الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> ما كفَّ شادِيَهُ اعتراضُ عتابِه >>
قصائدالسري الرفاء
ما كفَّ شادِيَهُ اعتراضُ عتابِه
السري الرفاء
- ما كفَّ شادِيَهُ اعتراضُ عتابِه
- بل زادَه طرباً إلى أطرابِه
- وأرى الصبابة َ إرْبة ً لولم يَشُبْ
- يوماً حلاوتَها الفراقُ بصَابِه
- هوموقِفٌ برزَتْ بُدورُ خيامهِ
- للبَينِ واعترضتْ شموسُ قِبابِه
- راحوا بمثلِ الرِّيمِلولا ما أرى
- من وَشْيِه وشُنوفِه وخِضابِه
- مُترَدِّدٌ في الجَفْنِ ماءُ شُؤُونِه ؛
- متحدِّرٌ في الخَدِّ ماءُ شَبابِه
- يهتزُّ غُصْنُ البانِ تحتَ ثيابهِ
- ويُضيءُ بدرُ اللَّيلِ تحتَ نِقابِه
- فالحُسْنُ ما يُخْفيهِ من تُفَّاحِه
- خَفَراً وما يُبْديه من عُنَّابِه
- أَيعودُأَيَّتُها الخيامُزمانُنا
- أم لا سبيلَ إليه بعدَ ذَهابِه
- أيامَ أدفعُ عتبَه بعِتابِه
- عني وأمزُجُ كأسَه برُضابِه
- فسقاكِ ساقي المُزْنِ أعذبَ صَوبِه
- وحَباكِ مُذْهِبُ غَيمِه بذَهابِه
- نزعَ الوُشاة ُ لنا بِسَهْمِ قطيعَة ٍ
- تُرمى بسهمِ قطيعة ٍ تَرمي بِه
- ليتَ الزَّمانَ أصابَ حَبَّ قلوبِهم
- بقنا ابنِ عبد اللّهأوبحِرابِه
- بسلاحِ مُعتَلِّ السِّلاحِ وإنَّما
- يعتلُ بين طِعانِه وضِرابِه
- ألوى إذا استلبَ المغاورُ بَزَّه
- كانت نفوسُ الصِّيدِ من أسلابِه
- ظَلَمَ التليدَ وليس من أعدائِه ؛
- وحبا الحسودَ وليس من أحبابِه
- فالغيُثُ يخجَلُ أن يُلِمَّ بأرضِه ؛
- والليثُ يَفرَقُ أن يُطيفَ ببابِه
- يغشى القِراعَ وينثني وسماتُه
- في غَرْبِ مُنصُلِه وفي جِلبابِه
- كالليثِ آثارُ اللقاء مُبيَّنٌ
- في لِبدَتَيْهِ وفي شَبا أنيابِه
- عَلِمَتْ ملوكُ الرومِ أنَّ حياتَها
- ومماتَها في عَفوِه وعِقابِه
- في كلِّ عامٍ غزوة ٌ يَقضي بها
- أَرَبَ القَنا وينالُ من آرابِه
- أوفى فسدَّ شِعابَهم بعَرَمْرَمٍ
- يغشى الفضاءَ الرَّحْبَ سَيلُ عُبابِه
- كالطَّوْدِ لا تَثْنيهِ عن مُتمنِّعٍ
- حتى يَدُقَّ رِقابَه برقابِه
- تُزْجي المَنُونَ جيادُه مخزومة ً
- بالحزْمِأوتحدد الرَّدى برِكابِه
- حتى تفسَّحَ في مجالسِ قَيصَرٍ
- متحكِّماً في تاجِه ونهابِه
- اللّهُ جرَّدَ من عليٍّ سَيفَه
- فحمى وذَبَّ عن الهُدى بذُبابِه
- قَوْلِيإذا ضاقت عليَّ مذاهبي
- مَنْ لي برَحْبِ العيشِ بينَ رِحابِه
- فارقتُ مشرَبَه الذي لا تنطفي
- غُلَلُ الحَشا إلا ببَردِ شَرابِه
- ودخلتُ أبوابَ الندامة ِ بعدَما
- عصفَت بيَ الأحداثُ عن أبوابِه
- هي زَلَّة ُ الرأي التي نَكَصَ الغِنَى
- من سُوءِ عُقباه على أعقابِه
- فوحَقِّ نِعمَتِه عليَّ وطَوْلِه
- قسَماًيقول السامعونكفى بِه
- ما سَوَّلَتْ لي النَّفسُ هجرَ جَنابِه
- عند الرحيلِ ولا اجتنابَ جِنابِه
- أَنَّى وقد نِلتُ السماءَ بقُرْبِه
- وبلغْتُ قاصية َ المُنى بثَوابِه
- وحَوَيتُ فضلَ المالِ من إفضالِه
- ومحاسنَ الآدابِ من آدابِه
- لكنَّه رأيٌ حُرِمْتُ رَشادَهُ
- وبَعُدْتُ عن تسديدِه وصوَابِه
- لا أحمَدُ الأيامَ بَعْدَ بَتاتِها
- سبباً وصلتُ إليه من أسبابِه
- أَأَقومُ بين يَدَي سواه مؤمِّلاً
- وأُنيخُ راحلة َ الرَّجاءِ ببابِه
- هيهاتَلستُ بشائمٍ برقَ امرىء ٍ
- حتى يكونَ سَحابة كَسَحَابِه
- سَأَهُزُّ بالكَلِمِ المُهَذَّبِ عِطفَه
- طَرَباً وأخلُبُ لبَّه بخِلابِه
- بِدَعٌ لوانَّ الصَّبَّ يستَشفي بها
- ألَم الفِراقِ شَفَتْه من أوصابِه
- وأحشُّها والليلُ قد سترَ الرُّبا
- بدُجاهأوحَجَبَ الصُّوى بحِجابِه
- حتى يعودَ الشَّوْقَ لابسَ حُلَّة ٍ
- من أرجوانِ الفَجرِأوزِريابِه
- فعسى الزَّمانُ يَبُلُّ حَرَّ جوانحي
- بصَفاءِ مَورِدِه وبَردِ جَنَابِه
- فأفوزَ بالعَذْبِ النَّميرِ وينطوي
- كَشْحُ الحسودِ على أليمِ عَذابِه
المزيد...
العصور الأدبيه