الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> نَحنُ للأَيَّامِ غُنْمٌ ونَفَلْ >>
قصائدالسري الرفاء
نَحنُ للأَيَّامِ غُنْمٌ ونَفَلْ
السري الرفاء
- نَحنُ للأَيَّامِ غُنْمٌ ونَفَلْ
- تَرحَلُ الأحداثُ عنَّا أَوْ تَحُلْ
- نَقبَلُ الضَّيْمَ مِنَ الدَّهْرِو هَلْ
- للَّذي نأباهُ بالدَّهْرِ قِبَلْ
- و إذا ما زَلَّتِ النَّعْلُ بِنا
- فمِنَ الأيَّامِ لا منَّا الزَّلَلْ
- نُوَبٌقُلْنالِعادٍ قبلَنا
- إنَّ مِن ذاتِ العِمادِ المُرتَحَلْ
- فانثَنَوا عن ذلك الشُّربِ الذي
- صار عَلاًّ لسِواهُم ونَهَلْ
- بعدَما غَصَّتْ بأسيافِهِمُ
- كُثُبُ السَّهْلِ وأوعارُ الجَبَلْ
- و رَمَتْ طَسْماًفقُلْ في غَرَضٍ
- تَتحَدَّاهُ يداها بِشُعَلْ
- و أظَلَّتْ صاحبَ الخَصْرِفما
- بَرِحَتْ حتى غدا تحتَ الأَظَلّ
- و أرى الأملاكَ من أُسرَتِنا
- قَصَدَتْ مُلْكَهُمُ حتّى اضمَحَلّ
- أَلبَسَتْ قَوماً سِواهُم حَلْيَهُم
- ثم بَزَّتْهُفراحُوا بالعَطَلْ
- فكأَنَّ الدَّهرَ لم يَجْمَعْ لَهُمْ
- رَغَدَ العَيْشِ وإرغامَ الدُّوَلْ
- فاسأَلِ الحِيرَة َ عن جَبَّارِها
- حينَ يَوماه حياة ٌ وأَجَلْ
- يَرتَدي ظِلَّ السَّدِيرَيْنِفإنْ
- شَبَّتِ الحربُ ارتدى ظِلَّ الأَسَلْ
- و المَنايا الحُمْرُ في ساحَتِه
- ماثلاتٌ بين وَمْضٍ وزَجَلْ
- و سَلِ الإيوانَ عن أَربابِه
- كيفَ جَدَّتْ لَهُمُ تلكَ الرِّحَلْ
- نَقَلَتْهُم عن فَضاءٍ واسعٍ
- يَسرَحُ الطَّرْفُ به حتى يَمَلّ
- و جِنانٍ ذُلِّلَتْ أثمارُها
- بينَ أمواهٍ نَميراتٍ وظِلّ
- نحنُ أغراضُ خُطوبٍإن رَمَتْ
- حَيَّرَتْ في دِقَّة ِ الرَّمْيِ ثُعَلْ
- و إذا ما اختلفَتْ أسهُمُها
- فأَصابَتْ بَطَلَ القومِ بِطَلْ
- يا بني فَهْدٍهو الدهرُ الذي
- نالَ من عِزِّكُمُ ما لم يَنَلْ
- أَشرَقَتْ أيَّامُكُمْ ثمَّ دَجَتْ
- و سجَى ظِلُّكُمُ ثم انتقَلْ
- نَقَضَ الدَّهْرُ بكم أَوتارَه
- من ملوكٍ ذَلَّلَوا الدَّهْرَفذَلّ
- أين أيديكُمإذا الخَطْبُ عَرَا
- و أيادكمإذا الجَدْبُ شَمَلْ
- وَدَّعَتْ دُنياكُمُ بَهجَتَها
- و استوَى الأربابُ فيها والخَوَلْ
- و لو انَّ العِزَّ أثوَى دَهْرَه
- في قَبيلٍ لَثَوى فيكم وحَلّ
- و عَسى الأيَّامُ تَرتاحُ لكُم
- فيَعودَ الهَمُّ بِالعَوْدِ جَذِلْ
- فلَكَمْ مُشْفٍ على الحَتْفِ نَجا
- و مَريضٍ قد رَأيناه أبلّ
- هل أرى أيدِيَكُمْ مبسوطة ً
- بينَ حالَيْنِ سَماحٍ وقُبَلْ
- و العَطايا الغُرُّ تَنْهَلُّ على
- آملي جُودِكُمُ أو تَستَهِلّ
- بعدَما وَدَّعتُها مُقْلِعَة ً
- مِثْلَما وَدَّعَ ذو الشَّيْبِ الغَزَلْ
- و هَلِ النَّاسُ الأَخيرونَ إذا
- جَرَتِ الأقدارُ إلاّ كالأُوَلْ
- و ضَحَت آثارُهُمْ ثم عَفَتْ
- و بدا سَعدُهُمُ ثمَّ أَفَلْ
المزيد...
العصور الأدبيه