلا بَطلْ
- إذا قاتَلَتْني عُيونُ الظِّبا
- فوا فَرحِي لَوْ بَلغْتُ الأمْل
- رَعَى الله لَيلة َ زَارَ الحَبيبُ
- وغابَ الرقيبُ الى حيثُ ألْ
- فَخَبأْتُهُ في سَوادِ العُيونِ
- وَقَدْ غَسَلَ الدَّمْعُ ذَاكَ المَحَلْ
- وألصقتُ خدّي بأقدامِه
- وأَذْبَلْتُ أخْمَصهُ بالقُبَلْ
- فَرَقَّ وَمالَ بِأعطَافهِ
- فَدبَّتْ برُوحِي ذاك الميَلْ
- وعانقتُهُ وخَلعْتُ العِذارَ
- وَمَزَّقْتُ ثَوْبَ الحَيَا والخَجْل
- وما زلتُ أشغلهُ بالحديثِ
- وسترُ الظلامِ علينا انسدل
- إلى أن غفا جفنُه بالمنامِ
- وعنِّي تغافل أوقد غفَلْ
- وخلَّيتُ عن خصرِه بَنْدَهُ
- وأجفيتُ عن مِعطفيهِ الحُلَلْ
- وَبتُ أُشاهِدُ صُنْعَ الإلهِ
- تباركَ رَبُّ البَرايا وجلْ
- فظُنَّ بِنَا الخَيرَ أو لا تظنَّ
- فَلا تَسْأَلِ اليَوْمَ عَمَّا حَصَلْ
المزيد...
العصور الأدبيه