الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> يُؤَرِّقُهُإذا البرقُ استنارا >>
قصائدالسري الرفاء
يُؤَرِّقُهُإذا البرقُ استنارا
السري الرفاء
- يُؤَرِّقُهُإذا البرقُ استنارا
- هوى ً يقتادُ عَبْرَتَه اقتسَارا
- بَدا مِشْقاً تَرودُ العينُ فيه
- فتَقرَأُ من لوامِعِه ادِّكارا
- و نَمنمة ً تُضيءُ له وتَخبُو
- كما طَيَّرْتَ عن زَندٍ شَرارا
- و إيماضاً يَشُقُّ الجوَّ شَقّاً
- كما قَْتَبَسَتْ إِماءُ الحيِّ نارا
- فرُحْتُ أُسائِلُ الرُّكبانَ عنه
- بأيِّ جَنوبِ كاظمة َ استطارا
- لأَذكرَني أَعزَّ الناسِ جاراً
- و أحلى الأرضِ في عينيَّ دَارا
- و عِدْلَ الحبِّ من قومٍ تَعدَّى
- عليَّ الشَّوقُ بعدَهُمُفَجارا
- و ناعمة َ الصِّبا تسجُوفتشجُو
- قلوباً من صبابَتِها مِرارا
- أقولُ لهاإذا سفرَتْ ومارَتْ
- أَغُصْنُ البانِ أثمَرَ جُلَّنارا
- أصابَهمُو إن بَعُدُوا منالاً
- على العُشَّاقِأو بَعُدُوا مَزارا
- نسيمُ الرِّيحِ ما راحَتْ جَنوباً
- و صوبُ المُزْنِ ما ابتكرَتْ عِشارا
- سأُعفي الدهرَ من تكديرِ عَذلي
- فأَعذِرُهُو إنْ خلعَ العِذارا
- لَقِينا من حوادثِهِ جيوشاً
- و خُضْنا من نَوائِبهِ غِمارا
- فلم نُظْهِرْ له إلا قِراعاً ؛
- و لم نَلْبَسْ له إلا وَقارا
- و مَنْ يكُنِ الأميرُ له مُجيراً
- يكُنْ للكَوكبِ العَلويِّ جَارا
- هو الجبلُ الأَشمُّ حِمى ً وعِزّاً
- ترَفَّعْ أن تَرى جبلاً مُغارا
- فرَرْتُ إليه من صَرْفِ اللَّيالي
- فنكَّبَ جَورُها عني فِرارا
- و لمَّا اختَرتُهُ ليَفُلَّ عني
- شبَاة َ الدَّهْرِ لم آلُ اختِيارا
- و كانَ القُربُ منه جمالَ دنيا
- ترى أيامَهاحُسناًقِصارا
- و عيشاً ناضرَ الأفنانِ غَضّاً
- يَرِفُّإذا اهتصرناهُ اهتِصارا
- فَما بَرِحَ العِدا حتَّى أَعادوا
- حلاوَة َ نَشوتي منه خُمارا
- فعوَّضَني من الأُنسِ انحرافاً ؛
- و بدَّلَني من البِشْرِ ازوِرارا
- فصِرْتُ أرى نهاري منه ليلاً
- و كنتُ أرى به ليلي نَهارا
- أَبِيتُو مُقلتي تُذري نجيعاً
- و قد أفنَت مدامعَها الغِزارا
- تَرى الأشفارَ منه مُعَصْفَراتٍ
- فتحسَبُ أنها لاقَتْ شِفارا
- أبا الهيجاءِ أصبحَتِ القوافي
- تَخُبُّ إليكَ حجّاً واعتِمارا
- عِتاباً كالنَّسيمِ جَرى لعَتْبٍ
- تضَرِّمُ في الحَشا مني استِعارا
- أُشَعشِعُه لأُطرِبَ سامعيه
- كما شَعشَعْتُ بالماءِ العُقارا
- أَيجمُلُ أن أَرى منك انحرافاً
- و لا عاراً أتيتُو لا شَنارا
- و لم أَجحَدْ صنائعَ مِنْكَ جلَّتْ
- و لم أسلُبْكَ مدحاً فيك سارا
- و لكنِّي كَسَوْتُكَ حَلْيَ قَوْمٍ
- رأيتُكَ منهم أزكَى نِجارا
- و أيُّ غريبَة ٍ للشِّعرِ لاقَتْ
- عُلاكَفحاولَتْ عنها اصطِبارا
- تَحِنُّ إليكَ أبكارُ القوافي
- إذا اجتُلِيَت رَواحاً وابتِكارا
- فتقرَبُ منك أُنساً بالمعالي
- و تبعُدُ من بُعولتِها نِفارا
- و يُؤثرُكَ الثَّناءُ على مُلوكٍ
- تَعُدُّ مقامَها فيهم حسارا
- و كيفَ تُلامُ خَيِّرَة ُ القَوافي
- إذا اختارَتْ من القومِ الخِيارا
- تبيَّنَ زهوُها في العيدِ لمَّا
- رأَتْ مولى ً يُتوِّجُها فَخارا
- فهزَّتْ عِطْفَها طَرَباً إليه
- و أَلقَتْ عن مَحاسِنها الخِمارا
- فإنْ تَكُ هفوة ٌ عرَضَتْ سِراراً
- فقد أَصْحَبْتُها عُذراً جِهارا
- و ممَّا شَيَّدَ الشَّرَفَ المُعَلَّى
- ذُنُوبٌ صادَفَتْ منك اغتِفارا
- فَضَلْتَ الناسَ فضلاً واقتصاداً
- وإشراقاً من الجَدوى ابتِدارا
- و لولا أن أَعوذَكَ من عدوِّي
- حَسِبناهُ لنَضرتِه نُضارا
المزيد...
العصور الأدبيه