الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشاب الظريف >> خذ مِنْ حَديثي ما يُغْنِيكَ عَنْ نَظَرِي >>
قصائدالشاب الظريف
خذ مِنْ حَديثي ما يُغْنِيكَ عَنْ نَظَرِي
الشاب الظريف
- خذ مِنْ حَديثي ما يُغْنِيكَ عَنْ نَظَرِي
- فَإِنَّه سَمَرٌ ناهيكَ من سَمَرِ
- كَمْ مِنْ أَبٍ قَدْ غَدا أُمّاً لِمَعْشَرِهِ
- فأعجَبْ لإعطَاءِ لفظِ الأُمّ للذَّكَرِ
- وَناطِحٍ بقرونٍ لا قرون له
- وكبش قومٍ بنقلِ العِلمِ مُشْتَهَرِ
- وَرُبّ حَامِلِ وِزْرٍ غَيْرَ مُجْتَرِمٍ
- ولائطٍ وَهُوَ عَفُّ الذَّيْلِ والنَّظَرِ
- يدب للفرج أحياناً وآونة ً
- منَ التَّخلُّفِ يأتي المُرْدَ في الدُّبرِ
- وضاربٍ لي أهواهُ وأكرمُهُ
- أَراهُ يَحضُرُ عِنْدِي وَهْوَ في السَّفَرِ
- وكمْ بليدٍ بظهرِ الغيب حدَّثنا
- وَذِي ذَكَاءٍ رأَيْناهُ مِنَ الحُمُرِ
- وَكَمْ بَدا عَاقِلٌ يَوْماً وَلَيْسَ لَهُ
- فِكْرٌ وليسَ بمنسوبٍ الى البَشَرِ
- وكم نظرت لوجهٍ ليس في بدنٍ
- وَكَمْ سَمِعْتُ بِصَخْرٍ لَيْسَ مِنْ حَجَرِ
- وربَّ ناظِمِ أشعارٍ وليسَ لهُ
- شِعرٌ فهلْ مِثْلُ هذا سار في السِّير
- وَمُمْسِكٍ بِيَدَيْهِ النَّجْمَ يَقْلَعُهُ
- وليسَ لِلمرْءِ نيل الأنجُمِ الزُّهُرِ
- ولابسٍ وهو عارٍ لا رداء لهُ
- كسوته أطلساً من أخشنِ الشَّعَرِ
- وَعَابِدينَ مِنَ المِحْرَابِ قَد هَربُوا
- ترَى المَسيحُ يُوافِيهمْ على قدرِ
- وَمُدْبِرِينَ وَما وَلُّوا ولا اجْتَرمُوا
- وَيُنْسَبُونَ بلا شكٍّ إلى دبَرِ
- وَصالِحينَ رأيتُ الخَمْرَ عِنْدَهُم
- قَدْ حَلَّلُوهُ بِلا خَوْفٍ ولا حَذَرِ
- وسَالِحينَ وما زالتْ طَهارَتُهُمْ
- وآمِنينَ وَقَدْ أَمْسُوا ذوي خَطَرِ
- وَتَاركٍ كَرْشاً في البَيْتِ مُنْفرداً
- من بطنِهِ وهو لا يخشى مِنَ الضَّرَرِ
- وَجَالِسِينَ على ظَهْرِ الهَرِيسَة ِ قَدْ
- وافاهُمُ السّمْنُ ما فيها مِنَ الشَّجَرِ
- ونازِلِينَ بِأَرْضٍ قَدْ أَصَابَهُمُ
- غَيْمٌ بِلا بَلَلٍ والقَوْمُ في مَطَرِ
- وتابعينَ إماماً وهُو مِن خَشَبٍ
- وَقَدْ يُؤنَّثُ في وَصْفٍ وفي خَبَرِ
- عجائبٌ ما لها حَدٌ فَقُلْ وَأَطِلْ
- إن شئت أو فاقتصِدْ في القولِ واقتصِرِ
- كأَنَّها لاِبْنِ يَعْقُوبٍ صِفات عُلاَ
- لِذَالَ إحصاؤها أعيا على البشرِ
المزيد...
العصور الأدبيه