الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> يَأبَى إذا خَطَرَ العقيقُ ببالِه >>
قصائدالسري الرفاء
يَأبَى إذا خَطَرَ العقيقُ ببالِه
السري الرفاء
- يَأبَى إذا خَطَرَ العقيقُ ببالِه
- إلا اطِّراحَ العَذلِ من عُذَّالِه
- قَسَمَ الدّموعَ على المنازلِ عالماً
- أنّ الجوى فيهنَّ من أنذالِه
- وَهُوَ الكَثِيبُ تلاعبَت أيدي النَّوى
- بكثِيبِهِ وقضيبِه وهِلالِه
- رَاحُوا به واللّحظُ يقدَحُ جُرأة ً
- فَيكُرُّ بينَ حُجولِه وحِجالِه
- و الشَّوقُ ينثُرُ دمعَه في خَدِّهِ
- فيقَرُّأو يَجري على جِريالِه
- يا دارُ جادَ بها الفِراقُ جَمالَها
- فغدا وراحَ على ظُهورِ جِمالِه
- ما بالُ رِيمِكَ لا يُتاحُ لِقاؤُه
- لمُحبِّه إلا غداة َ زِيالِه
- فسُقِيتِ رَجعَ حُدوجِه وسَقى الحيا
- محتلَّهُو سُقيتُ عَودَ وِصالِه
- و رقيقة ٍ كالآلِ نادمني بها
- كِسرى فرُحتُ كأنَّني من آلِه
- ألقَاه إمَّا حَاسِراً لصَبوحِه
- فيهاو إمَّا دارعاً لقِتالِه
- وأداه ساقَ لنا أداة َ شَمولِهِ
- مجموعة ً بيمينِه وشِمالِه
- أو نابِل لمّا تَكامَلَ نَزعُه
- لم تتَّصل أغراضُه بنِبالِه
- أتُراه صانَ عن الرَّمِيَّة ِ سَهمَه
- أم رأفة ٌ مَنَعته عن إِرسالِه
- عصرٌ مَزَجتُ شَمائلي بشَمولِه
- و ظِلالُه ممزوجة ٌ بشَمالِه
- حتَّى حَسِبتُ الوَردَ من أشجارِه
- عَبِقاًأو الرَّيحانَ من آصالِه
- و كأنني لمّا ارتديتُ ظِلالَه
- جارُ الوزيرِ المُرتدي بظِلالِه
- الواترِ الأموالِ يومَ عَطائِه
- و النافضِ الأوتارِ يومَ نِزالِه
- مَلِكٌ تُحاذرُه الملوكُفمُمسِكٌ
- بحبالِهأو هالكٌ بِصِيالِه
- أموالُه في السِّلمِ من أنفالِها
- و نفوسُها في الحربِ من أنفالِه
- صُقِلَ الزمانُفعادَ في أيامِه
- كالبُردِ في تفويفِه وصَقالِه
- إن كنتَ تشتاقُ الحِمامَفعادِه ؛
- أو كنتَ تختارُ الحياة َ فوالِه
- يُعطِيك ما يُعطيه كرُّ جيادِه
- و شَبا أَسِنَّتِه وحَدُّ نِصالِه
- حملَ القنَا فاهتزَّ في مُهتزَّهِ
- طرَباً لهو اختالَ في مُختالِه
- فأَرى العدوَّ نقيصة ً في عُمرهِ ؛
- و أرَى الصديقَ زيادة ً في حالِه
- بوقائعٍ للبأسِ في أعدائه
- و وقائعٍ للجود في أموالِه
- عَذَلوه في الجَدوَى وَمن يَثنِي الحيا
- أم من يَسُدُّ عليه طُرْقَ سِجالِه
- متشابهُ الطَّرَفينِ أصبحَ عمُّه
- في ذُروة ٍ لم تَعْدُ ذُروة َ خالِه
- شرَفٌ أطالَ قَنا المُهَلَّبِ سَمْكَه
- حتَى أظلَّ وعمَّ في إِظلالِه
- فإذا بدَت زُهْرُ الكواكبِ حولَه
- كانَت عمائمُهنَّ من أذيالِه
- راحَ المُغِيرة ُو هو من أجوادِه
- و غَدا قُبَيصة ُ وهو من أبطالِه
- فارَت صدورُ رِماحِكم بصُدورِه
- و الناسُ مشتركون في أكفالِه
- أما السَّماحُفقد تبسَّمَ نَوْرُه
- بعدَ الذَبولِ وعادَ نُورُ ذُبالِه
- أطلقْتَ من أغلالِه وشَفَيتَ من
- أَعلالِه وفتحتَ من أقفالِه
- إنَّ الوزيرَ دَعا إلى عمرِ النَّدى
- من كان موقوفاً على أوشالِه
- أُثني عليه ثناءَ رَوضٍ هَزَّه
- سَيلُ الحيا فاهتزَّ في إسبالِه
- و أقولُ للسَّاعي ليُدرِكَ شأوَه
- أنتَ الجوادُ ولستَ من أشكالِه
- كَمَلَتْ مَناقبُه فلو زادَ امرؤٌ
- بعدَ الكمالِ لزادَ بعدَ كمالِه
- و غَدَت خَلائقُه أحَقَّ بمنطِقي
- فمزَجتُ صفوَ زُلالِها بزُلالِه
- أُهدي له ما رَقَّ من أَفوافِه
- و أُبيحُه ما رَقَّ من سَلسالِه
- و يقولُ لي قومٌفَضَلْتَ وإنّما
- فَضلُ الثَّناءِ عليهِ من إفضالِه
- لا حمدَ لي إن راحَ دُرُّ مدائحي
- عِقداًو قد فصَّلتُه بخِلالِه
المزيد...
العصور الأدبيه