الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> ما وَدَّعَ اللَّهوَ لمَّا بانَ مُنصَرِما >>
قصائدالسري الرفاء
ما وَدَّعَ اللَّهوَ لمَّا بانَ مُنصَرِما
السري الرفاء
- ما وَدَّعَ اللَّهوَ لمَّا بانَ مُنصَرِما
- حتى تَلفَّتَ في أعقابِه نَدَما
- بكى على الجَهْلِإذ وَلَّى فأعقَبَه
- حِلْماً أَراهُ الصِّبا لمَّا مضَى حُلُما
- رُدَّا عليه رِداءَ اللَّومِ فيهو إنْ
- رَدَّ الحنينَ أنيناًو الدموعَ دَما
- صبابة ٌ تَلبَسُ الكِتمانَ كامنة ً
- بين الضُّلوعِو شَيبٌ يَلبَسُ الكَتَما
- لا أَظلِمُ الحُبَّ في رَيَّاو إن ظلَمتْ
- و لا أُكَفكِفُ فيه الدَّمعَ ما انسجَما
- هي القَضيبُ ثَنى أعطافَه هَيَفٌ
- فكادَ يَنثُرُ منه الوردَ والعَنَما
- مظلومَة ُ الحُسنِإن شبَّهتُ طَلْعَتَها
- صُبحاًيسالمُ في إشراقِه الظُّلَما
- جُهْدُ المتَيَّمِ أن يَرعى العهودَ لها
- حِفْظاًو يَحْمِلَ عن أجفانِها السَّقَما
- إن يَظْمَ مِنْها إلى طِيبِ العِناقِفكَم
- رَوَّتْ جوانِحَه ضَمّاً ومُلتَثَما
- و صاحبٍ لا أمَلُّ الدَّهْرَ صُحبَتَه
- يُعَبِّسُ الموتُ فيه كلَّما ابتسَما
- تُنبي الطَّلاقَة ُفي مَتْنِيهِ ظاهِرَة ً
- عَنِ القُطوبِ الذي مازالَ مُكتَتَما
- إذا اعتَصَمْتُ به في يَومِ مَلحمَة ٍ
- حسبتُني بِسَليلِ الأَزْدِ مُعْتَصِما
- و عارضٍ ما حَداه البَرقُ مُبتَسِماً
- إلاّ أرَانا ابنَ إبراهيمَ مُبتَسما
- يبكيفينثُرُ من أجفانِ مُقْلَتِهِ
- دُرّاً غَدا في جُفونِ النَّورِ مُنْتَظِما
- كأنَّما الرَّوْضُلمّا شامَ بارِقَه
- أفادَ أخلاقَ عبدِ اللّهِ والشِّيَما
- أَغَرُّ يَغمُرُ شُكْري فَيْضَ أنْعُمِه
- فكلَّما ازدَدْتُ شُكْراً زادَني نِعَما
- دَعا الخطوبَ إلى سِلمي وحرَّمَني
- على النوائبِ لمّا راحَ لي حَرَما
- مُمهِّدٌ لي في أكنافِهِ أبداً
- ظِلاًّ عَدِمْتُ لديه الخوفَ والعَدَمَا
- و تارِكٌ ماءَ وَجْهي في قَرارَتِه
- بماءِ كَفَّيْهِ لمّا فاضَ مَنْسَجِما
- رَضِيتُ حُكْمَ زَمانٍ كان يُسخِطُني
- مُذْ صارَ جَدواه فيما بيننا حَكَما
- و إن غدوتُ زُهَيراً في مدائِحِه
- فقَد غدا بتوالي جُودِه هَرِما
- هُوَ الغَمامُ الذي ما فاضَ مُحتَفِلاً
- إلا أصابَ نَداه العُربَ والعَجَمَا
- يا ابنَ الذَّوائبِ دُمْ في مُنتَهى شَرَفٍ
- شابَتْ ذَوائِبُهو الدَّهْرُ ما احتلَما
- فكم يَدٍ لكَ لم تُخلِقْ صَنائِعُها
- عندَ العُفاة ِ وأخرى جَدَّدَتْ نِعَما
- و مَشهَدٍ ما جرَى ماءُ الحديدِ به
- إلاّ غَدَا البَرُّ بَحراً ثَمَّ مُلتَطِما
- ضاقَتْ جوانبُه بالبِيضِ فازدَحَمَتْ
- كالماءِ ضاقَ به اليَنبوعُفازدَحَما
- أضرَمْتَ نارَ المَنايا في النُّفوسِ بِه
- ضَرماًوَ أَخْمَدْتَ من نيرانِه ضَرَما
- أما الصِّيامُفقد لَبَّيْتَ داعِيَه
- إلى العَفافِو لم تُظْهِرْ له صَمَما
- تركْتَ فيه سماءَ الجُودِ هاطِلة ً
- فإنْ مَضَتْ دِيَمٌ أَتلًعْتَها دِيَما
- أناملٌما هَجَرْتَ الكأسَ دائرة ً
- إلا وَصَلْنَ النَّدى والسَّيفَ والقَلَما
- فاسلَمْ لرَعْيِ زِمامِ المَجدِ مُجتَنِباً
- مَنْ ليسَ يَرعَى له إلاًّ ولا ذِمَما
- و اسعَدْ بقادِمَة ٍ كالحَلْيِ حامِلَة ٍ
- شُكْراً تُهنِّيكَ بالعيدِ الذي قَدِما
- مُقلَّدٌ بزِمامِ القَولِ قائِلُها
- فما تَكلَّمَ إلا دَبَّجَ الكَلِما
المزيد...
العصور الأدبيه