الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> هِيَ الصَّوارمُ والخطِّية ُ الذُّبُلُ >>
قصائدالسري الرفاء
هِيَ الصَّوارمُ والخطِّية ُ الذُّبُلُ
السري الرفاء
- هِيَ الصَّوارمُ والخطِّية ُ الذُّبُلُ
- و الحربُ كاشرة ٌأنيابُها عُصُلُ
- و اللَّيثُ أصحَرَ حتى لا حُصونَ له
- و لا معاقلَ إلا البِيضُ والأَسلُ
- و الرُّومُ تَبذُلُ ما رامَتْ أسِنَّتُه ؛
- و هَل لهابالمنايا أقبلتْقِبَلُ
- منه الكتائبُ والرَّياتُ مُوفِية ٌ
- على الخليجِو منه الكُتْبُ والرُّسُلُ
- للّهِ سيفٌ تمنَّى السيفُ شِيمتَه
- و دولة ٌ حَسَدَتها فَخْرَها الدُّوَلُ
- و عاشقٌ خُيَلاءَ الخيلِمُبتَذِلٌ
- نَفساً تُصانُ المعالي حينَ تُبتَذَلُ
- أشَمُّ تُبدي الحصون ُالشُّمُّ طاعتَه
- خوفاًوَ يسلَمُ من فيها ويَرتَحِلُ
- تَشُوقُهو رِماحُ الخَطِّ مُشرَعة ٌ
- نُجْلُ الجراحِ بهالا الأَعيُنُ النُّجُلُ
- كأنَّهو هَجِيرُ الرَّوعِ يَلفَحُه
- نَشْوانُ مدَّ عليه ظِلَّه الأُصُلُ
- بدَا فأبدَى لِمَنْ عَادَاه صَفحتَه
- كالنَّصلِ ليسَت تُواري مَتنَه الخِلَلُ
- إقدامُ ذي نُذُرٍ بالسَّيفِ مُعتصِمٍ
- ما شانَ إقدامَه كيدٌ ولا حِيَلُ
- جِبالُ أعدائِه بَرٌّ يَسِيحُ به
- و بَرُّهلامتِناعِعندَهم جَبَلُ
- فالصَّافناتُ حَشاياهو إن قَلِقَتْ
- و السَّابغاتُو إن أوهَتله حُللُ
- قادَ الجيادَله من وَطئِها صَخَبٌ
- على الصُّخورِو من أرهاجِها ظُلَلُ
- يَؤُمُّ خَرشَنة َ العُليافيصبَحُها
- بالخَيلِ تَصهَلُو الراياتِ تَرتجِلُ
- و حَكَّمَ السيفَ فيها عادلاًفَغدَت
- و أهلُها جَزَرٌ للسيفِ أو نَفَلُ
- مُحمرَّة ً مِن دماءِ القومِ مُشعَلة ً
- سِيَّانِ فيها المنايا الحمرُ والشُّعَلُ
- و حَاذَرَته سَمَنْدُوإِثْمَ مَا وَألَتْ
- إنّ الذي رابَها بالسيف لا يَئِلُ
- عذراءُ ما وَطِىء َ الإسلامُ تُربَتَها
- و لا استباحَ حِماها سيفُه الفُضُلُ
- ثنَّى العزِيزُ إليها ليثَ مَلحَمة ٍ
- يَسري العزيز بمَسراهفيَنتقِلُ
- لولا قِراعُكَ لم يَهوِ الصليبُو لم
- يَعْلُ الأَذانُ بها ما أطَّتِ الإبلُ
- لما تَمزَّقَتِ الأغمادُ عن شُعَلٍ
- تمزَّقَت عن سَنا أقمارِها الكِلَلُ
- أكرِمْ بسيفِك فيها صائلاً غَزِلاً
- يَفري الشُّؤونَو تفري غَرْبَه المُقَلُ
- بجيثُ يشرَبُ صَدرُ السَّمهريِّ دماً
- من الشَّغافِ ويُروَى الفارسُ البَطَلُ
- ثم انثنيتَ بَخيلِ اللّه مُعلَمة ً
- سُمْرُ الرماحِ تَثَنَّى ثم تَعتَدِلُ
- تَرُفُّ مُجلِبة َ الأقطارِ مُسفِرة ً
- تكادُ مَا لَحَظَتها الشمسُ تَشتعِلُ
- مَدَّتْ على السَّهلِ والأوعارِ قَسطلَها
- حتى تَحيَّرَ فيه الرَّأْلُ والوَعَلُ
- بَحرٌ من الجيشِ مَسجورٌ غَواربُه
- كأنّما البَحرُ في تيَّارِه وَشَلُ
- حتَى طَلَعْتَ على طَرسوسَ مُبتَسِماً
- كما تَبسَّمَ فيها العارضُ الهَطِلُ
- وَ جُدْتَ جُودَ طِباعٍ غيرَ مُحتفِلٍ
- يُقصِّرُ الغيثُ عنهو هو مُحتَفِلُ
- حتّى إذا ضَحِكَت تلك الرُّبا وطَمَت
- تلك الوِهادُو راقَت بينَها الحِلَلُ
- دَعَتْ يمينُكَ بالمَصِيصة َ الجَفلَى
- حتَى غَدا المُحْلُ عنها وهو مُنْجفِلُ
- سقَاهمُ البَحرُ ريَّا مِن أنامِله
- فليسَ فيهِم على جَيحانَ مُتَّكِلُ
- و أصبحَ الشأمُ لو يَسطِيعُ مُرتَحلاً
- لأَلْحقَتْه بسيفِ الدولة ِ الرِّحَلُ
- أتاكَ حتَّى استرقَّ الحمدُ نائلَه
- و زاد حتَّى اطمأنَّ الخائفُ الوَجِلُ
- و جَدَّ عاذلُهإذ جَدَّ في كَرمٍ
- فكان أضيَعَ شيءٍ عِندَه العَذَلُ
- هو الغَمامُفهل يُثنَى صَواعقُه
- أم هل تُسَدُّ على شُؤبوبِه السُّبُلُ
- مُستسلِمٌ لبني الآمالِ تالدُه
- فليسَ يَعدوه من آمالِهم أَمَلُ
- مُصغٍ إلى الحمدِ ما ينفكُّ يُطرِبُه
- مَعنى ً تُكَدِّرُه الأفكارُأو مَثَلُ
- يُصافِحُ الرُّوحَ مِن نَشرَيهِما أرَجٌ
- كالريحِ صافَحَها الحوذانُ والنَّفَلُ
- حسْبُ الأراقمِ إذ أنتُم ذوائبُها
- و هيَ الذَّوائبُ في الأَحسابِ والقِلَلُ
- هم زَيَّنُوا أُخرَياتِ الدّهرِ مَكرُمة ً
- و قَبلُ زِينَتْ بهم أيامُه الأُوَلُ
المزيد...
العصور الأدبيه