الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> مَحَلُّكَ مثلُ الغابِ ليسَ يُرامُ >>
قصائدالسري الرفاء
مَحَلُّكَ مثلُ الغابِ ليسَ يُرامُ
السري الرفاء
- مَحَلُّكَ مثلُ الغابِ ليسَ يُرامُ
- و جارُك مثلُ النجمِ ليسَ يُضامُ
- و غَيمُك ذو بَرقَينِ ينهلُّ عنهُما
- دمٌ ليسَ يَرقى صوبُه وغَمامُ
- أَقمنا نَرى روضَ المحامدِ يُجتلَى
- عليكَو آفاقُ السماحِ تُغامُ
- فنحنُ حَلالٌ في حَريمِك للغِنى
- و نحنُ على الأيَّامِ فيه حَرامُ
- بكَ انتظمَ المجدُ الشَّتِيتُو إنما
- مَساعيك للمَجد الشتيتِ نِظامُ
- رميتَ فأصمَيتَ العدوَّ ولم يَزَل
- لبأسِك في حَبّ القلوبِ سِهامُ
- فأغراضُك اللاتي تُصابُ مَقاتِلٌ
- و أسهُمُك اللاتي تُصيبُ حِمامُ
- رأَى من أَخِيكَ الشامُ أكرمَ شيمة ٍ
- و أصدقَ برقٍ في المُحولِ يُشامُ
- تَلا قَسَماً في موقِفٍ ظَنَّ أنَّه
- تلاقَى عليه يَذبُلٌ وشَمامُ
- تَحَيَّتْ بريَّا القُربِ منه جَوانحٌ
- و بُلَّ بماءِ الوَصلِ منه أَوامُ
- هي الدَّولة ُ الغَرَّاءُ شَمَّرَ منكما
- لضَيمِ عِداها ناصرٌ وحُسامُ
- أرى الخائنَ المغرورَ نامَ بأرضِكُم
- كأنَّ المنايا الحمرَ عنه نِيامُ
- تَسنَّمَ أعلامَ الديارِو أنتمُ
- لِمَن حلَّ فيها غاربٌ وسَنامُ
- فَشَقَّ على الماضِينَ من عُظَمائِكم
- و هم رِمَمٌ في تُربِها وعِظامُ
- مَنازِلُ مرفوعٌ لحاضِرِكم بها
- قِبابٌ وللبَادي الأغرِّ خِيامُ
- تَحِنُّ إلى القَومِ الذين ترحَّلُوا
- و تَرجُفُ بالقَومِ الذين أَقامُوا
- تَهلَّلَ منها الغيثُو هي عَوابِسٌ
- و أسفرَ منها الصبحُو هي ظلامُ
- فعُودا ليَحتلَّ النَّدى في خِلالِها
- و يرحلَ لؤمٌ حلَّها ولِئامُ
- و لا تُمْكِنُوه من ذِمامِ سُيوفِكم
- فليسَ له عندَ السيوفِ ذِمامُ
- فلا صُلحَ حتى تُستطارَ سواعِدٌ
- و تَسقُطَ أيدٍ في اللِّقاءِ وهَامُ
- و حتى تَرودَ الشرقَ ذاتُ هَمَائِمٍ
- يُصَرِّفُها ساري الهُمومِ هُمامُ
- و تُذكى على الهِرماسِ نارُ قبيلة ٍ
- لحُمرتِها في الخافِقَين ضِرامُ
- و تَشرَقَ من شرقيِّ دِجلة َ بالقَنا
- ضَحاضحُ أنتُم سيلُها وإِكامُ
- وَ تقرُبَ من آجامِها الأُسدً عَنوة ً
- فتَقتَحِمَ الآجامُ وهي كِرامُ
- و تَلفَحَه ريحُ الأراقمِإنَّها
- سَمومٌ على أعدائِها وسِمامُ
- فَتغبرَّ من تلك الفِجاجِ مَواقِفٌ
- و تحمرَّ من تلك المياهِ جِمامُ
- كأيامِ سيفِ الدولة ِ الغرِّ إنّها
- سِماتٌ على وَجه الزمانِ وشَامُ
- فحينئذٍ يَصفُو السَّماعُ لسَامعٍ
- وَ ينساغُ للشَّربِ العِطاشِ مُدامُ
- و إنْ أُحفِظَت منكم أُسودُ حَفائظٍ
- فرُدُّوا القنا والبِيضَ وهيَ حُطامُ
- فإنّ سِجالَ الدهرِ في الناسِ قبلَكم
- و لا عَارَنقصٌ مؤلِمٌ وتمَامُ
- فطوراً لكم في العَيش رَحبُ منازلٍ ؛
- وطَوراً لكم بينَ السيوفِ زِحامُ
- و أنتم على أكبادِ قَومٍ حَرارة ٌ
- و بَردٌ على أكبادِنا وسَلامُ
المزيد...
العصور الأدبيه