الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> ها إنَّها خُطَطُ العَلياءِ والكَرَمِ >>
قصائدالسري الرفاء
ها إنَّها خُطَطُ العَلياءِ والكَرَمِ
السري الرفاء
- ها إنَّها خُطَطُ العَلياءِ والكَرَمِ
- و أينَ سَافِرَة ُ الأَخلاقِ والشِّيَمِ
- رِباعُ مَجدٍ بها من أهلِها عَبَقٌ
- مُخَبِّرٌ عن فِراقٍ منهمُ أَممِ
- آثارُ واضِحَة ِ الآثارِ تُذْكِرُنا
- عَوائِدَ الدَّهْرِ في عادٍ وفي إِرَمِ
- إذا تأمَّلَها الزَّورُ المُلِمُّ ثَوى
- يَحُطُّ بالدَّمْعِ أثقالاً منَ الأَلمِ
- عَهْدي بهاو الليالي الغِيدُ تابعة ٌ
- أيامَها البيضَ بينَ الخَفضِ والنِّعَمِ
- إذِ الزَّمانُ بها جَذلانُ مُبتَسِمٌ
- مُتوَّجٌ بِعُلًى جَذلانَ مُبتَسِمِ
- أيامَ تَلحَظُها الأيامُ خاشِعَة ً
- لَحْظَ الحَجيجِ حَرامَ الصَّيدِ في الحَرَمِ
- و الوِرْدُ نوعانِ من عَفْوٍ ومن نِعَمٍ
- و الوَفدُ ضَربانِ من عُرْبٍ ومن عَجَمِ
- أينَ الشَّمائِلُ يرتاحُ الثَّناءُ لها
- والسُّوقُ تَنفُقُ فيها حِلْيَة ُ الكَلِم
- للّهِأيُّ حُسامٍ فَلَّ مَضْرِبُه
- مَضارِبَ المُرهَفَيْنِالسَّيفِ والقَلَمِ
- خَطْبٌوَ هَي عَرْشُ غسَّانٍ بهو غدَتْ
- تيجانُ حِمْيَرَ من واهٍ ومُنْصَرِمِ
- أَعَلَّ دِجلَة َفانحَطَّتْ غَوارِبُها
- و اصفرَّ من جانِبَيْها مُورِقُ السَّلَمِ
- أَبْنَاءَ فَهْدٍ تَولَّى العِزُّ بعدَكُمُ
- فما أرى خائفاً يأوي إلى عِصَمِ
- أَعْزِزْ عليَّ بأن راحَت ديارُكُمُ
- مَثوَى الهُمومِو كانَتْ مَسرَحَ الهِمَمِ
- كم في قبورِكُمُ من عارِضٍ هَطِلٍ
- و صارِمٍ فَلَّ حَدَّ الصَّارِمِ الخَذِمِ
- و من غَطارِفَة ٍ شُمٍّ أنوفُهُمُ
- يَلقَوْنَ قبلَ الشِّفاهِ الماءَ بالشَّمَمِ
- أَكُلَّ يَوْمٍ له ثاوٍ يُقالُ له
- و قد تباعَدَلا تَبعَدْ ولا تَرِمِ
- و مُلحَدٌ ساخَ في أحشائِهِ عَلَمٌ
- من المَكارمِبل نارٌ على عَلَمِ
- قبرٌ له من عيونِ المُزْنِ صَوبُ حياً
- و من عُيونِ بني الآمالِ صَوبُ دَمِ
- يجري النَّسيمُ على أرجاءِ تُربتِهِ
- تَحيَّة ً لَطُفَتْ من بارىء ِ النَّسَمِ
- ذَمَمْتُ عَهْدَ اللَّيالي في تَحَيُّفِكُمْ
- و لم تَزَلْ في العُلى مذمومة َ الذِّمَمِ
- و قلتُ للدَّهْرِإذ غالَتْ غَوائِلُه
- محمداًسَوفَ تَثوي غابرَ النَّدَمِ
- فتى ً أباحَ ذوي الإعْدامِ تالِدَه
- و راحَلولا ازديادُ الحَمْدِ بالعَدَمِ
- مَنْ هَزَّة الرُّمْحِ أحلى في نواظِرهِ
- من هَزَّة ِ الغُصْنِ بين الوَرْدِ والعَنَمِ
- ما كانَ جُودُكإذ وَلَّتْ سَحائِبُه
- و فضلُ حِلْمِكَ إلا بُرهَتَيْ حُلُمِ
- قُلْ للشَّوامتِمهلاً ليسَ بينَكُمُ
- و بينَ عادية ِ الأيامِ مِنْ رَحِمِ
- هي الرَّزِيَّة ُ مَنْ يَصبِرْ لفادحِها
- يُؤجَرْو مَنْ يَتَحامَ الصَّبرَ لم يُلَمِ
- أبا الفوراسِ تسليماًو أيُّ فَتًى
- لاقَى الحوادِثَ إلا مُلْقِيَ السَّلَمِ
- و يا أبا الحسَنِ اسْتُنَّ العَزاءُ فقد
- رَأَيتَ ما سَنَّتِ الأيامُ في الأُمَمِ
- ليس الثناءُ له رُكنانِ مثلُكُما
- و إن تباعَدَ قُطراهُبمُنهَدِمِ
- سأجعلُ المَدْحَ فيكم جُلَّ مأرُبتي
- و هل يَعافُ زهيرُ المَدْحَ في هَرِمِ
- مُصَدَّقُ القَولِ مَصدوقُ الظُّنونِ بكم
- فالجُودُ مِلءُ يدي والصِّدْقُ مِلءُ فَمي
- إذا رأيتَ القَوافي الغُرَّ سائرة ً
- فإنَّهُنَّ رياحُ الطَّوْلِ والكَرَمِ
- كَذا النَّسيمُ إذا فاحَتْ روائِحُه
- فإنما هو شُكْرُ الرَّوْضِ للدِّيَمِ
المزيد...
العصور الأدبيه