الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشاب الظريف >> حَدِيثُ غَرَامِي في هَوَاكَ قديمُ >>
قصائدالشاب الظريف
حَدِيثُ غَرَامِي في هَوَاكَ قديمُ
الشاب الظريف
- حَدِيثُ غَرَامِي في هَوَاكَ قديمُ
- وفرطُ عذابِي في هواكَ نَعيمُ
- بِمَت شِئْتَ عَذِّبْ غَيرَ سُخْطِكَ إنَّهُ
- ـ وَصدِّق ولائي في هَوَاكَ ـ أليمُ
- تُمَثِّلُكَ الأشواقُ وهماً لخاطِري
- فَيُدْرِكُني بالخَوْفِ مِنْكَ وُجُومُ
- وتقنعُ منك الرُوحُ لمحَ توَهُّمٍ
- فَتَحْيَا بِهَا الأَعْضَاءُ وَهْيَ رَمِيمُ
- هنيئاً لطرفٍ فيكَ لا يعرِفُ الكَرى
- وَتَبّاً لِقَلْبٍ فيكَ لَيْسَ يَهيمُ
- ولمَّا جَلاكَ الفِكْرُـ يا غَاية َ المُنَى ـ
- فظلَّ بقلبِي مُقْعِدٌ ومُقيمُ
- وَمَا الكَوْنُ إلا صُورة ً أنْتَ رُوحُها
- وجِسْمٌ بغيرِ الرُّوحِ كيفَ يقُومُ
- تَوَّهَم صَحْبي أَنَّ بِي مَسُّ جِنَّة ٍ
- وأنكر حَالي صَاحِبٌ وَحَميمُ
- فَبُحْتُ بِما ألقاهُ مِنْكَ مُصَرِّحاً
- وَمَا نالَ لَذّاتِ الغَرامِ كتُومُ
- أغصنَ النَقا إنّي أغارُ إذَا غَدَا
- يُلاعِبُ عِطفيكَ الرّشاقَ نَسِيمُ
- ولَمَا بَدَتْ في طَوْرِ خَدِّكَ جَذْوة ٌ
- ولاحتْ لِقَلبي عَادَ وَهُوَ كَليمٌ
- يَلذُّ لِقَلبي في هَوَاكَ عَذابُهُ
- وَلِمْ لا وبالأَحوالِ أَنْتَ عليمُ
- يميناً بأصواتِ الحَجيجِ على مِنى ً
- وَصَحْبٍ لَهُمْ بالمأْزمين زَميمُ
- لأَنْتَ وإنْ أَصْبَحْتَ بالوَصْلِ باخِلاً
- عليَّ احْتِقاراً بي لَديَّ كَرِيمُ
- ويا شرفي لمَّا غَدَوتَ وللهوى
- عَلى جَسَدِي المُضْنى النَّحيل رُسُومُ
- وَيَا سائِقاً يُضنِي الرّكائِبَ طلَّحاً
- لَهَا في الرُّسوم المُقفراتِ رَسيمُ
- إذَا عَايَنَتْ عَيْنَاكَ بارِقَ أَبْرَقٍ
- يَلُوحُ كَمَا في الأُفُقِ لاح نُجُومُ
- وَبَاحَتْ بأسرارِ الرُّبَا نَسْمَة ُ الصَّبا
- وَعطَّر أقطارَ القفارِ شَميمُ
- وَعَايَنْتَ سَلْعاً قِفْ وسائِلْ أَحِبَّتِي
- فهَذا الذي أصبحتُ مِنكَ أرومُ
- فثمَّ رَشاً شوقي إليه مُبَرِّحٌ
- وَريم فُؤادي عنهُ ليسَ يَريمُ
- أَغَالِطُ عَنْهُ بالكلامُ مُجالِيسي
- وَفي القَلب مِن ذِكري سِواه كُلُومُ
- لَهُ مِنْ سُوَيداءِ الفؤَادِ مَعاهِدٌ
- وبَينَ سَوادِ المُقْلَتَيْنِ رُسُومُ
- وقل يا غريب الحُسنِ رِقّ لِنازِحٍ
- غَريبٍ لَهُ قَلْبٌ لَدَيكَ مُقيمُ
- تَرحَّلَ عنهُ مُذْ تَرَحَّلتَ نافِراً
- فليس لهُ حتى القُدوم قُدومُ
- عَلَيْكَ سَلامٌ مِنْ كَئيبٍ مُتيَّمٍ
- تَظَلُّ سليماً وهو مِنْكَ سَليمُ
المزيد...
العصور الأدبيه