الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> هَوِيتُهاو الفِراقُ يَهواها >>
قصائدالسري الرفاء
هَوِيتُهاو الفِراقُ يَهواها
السري الرفاء
- هَوِيتُهاو الفِراقُ يَهواها
- فحالَ بيني وبينَ لُقيَاها
- و لَم يكُن للحِمامِ بي قِبَلُ
- لو لم تُعِنْهُ عليَّ عَينَاها
- مقسومة ٌ للنَّوَى مَحاسنُها
- و للفُؤادِ المَشوقِ ذِكرَاها
- حيَّيتُها والجَنوبُ رافعة ٌ
- جَوانِبَ السِّجفِ عن مُحيَّاها
- فشِمتُ مِن ثَغرِهاعلى ظَمَإِ
- بارقة ً لا أَنالُ سُقياها
- لو أفرَطَتْ بالعقيقِ خَجْلَتَها
- أسلمَ ماء العَقيقِ خَدَّاها
- و كيفَ تَغَنى بوَصلِ غانية ٍ
- مَراحُها للنَّوى ومَغداها
- رقيبُها في الظلامِ مِبسِمُها
- و في سَنا الصُّبحِ طِيبُ ريَّاها
- لعلَّ أيامَناالتي سَلفَت
- تعودُ بِيضاً كما عَهِدنَاها
- أيامَ لا أستميحُ غانية ً
- إلاّ شَرَت دينَها بِدُنياها
- تَرتعُ حولَ الظَّباءِ آنسة ً
- نظائراً في الجمالِ أَشباها
- رَقَّت عن الوَشْيِ نَعمة ًفإذا
- صَافَحَ منها الجُسومَ وشَّاها
- أسلَفَني الدهرُ عندَهنَّ يداً
- حتَّى إذا استُحْسِنَت تَقضَّاها
- فاليومَ لا أحسَبُ الوِصالَ غِنى ً
- و لا إِخالُ الشبابَ لي جَاها
- قد خُلِقَت راحة ُ الأمير حَياً
- تَغلِبُ صَوبَ الحيا بجَدواها
- كانَت رياحُ السَّماحِ راكدة ً
- حتَّى جَرى سابقاًفأجرَاها
- أغرُّ طَلْقُ اليَدَينِ لو طُلِبَت
- منه ليالي الشَّبابِ أعطَاها
- إذا القَوافي بذِكرِه اشتملَت
- عطَّرَها ذِكرُه وحَلاَّها
- إِنْ لَحَظَ المُشكِلاتِ أوضحَها
- و إنْ سقَى المُرهَفاتِ أَروَاها
- كم نِعمة ٍ للرَّبيعِ جادَ بها
- و نَقمة ٍ كالحريقِ أَطفَاها
- تنَالُ أقصَى البلادِ لحظَتُه
- كأنَّ أقصَى البلادِ أدنَاها
- لا تَعجَبوا من عُلُوِّ هِمَّتِه
- و سِنُّه في أَوانِ مَنشاها
- إِنَّ النُّجومَ التي تُضيءُ لنا
- أصغرُها في العُيونِ أَعلاها
- مُسَدَّدٌ تاهتِ الإِمارة ُ مُذ
- نِيطَ به عِبئُها ومَا تَاها
- جَاءَته قبلَ الفِطامِ سافِرة ً
- يَهتَزُّ شَوقاً إليه عِطفَاها
- آمنَ في ظِلِّه رَعِيَّتَه
- خَوفَ أعاديه حينَ عادَاها
- أَهملَها في نَوالِهو غَدا
- مُشتَمِلاً بالحُسامِ يَرعاها
- إِذا غدا المُستمِيحُ أَعدَمَها
- أَعادَه بالنَّوالِ أَثْراها
- من دَوحة ٍ طالَ فَرعُهاو رسَت
- أصولُهاو استُلِذَّ مَجنَاها
- سُرْجٌ أضاءَت على الزمانِ فما
- أخمدَها الدهرُ مُنذ أَذكَاها
- يَنسِبُها للعُيونِ رَونَقُها
- تَخلُبُ بالحُسنِ من تَردَّاها
- كأنَّ سِحرَ العُيونِ سَاعدَها
- فدَبَّ في لَفظِها ومَعناها
- عَذراءُ جَلَّت عن الخُدورِ فقَد
- أصبحَ رُكنُ الصُّدورِ مَأَواها
المزيد...
العصور الأدبيه