الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> نَطوي اللّياليَ عِلْماً أَن سَتَطوِينا >>
قصائدالسري الرفاء
نَطوي اللّياليَ عِلْماً أَن سَتَطوِينا
السري الرفاء
- نَطوي اللّياليَ عِلْماً أَن سَتَطوِينا
- فشَعشِعِيها بماءِ المُزنِ واسقِينا
- وَ تَوِّجِي بكؤوسِ الراحِ أَيدينَا
- فإنما خُلِقَتْ للرَّاحِ أَيدينا
- قامت تَهُزُّ قَواماً ناعماً سَرَقت
- شَمائلَ البانِ من أَعطافِه لِينا
- تَحُثُّ حمراءَ يَلقاها المِزاجُ كما
- أَلقيتَ فَوقَ جَنِيِّ الوَردِ نِسرينا
- فلستُ أدري أَتَسقِينا وقد نَفحَت
- روائحُ المِسكِ منهاأو تُحيِّينا
- قد مَلَّكتنا زِمامَ العَيشِ صافية ً
- لو فاتَنا المُلكُ راحَت عنه تُسْلِينا
- و مُخطَفِ القَدِّ يُرضِينا ويُسخِطُنا
- حُسناًو يَقتُلُنا دَلاًّ ويُحْيِينَا
- تَفتَّحَت وَردَتا خَدَّيهِ من خَجَلٍ
- و زيدَتَا بعِذارَيهِ تَزايِينَا
- مازالَ يَنقُرُ أحشاءَ الدِّنانِ لنا
- حتَّى نَفاهنَّ مَجروحاً ومطعونا
- لمّا رأيتُ عُيونَ الدهرِ تَلحَظُنا
- شَزْراًتيقَّنتُ أنَّ الدَّهر يُردِينا
- نمضي ونترُكُ من ألفاظِنا تُحَفاً
- تَسبي رَياحِينُها الشَّرْبَ الرَّياحِينا
- و ما نُبالي بذَمِّ الأغبياءإذا
- كانَ اللَّبيبُ من الأَقوامِ يُطرِينا
- و رُبَّ غَرَّاءَ لم تُنظَم قَلائِدُها
- إلاّ ليُحمَدَ فيها الفَاطميُّونا
- الوارثُون كِتابَ اللّهِ يَمنَحُهم
- إِرثَ النَّبِيِّ على رُغمِ المُعادينا
- و السابقُون إلى الخَيراتِ يَنجُدُهم
- عِتقُ النِّجارإذا كلَّ المُجارُونا
- قومٌ نُصلِّي عليهِم حينَ نَذكُرُهم
- حُبّاًو نَلعَنُ أقواماً مَلاعِينا
- إذا عَدَدنا قُرَيشاً في أباطحِها
- كانُوا الذَّوائِبَ منها والعَرانِينا
- أغنَتهُمُعَن صِفاتِ المادِحين لهم
- مدائحُ اللّهِ في طَه ويَاسِينا
- فلستُ أمدحُهم إلا لأُرغِمَ في
- مَدْحِيهِمُ أنفَ شانِيهم وشَانِينا
- أقامَ رَوحٌ ورَيحانٌ على جَدَثٍ
- شلو الحُسينُ به ظمآنَآمينا
- كأنَّ أحشاءَنا من ذِكرِه أبداً
- تُطوَى على الجَمرِ أو تُحشَى السَّكاكِينا
- مهلاًفما نَقضُوا أوتارَ والدِه
- و إنما نقَضُوا في قَتلِه الدِّينا
- آلَ النبِيِّوجَدْنا حُبَّكم سَبَباً
- يَرضَى الإِلهُ به عنَّا ويُرضِينا
- فمَا نَخاطِبُكم إلاّ بسادتِنا ؛
- و لا نُنادِيكُمُ إلا مَوالِينا
- وكم لنَا من فَخارٍ في مَودَّتِكم
- يَزيدُها في سَوادِ القَلبِ تَمكِينا
- و من عدوٍ لكم مُخْفٍ عداوتَه
- و اللّهُ يرميه عنا وهو يرمينا
- إن أَجرِ في حُبِّكم جَرْيَ الجوادِ فقد
- أضحَت رِحابُ مَساعيكم مَيادِينا
- و كيفَ يَعدوكُمُ شِعري وذكرُكُمُ
- يَزيدُ مُستَحسَنَ الأشعارِ تَحسِينا
المزيد...
العصور الأدبيه